Monthly Archives: May 2011
حصادُ النورِ
1ياروحُ هاتي حصادَ النورِ بسملةً
وأطلقي مع هبوبِ العطرِ أجنحةً
أثيرُكِ الطهرُ يسمو في تهفهفِهِ
ياروحُ ضمي هديلَ القلبِ ملهمةً
بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)26
1في طريقها إلى بيت رضوى حاولت درة التغلب على مشاعر القلق تجاه ابنتها.. ما أخبرتها به وجيهة ليس بالأمر البسيط.. حاولت تقليبه من مختلف الجوانب الاجتماعية والمادية والعائلية، فوجدته صعبا.. تأكدت بأن ثمة آثار سلبية ستلقي بثقلها على كاهل جميع أفراد الأسرة.
أحست بوخز خفيف في صدرها شمالا.. تابعت السير ويدها ممسكة بيد رزق، وحبات عرق تنفر من جبينها رغم برودة الجو حولها.
وصلت بيت والد رزق.. نقرت على الباب عدة نقرات.. سمعت رضوى تسأل: من الطارق؟
ردت درة- أم عادل..
لحظات قليلة تمر كلمح البصر.. يفتح الباب.. رضوى تقف أمام أم عادل بدهشة كبيرة كأنها لاتصدق ماترى عيناها.. تبتسم لدرة تدعوها لدخول البيت.. ترفض درة قبل أن تعدها بتحقيق ماجاءت من أجله.. تتمنع رضوى بأعذارٍ شتى ترفضها أم عادل.. تطلب منها ثانية دخول البيت.. تعيد شروطها.. تحس رضوى بالخجل من العجوز التي تحترمها .. تقبل على مضض.. تدخل أم عادل البيت.. تلقي نظرة على المكان الذي يبات فيه رزق.. تهمي من عينيها الدموع، تحس رضوى بالخجل.. تدعوها إلى غرفة الجلوس.. تجلس أم عادل على ديوان في صدر الغرفة وهي تمسح دموعها بمنديل أخرجته من جيبها.. يجلس رزق على البساط المفروش فوق الأرض وهو يرتعش ورضوى تنظر إليه بغضب.
– كفى يارضوى، أنت تغضبين الله بقسوتك على رزق.
– هذا قدره ياخالة، ليس الأمر بيدي.
– بل بيدك، فظلم الناس للناس لم يأمر به رب العالمين بل نهانا عنه، فكيف إن كان ظلما لليتامى خاصة إن كانوا صغارا كرزق؟
– إنه يشكل عبأ علي لا أستطيع تحمله.
– لايحق لك أن تقولي هذا، فالبيت لوالده وكما أعرف نصفه لأم رزق سجلته باسم زوجها قبل موتها بأشهر لأنهما كانا ينويان بيعه وشراء دار أكثر اتساعا منه، ولكنها ماتت قبل بيع البيت.
– لايهمني لمن كان سابقا، المهم أنه الآن بيتي أنا، وليس لرزق فيه شيء.
– تذكري يارضوى كرم والده معك عندما سجل البيت باسمك.
– لم أنسَ ذلك، رحمه الله..
– بل نسيت، وسجنت ابنه في مكان يأنف منه الحيوان، أهذا هو رد الجميل لمن أكرمك؟
– لم أطرده عندما رفضت خالته وخاله حضانته.
– أكملي إذا عمل الخير واكفلي اليتيم كما يريد الله.
– لاأستطيع.. زوجي يرفض أن ينام في البيت ورضي به في الحوش على مضض.
– ليس البيت بيته كي يرضى أو لا، أيقبل لأولاده العيش كما يقبله لرزق؟
– لكنه زوجي وإن خالفته قد يحدث بيننا طلاق، فهو يصر على ألا يدخل البيت.
– لن يصل الأمر بينكما للطلاق .
– بل قد يصل سعفان صعب جدا ومتشدد بهذا الأمر.
– لن يحصل هذا وإن حصل لاقدَّر الله فألف من يتمناك ويكرمك ويقبل برزق.
– ولكن…
– اسمعي، عندي حل لهذه المشكلة.
– هاتي ماعندك ياخالة، فقد تشوشت أفكاري.
– تبنين له غرفة صغيرة في الحوش تليق بسكن إنسان، وتفرشينها له يريحه فترتاحي ويرتاح، مارأيك؟
– أبني له غرفة؟!! من أين لي المال ياخالة؟ وإن توفر المال هل سيقبل سعفان بهذا الحل؟
– لاعليك، سأجمع له المال من أهل الخير في الجزيرة فهم كثر، أما سعفان فسأجد من يكلمه إن رضيت باقتراحي، وإن رفض سيُجبر على ذلك دون أن تتاثر حياتكما الزوجة بما يعكر الصفو بينكما.
– كلام معقول ، لكن..
– مادمت اقتنعت بالأمر فدعي الباقي لي.
– إن تم هذا الموضوع سارسل رزق إلى المدرسة ولن أقيده مرة أخرى.
– بارك الله فيك يارضوى، أصلك الطيب يردك لعمل الخير، تأكدي ياابنتي أن الله لا يضيع لإنسان أجر عمل صالح، وقد يرزقك بطفل عما قريب.
فرحت رضوى بما بشرتها به أم عادل وهي تشير لرزق أن يحضر لهما القهوة.من قلب اليأس قد يولد الأمل، ومن دموع الحزن قد ينبت الفرح، ومن المستحيل قد يشرق الممكن بلحظة رضا من الرحمن الرحيم، فيبدلنا من عسرٍ يسرا. تشققت شفاه الدوح شوقا لرشفة قطرٍ من ندى الورد في صباح مشرق بالرضا، وفراشات الروض ترسم بالضوء فوق الأثير وجوه الأمنيات باسمة لأطفال الحياة.
بقلم
زاهية بنت البحر
ذكريات لاتموت
3يغالبني الشوقُ إليك عندما أشمُ صدفة رائحةَ عطرٍ تشبه عطرك.. أحسُّ بدوران الزمان باتجاهِ الماضي فيدور رأسي.. أراكَ مبتسماً بنظرةٍ تشبهُ السِّحرَ.. بل هي السحركلُّه.. أسبِّحُ اللهَ وأحمدُه على ماحباكَ به من جمالٍ فاتن.. أقتربُ منكَ أكثرَ أحدقُ في عينيك أرى مروجاً خضراءَ توحدُ الخالق.. تمتدُ يدي لتكملَ جمالَ الصورةِ بري الخضرة بالجمال.. أضربُك على خدِّكَ الورديِّ.. تتساقطُ حباتُ اللؤلؤ زخاتٍ من الدَّمعِ الفضيِّ فوق وجه القمر.. أضمك إلى صدري أشبعُ قلبي من قربك وأنتَ تبكي متألماً من صفعة يدي الرقيقة.. أقبلُك.. أحسُّ حرارةَ الدموعِ فوق وجهك تدفىء يدي أحاول أن ألتقطها فأجد نفسي ممسكة بالفراغ.. أفتح عينيَّ فلا أجدك وتنهمر دموعي، وأنا أردد بحزنٍ عميق: يرحمك الله ياأخي كم كنت جميلاً..
أختك
زاهية بنت البحر
11-03-2006, 10:47 PM
وليد رحمك الله ياأخي، وأحسن إليه
جمالية المشهد الأخير فى قصة عيناه فى عينيها .. لزاهية بنت البحر( الأستاذ يحيى هاشم)
9سنوات ثلاث مرَّت طويلة.. بطيئة تضطرم حرقًا، وأرقًا، ماخمد لهيبها في صدرها هنيهة، ولا أقل من ذلك ولا أكثر، حتى في تلك اللحظات الشاحبة التي يواجه فيها اليوم أصعب الأوقات حسرة وقلقا، يحتاج فيها لشفقةٍ حُرِمتْها منه بقسوة مفرطة طوال حياتها معه..
كتمثال حجري وقفتْ يسار السرير الذي تمدد فوقه شبه جثة هامدة، تنظر إليه وعيناه تستجديان عينيها نظرةَ سماح، تخرج بها روحه مطمئنة، لكنَّها تأبى بصمتها الحارق أن تهب له هذه النظرة التي هي بالنسبة له الأمل الأخير بتحقيق أمنية، فتعمَّدت كلَّما التقت عيناهما أن تطبق جفونها برعونة تعلمتها منه عندما كان قويًا يذيقها الويل دونما رحمة، حين كانت ضعيفة لا تستطيع ردَّ الجور عنها.. جبانة غير قادرة على مواجهة ذاتها بهمِّها وشقائها معه مادامت تحبه، وتعشق التراب الذي يمشي فوقه.. تتوجع بسرها كل يوم.. تموت وتولد في الثانية الواحدة عشرات المرات، وفمها مطبق تلوب فيه الكلمات.. تجف.. تصدأ.. تتدبب جوانبها، فتبتلعها بغصَّة تخنقها، ودمعها جامد بين أجفانها المرهقة ينتظر فرجًا عابرًا دافئ الصدرِ فينهمر بلهفة تزيح بها عن قلبها كربة، ولكن من أين يأتيها الفرج، وقد سُدَّت حولها الطرقات؟.
الحب عندها يعني الصبر.. التحمل، الصمت والرضا.. يعني عدم الاحتجاج على ما تتجرعه بكأس غرامها من ذلٍ وهوان.. من حرقة وحرمان.. الحب كما يقول هو عذاب ومرار، ومن لا يصبر على ناره وأشواكه هو في اعتقاده ليس محبًا، وهي عاشقة حتى الثمالة، فكيف تخالف مبادئ حبيبها الذي تركت لأجله الدنيا كلها وتزوجته؟!!
ولمَ لا تترك الحياة برمَّتها وقد سحرها بكلِّ شيء فيه.. وسامته الخارقة.. أدبه الجم.. مركزه الاجتماعي المرموق.. رجولته اللافتة وزرقة عينيه التي غرقت في بحرهما حتى القاع.. كلماته التي حلَّقت بها في الفضاء على متن الهوى، فصدَّقت أنها وليفة نسر؟!
حبَّها له قيَّد قواها بسلسلة أحاطت عنقها قيدًا أحكم إقفاله بمفتاح الغرام، وألقى به من برجه العاجي في مزابل الجحود.. هكذا كانت صخرة صامدة تقف بوجه الريح والموج، والعواصف التي تضرب قلعة حبها كل يوم بكل الاتجاهات، وهي لا تكل ولا تمل من الصبر، ولا يزدادُ قلبها إلا نبضًا بحبه، وتفانيًا بخدمته، والسهر على رعاية شؤونه.
كانت تنسى تعب يومها كله عندما تسمع صوت مفاتيحه المتراقصة بين أصابعه، وقد تدلت من حمالة ذهبية أُهديتْ له في عيد ميلاده من مجهول رفض البوح باسمه، فتهرع لاستقباله وهي بكامل زينتها.. صدقته، فكلام الحبيب مقدس لا يحتمل المناقشة ولا مثقال ذرة من ريبة إلى أن رأته ذات مساء مصادفة مع امرأة ثانية..عيناه في عينيها.. كفاه في كفيها.. أحست بشي ما في صدرها يُقتلع بقسوة رهيبة.. يفرُّ بكل المشاعر الدافئة والعواطف النبيلة والأحاسيس الجميلة، فيسقط في هوة سحيقة لا أمل للنجاة منها، يتصاعد منها دخان أسود لزج تستنشقه بملء رئتيها كرهًا، كيف حصل ذلك لا تدري ولكنها صدقت إحساسها تجاهه عندما صدقها الشعور.. حتى ملامحه تبدلت عما ألفتها سابقًا.. كانت تراه جميلا.. وسيما.. رائعا حتى أنها من كثرة النظر في وجهه حاضرًا، وتجليه بخيالها غائبًا، جعلها تنجب منه طفلين على صورته.. أحبتهما حب الأمومة، وحب الشبه من الحبيب، واليوم أصبحت لا تطيق النظر في وجهيهما، أضاف إليها ألمًا آخر في نبض أمومتها، يالقسوته ما أشدَّ بطشه بها!
وعندما أخبروها أنه يطلبها في المستشفى، وهو في سكرات الموت إثر حادث مؤلم.. ارتدت ملابسها بهدوء تام، وخرجت إليه كأن شيئًا لم يكن.. انفردت به.. نظر إليها برجاء يسألها بعينيه المتورمتين العفو والغفران، ظلَّتْ شفتاها مزمومتين، تحيطهما أخاديد مظلمة نحتها الزمن بكف الحزن حول فمها.. بينما عيناها تخترقان جدار اللحظة إلى البعيد.. تسمع نشيج الحرمان يتفجر صورا قاتمة، رسمتها ريشة ظلمه بالدمع والآه والحرقة، وعلقتها في ذاكرة هيجتها تداعيات الموقف، وهي تقف معه موقف المواجهة عند حاجة القاتل للقتيل…
نقبض يداها بشدة، وهما تعبثان بحقيبتها السوداء، التي التصقت ببطنها كطفل صغير، ينكمش في حضن أمه هربًا من يدٍ تمتد لتصفعه.. يرتفع صوت أنفاسه يصلها متعبًا.. يناديها بتقطع الزفير والشهيق.. تعاود النظر إليه، ودموعه تتدحرج فوق خديه، وصدره يعلو ويهبط بشدة.. فهمت لغة الأنفاس اللاهثة.. تذكرت قطتها البيضاء وهي تحتضر ذات مساء.. كانت مولعة بها جدًا.. تسقط من عينها دمعة..
تنفرج أساريره..
القطة تموت وهي تحاول إنقاذها..
يزداد صوت شهيقه وزفيره ارتفاعا..
تلتفتُ إليه..
تتسع مساحة ابتسامته فوق شفتيه المرتجفتين..
تموت القطة..
تنهمر الدموع من عينيها أغزر..
ينخفض صوت الأنفاس في صدره وتبدأ بالهدوء..
تقترب منه.. تتناول منديلا ورقيًا من جيبها.. تمتد يدها المرتجفة بالذكريات نحو عينيه..تمسح بها دموعه المتساقطة على جانبي وجهه..
بقلم
زاهية بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم***وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن
هل كان يجب أن تسامحه ؟؟
بهذا السؤال تدخل بنا الكاتبة ( زاهية بنت البحر) إلى قصتها .
كتمثال حجري وقفتْ يسار السرير الذي تمدد فوقه شبه جثة هامدة , تنظر إليه وعيناه تستجديان من عينيها نظرة سماح ,تخرج بها روحه مطمئنة ,لكنَّها تأبى بصمتها الحارق أن تهب له هذه النظرة التي هي بالنسبة له الأمل الأخير بتحقيق أمنية .
مشهد البداية مشهد يحمل الكثير من الدلالات لأنه يغوص بنا فى أعماق القصة .
هو وهى وبينهما رجاء منه أن تسامحه , وقسوة منها نتاج ثلاث سنوات كاملة كان فيها هو الخائن الأوحد !!
يتسائل القارىء عن سبب الخيانة فتوضحه لنا ..
رأته ذات مساء مصادفة مع امرأة ثانية ..عيناه في عينيها ..كفاه في كفيها .
وكأن هذا هو جزاء الزوجة الصادقة المطيعة التى تصبر على كل عيوب زوجها مقابل نظرة رضا منه .
ثم يتسائل القارىء وهل سامحته ؟
وهنا ندخل إلى القصة …
1- بناء القصة
– العنوان :
وفقت الكاتبة تماما فى إختيار العنوان لأن سبب القصة والعقدة التى بها ( الصراع بين الزوج والزوجة ) هو أنها وجدته جالسا عيناه فى عينيها .
إذن إختيار العنوان هنا كان معبرا تماما عن القصة .
– المقدمة :
كتمثال حجري وقفتْ يسار السرير الذي تمدد فوقه شبه جثة هامدة , تنظر إليه وعيناه تستجديان من عينيها نظرة سماح ,تخرج بها روحه مطمئنة ,لكنَّها تأبى بصمتها الحارق أن تهب له هذه النظرة التي هي بالنسبة له الأمل الأخير بتحقيق أمنية ,فتعمَّدت كلَّما التقت عيناهما أن تطبق جفونها برعونة تعلمتها منه عندما كان قويًا يذيقها الويل دونما رحمة, حين كانت ضعيفة لا تستطيع ردَّ الجور عنها .
قد يعتقد القارىء أن تلك ليست المقدمة , ولكنى أصر على أ، المقدمة هى التى تجذبنى إلى العمل دون أن أدرى لأجد نفسى غارقا فى إشكالياته متعايشا مع البطل / البطلة , محاولا وضع حلول ظإستنتاجات متبوعة بتوقعات عن النهاية .
وهنا تجد كل شىء فى مشهد صور بكاميرا جميلة للكاتبة .
هو : نائما على فراش الموت يرجو منها السماح !!
هى : تمنحه نظرات قاتلة نتاج فعلته .
هو وهى والفراش الأبيض بينهما .
مشهد رائع .
-الموضوع – الحبكة :
هل ستسامحه ؟
المقدمة الجيدة ينتج عنها حبكة قوية ..
تلك القاعدة تعيها تماما الكاتبة فبعد مقدمتها الجيدة سحبتنا معها إلى البحث عن إجابة لسؤال : هل سامحته ؟؟
إذن الصراع هنا شيق وجذاب منحنا القدرة على المتابعة ووضع النتائج التى قد تتحقق أولا تتحقق .
والصراع هنا قد نجده واقعيا ( يجب عليها ألا تسامحه فقد خانك والخائن يموت بذنب خيانته !! )
وقد يكون خياليا مترادفا مع أصحاب العواطف الملتهبة ( يجب عليها أن تسامحه فقد أحبته وتنازلت عن الكثير لأجله وهو الآن على فراش الموت فعليها أن ترحمه !! ) .
ولكل منهما دلائله من القصة نفسها ..
أصحاب الواقعية سيدللون بــ :
إلى أن رأته ذات مساء مصادفة مع امرأة ثانية ..عيناه في عينيها ..كفاه في كفيها ..أحست بشي ما في صدرها يُقتلع بقسوة رهيبة ..يفرُّ بكل المشاعر الدافئة والعواطف النبيلة والأحاسيس الجميلة , فيسقط في هوة سحيقة لاأمل للنجاة منها , يتصاعد منها دخان أسود لزج تستنشقه بملء رئتيها كرهًا ,كيف حصل ذلك لاتدري
وأصحاب الرومانسية الخيالية الحالمة سيدللون بــ :
الحب عندها يعني الصبر ..التحمل ,الصمت والرضا .. يعني عدم الاحتجاج على ما تتجرعه بكأس غرامها من ذلٍ وهوان ..من حرقة وحرمان .. الحب كما يقول هو عذاب ومرار , ومن لا يصبر على ناره وأشواكه هو في اعتقاده ليس محبًا ,وهي عاشقة حتى الثمالة ,فكيف تخالف مبادئ حبيبها! الذي تركت لأجله الدنيا كلها وتزوجته..ولمَ لا تترك الحياة برمَّتها وقد سحرها بكلِّ شيء فيه ..وسامته الخارقة ..أدبه الجم ..مركزه الاجتماعي المرموق ..رجولته اللافتة وزرقة عينيه التي غرقت في بحرهما حتى القاع.
إذن لكل منهما براهينه ودلالاته التى يرتكز عليها , ولكن الحكم دوما بيد الكاتبة فماذا حكمت ؟؟
النهاية – الحكم الصادم :
أخذتنا الكاتبة فى دائرة مغلقة من الحب اللانهائى إلى الخيانة الصادمة والتى إنتهت بصاحبها على فراش الموت .
دارت بنا فى دائرة مغلقة حتى وصلنا إلى الحكم ..
ولكن النهاية هنا أيضا كانت خيالية وواقعية فى ذات الوقت ..
البعد الخيالى :
تذكرت قطتها البيضاء وهي تحتضر ذات مساء ..كانت مولعة بها جدًا..تسقط من عينها دمعة..
تنفرج أساريره..
القطة تموت وهي تحاول إنقاذها ..
يزداد صوت شهيقه وزفيره ارتفاعا ..
تلتفتُ إليه..
تتسع مساحة ابتسامته فوق شفتيه المرتجفتين..
تموت القطة ..
تنهمر الدموع من عينيها أغزر
الربط هنا بين الزوج الذى يحتضر والقطة أراه دا دلالة تتضح بين السطور ..
كانت القطة تحتضر وهى مولعة جدا بها فتسقط من عينيها دمعة !!
يمكننى أن أتلصص هنا على البطلة التى يرق قلبها ولكن تجمد عيناها .
أتلصص على قلب لم يكره يوما ولكنه أبى أن يعيش مخدوعا .
ولكن دعنى أصدمك أيها القارىء أنها تحبه ولكنها تكرهه !!
صدقنى هذا هو حالها !!
عندما سقطت من عينيها دمعة ماذا حدث له ؟؟
إنفرجت أساريره !!
لماذا ؟؟
لأنها قالت له سامحتك !!
ولكنها لم تنطق !!
نعم ولكن جل ما كان يتمناه نظرة منها , ولأنها مازالت تجبه منحته ماهو أكثر من النظرة منحته دمعة حب وودلع ..
يا للمرأة !!
وحينما إلتفتت إليه .. إذن الأمر لم يعد مجرد نظرة فقط بل أضحى أكثرمن ذلك إلتفاته بالجسد كله له إتسعت مساحة الابتسامة ولهذا دلالة أخرى ..
حينما منحته الدمعة إبتسم وبدأت الروح تتخذ طريقها من الضيق الى الاتساع دليل الراحة , وحينما إلتفتت إليه إتسعت مساحة الابتسامة فانطلقت الروح إلى خالقها بعد أن هدأت وارتاحت !!
مشهد ماورائى رهيب رأيته فارتعدت له .
تحية هنا لكابة إستطاعت بلا كلمات أن تمنحنا مشهدا رومانسيا رائعا .
وختام المشهد والقصة هو الأروع ..
تقترب منه ..تتناول منديلا ورقيًا من جيبها ..تمتد يدها المرتجفة بالذكريات نحو عينيه ..تمسح بها دموعه المتساقطة على جانبي وجهه
وكأنها بيدها التى تحمل الذكريات القديمة مرتعدة تأخذ منه آخر ماتبقى منه لتكون ذكرى أخرى .
2- اللغة :
ليس جديدا علينا لغة زاهية أحمد ولكن الجديد هو اللعب على المتناقضات فى ..
الحب عندها يعني الصبر ..التحمل ,الصمت والرضا
الصبر مقابل الصمت !!
التحمل مقابل الرضا !!
جمالية التناقض فى البوح بعدم الصبر ولكنها صامتة , وعدم التحمل ولكنها راضية .
– يعيب على الكاتبة فقط السرد الطويل والاسهاب فى مشاعر باتت واضحة تماما وسقطت فى بحر التقريرية فى بعض الجوانب مثل :
جبانة غير قادرة على مواجهة ذاتها بهمِّها وشقائها معه مادامت تحبه, وتقدس التراب الذي يمشي فوقه ..تتوجع بسرها كل يوم ..تموت وتولد في الثانية الواحدة عشرات المرات,وفمها مطبق تلوب فيه الكلمات ..تجف.تصدأ ..تتدبب جوانبها,فتبتلعها بغصَّة تخنقها,ودمعها جامد بين أجفانها المرهقة ينتظر فرجًا عابرًا دافئ الصدرِ فينهمربلهفة تزيح بها عن قلبها كربة, ولكن من أين يأتيها الفرج, وقد سُدَّت حولها الطرقات
وغن غاب ذلك تماما وعادت الكلمات والعبارات إلى رشاقتها المعتادة فى النهاية .
3- الزمكان :
رغم تعدد الأماكن هنا إلا أنك لم تشعر بهذا التعدد وكأن المشهد كله دار فى مكان واحد !!
والاطار الزمنى الذى دارت فيه القصة هو إطار متماسك فقد بدأ من النهاية حيث وقت الوفاة وعاد بنا إلى الحب الذى كان ثم وقت الخيانة ثم عاد بنا إلى المستشفى مرة ثانية لنحضر لحظة الموت .
4- الشخصيات :
الشخصية الرئيسية هنا هى البطلة وهى مسطحة فى بداية الحب منحت كل ما عندها للحبيب , ولكنه غيرها إلى شخصية منغلقة دائرية تكره كل ماحولها .
أما الشخصية الثانية فهى شخصية البطل الخائن وهى شخصية غلبت عليها تحيز الكاتبة التام لبطلتها المخدوعة فظهر لنا بدور المخادع الذى قابل الحب بالخيانة .
نهاية :
عيناه فى عينيها قصة لكاتبة تعرف كيف تجذبك من السطر الأول .
يحيي هاشم
16/8/2006
وفاءٌ خالدٌ رغمَ الفراقِ
1آهٍ من البحرِ.. عملاقِ الرَّهبةِ هذا كم أحبُّهُ.. هو عشقي الأبدي.. سعادتي تشرئبُّ عنقاً عندما أتحدثُ عنه.. يرفرفُ قلبي عصفوراً صغيراً بينَ جوانحي، وأنا أناجيهِ في خيالِ القربِ .. امتزجت روحي بصفائِهِ في يومِ صحوٍ عكسَ نقاءَ السَّماءِ فوق صفحةِ وجههِ الحبيبِ، فابتسمت الشمسُ لي وأهدتني الضياءَ، فأسكنتهُ نفسي، فامتلأتْ به حياتي رواءً.
![]() |
رأيتُ الجرحَ فوق خدِّها ينزفُ قطرَ الجوري.. بخلتُ به لقطعةِ قطنٍ.. مسحتُهُ بقلبي فانغمسَ بهِ طهرُ الحياةِ وتدفقَ النَّبض رواءً يسقى بحبِّهِ ظمأَ المخلصينَ لكلمةِ ضياءٍ، ومازال َخفقُ الدمِ الطاهرِ يديرُ دفةَ حياتي بهمَّة الفجر، وسيبقى حتى تعودُ الروح إلى باريها بإذن الله..
![]() |
ليس كلُّ دمعٍ دمعًا.. فدمعٌ يُطفئ نارًا في قلبٍ، ودمعٌ يوقدُ نارًا في ذاتٍ ملهمة..
بقلم
زاهية بنت البحر
![]() |
وبلُ الذاكرة
3![]() |
وعدتُ إليكَ يالغتي الحبيبة.. المعطرةَ بشذى فكري.. المكتحلةَ بحزنِ قلبي.. المحلقةَ بجناحِ حلمي.. المتعبدةَ بحبيِّ لربيِّ. عدتُ إليكِ ألثمُ وضاءةَ وجهِكِ، وصدقَ حروفِكِ، وأنيسَ همسِكِ.. أترانا نفترقُ مرة ًأخرى بعدَ طولِ عناقٍ؟ أيتها الطاهرةُ النقية.. فجِّري الحروفَ نوراً.. اغزليه بمغزل الحقِّ رشدًا يضيءُ لنا عتمَ الطرقاتِ.. مدِّي ذراعيكِ واحتضني الأملَ بشيرَ خيرٍ لأمةِ الخير..
قد يخطىءُ صديقٌ لكَ عزيزٌ عليكَ خطأً كبيراً يورثه عذابَ ضميرٍ يسببُ له مشكلةً نفسيةً يستعصى حلُّها إلا بمساعدتِكَ أنتَ، فهلْ تمدُ لهُ يدَ العونِ لتنتشلَهُ من هفوةٍ غير مقصودةٍ أو مقصودة ربما إن تفاقمتْ آثارُها في نفسه لنْ تسلمَ أنتَ بعدَها منْ تأنيبِ الضميرِ، فاحمِ نفسَكَ بصديقِكَ، وابتسمْ لهُ بصفاءٍ يبتسمْ لكَ المستقبلُ بإذنِ الله..
|
|
هناكَ بينَ العينِ والسَّطرِ دربٌ تتمشى فيهِ الحروفُ كلماتٍ يسكبُها الفكرُ طاقاتِ وردٍ وزخاتِ مطرٍ.. ينتشي بها الورقُ طويلا حزنًا كانتْ أو فرحا، وهناك في عالمِ الذاكرةِ صباحاتٌ مشرقةٌ وليالٍ مبكيةٌ يبخلُ بها القلبُ.. يوصدُ دونَها الأبوابَ، فتبقى مؤنسةً لهُ في وقتٍ يتلاشى فيه الوفاءُ بين البشرِ، وتفقدُ فيه الأصالةُ هويتَها، فيغمض عينيهِ مستسلماً لوبلِ الذاكرةِ..
بقلم
بنت البحر
شوقي إليك
3![]() |
عندما أحسُّكِ نبضًا في قلبي، تتسللينَ إلى ذاتي قبسَ نورٍ.. تضيئن فيها خبايا نفسٍ هجرتُها فباتتْ نسياً منسيًا، فأفتح لها بالشوقِ نوافذَ الرُّوح، وأطلقَ جناحيها للريحِ تضربُ في الآفاقِ.. تبحثُ لي عن موارد أملٍ في دنيا جفَّتْ فيها ينابيع الصفاءِ والصدقِ والوفاءِ، وأعود منها إليك لأغرق في زرقة عينيك ياأمي..
![]() |
دع شوقي إليكَ يمسك بيدِ قلبك.. يعيدك إليَّ بحنان نبض، وعذوبة دفء، ولهفةِ أب ولو للحظات، فأنا بحاجة لبعض فرح بعد كثير حزنٍ أرفرف حولك فراشة فرح أزلية في قلب أبيها..
![]() |
قد تغطي طبقةٌ رقيقةٌ من النسيانِ بؤرَ العذاب والحرمان بالابتعاد عن مسبباتِ الألمِ، فإذا ما اخترِقتْ هذه الطبقةُ بتحريضٍ من الذكرياتْ تفجَّرَ الألمُ بركانًا يعلنُ أنه مازالَ موجودًا..
بقلم
زاهية بنت البحر
![]() |
قِشْرٌ وجوهرٌ
2

الحياةُ التي نسكنُها ليست كلمةً نتفننُ بنسجِها جملاً، فتشرق حيناً قصيدة ًوحينًا آخرَ قصةً أو خاطرةً.. الحياةُ شيءٌ آخرُ لاتستطيعُ الكلماتُ سبرَ أغوارِها.. فقط تلامسُ قشرَ الجلدِ منها، فتدمع العينُ أو يبتسم ثغر بشعورٍ ما سرعان ماينطفىء به السراج، ويظلُّ الجوهرُ شامخاً فوقَ الممكنِ يعانقُ الروحَ..
حصدت من كفيك قبلات مازالت تغذي روحى فأنعم منها ببعض دفء يشعرني بأنني مازلت بحضن عينيك الزرقاوين ياأمي ..
![]() |
انبهارُ العينِ بالجمالِ أمرُ طبيعيٌ، ومحببٌ، ولكنَّ انبهارَ الرُّوحِ شيءٌ آخر فوقَ الوصفِ يسمو بنا إلى عالمِ النُّورِ حيثُ السَّعادةُ الأبديةُ في عالمٍ ليس للمادةِ فيه إلا ماجنتْهُ أيدينا في عالمِ الفناء.
بقلم
زاهية بنت البحر
![]() |
بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)25
0بصمت وانتباه كانت تقرأ ما يختلج في صدره من خوف رهيب تشي به ارتعاشة يده الجاثمة في قبضة يمناها وهي تعود به إلى بيت أبيه.
ترى هل سمعت مواساة الأزقة الضيقة له بحيطانها العتيقة، وشبابيكها المغلقة هروبا من صفير الريح الممتقعة وجها بما تحمله من بقايا القمامة التي نثرتها في أماكن شتى من مساحة الجزيرة الصغيرة، فَهَمَتْ من عينيها بعضُ دموع؟
ربما أحست بها، استشفت ذلك من خلال تعاطف من هم خلف الحيطان مع الصغير منذ رحيل والدته وهي تضعه فجاء الى الدنيا لطيما..
جميلٌ أن تجدَ قلوباً نقية تحبك بصدق وإخلاص.. تقف جانبك وقت الضيق.. تبتسم لك عندما تكون بحاجة لمن يدخل السعادة إلى نفسك.. تحملك لراحة الفكر والجسد، وتضيء لك درب الحياة بقنديل الأمل.
كان مولده مؤلما للجميع، وازداد تعاطف الناس معه بعد رحيل والده قبل سنتين غرقا في البحر، فبقي في عهدة زوجته رضوى المالكة الشرعية للبيت الذي كتبه لها الراحل عوضا عن المهر، لكن رضوى لم تعامل اليتيم اللطيم رزق كما أمر الله وكما أوصاها والده، فأساءت إليه ولم ترسله إلى المدرسة، وحبسته في حوش الدار في غرفة صغيرة باردة في الشتاء، حارة في الصيف بحجة ضيق البيت خاصة بعد زواجها في العام الماضي من سعفان الفذي، الذي قيل بأن شرطه الرئيس للزواج منها كان عدم السماح للصغير بالعيش معه تحت سقف بيت واحد كي لايذكره بوالده، فآثرت له العيش في الحوش دون الطرد خشية أن تلوكها ألسنة الناس على فعلتها النكراء تلك، بعد أن رفض خال الطفل وخالته حضانته بحجة أن بيت والده هو الأَولى به من بيوت غيره، فظل في الحوش ينام ويأكل البائت من الطعام فليس له جد ولا عم يرعى طفولته في زمن تسيدت فيه على عرش حياته امرأة ظالمة لاتخشى الله في عمل ولا في قول.
قبلت رضوى بسعفان وقبل بها فهي تريد طفلا وهو يريد مالا وجمالا، هي امرأة جميلة وشابة تستحق التضحية بالزواج منها حتى لو عارضته زوجته، وتصنعت الضيق، وذهبت إلى بيت أهلها، فلاشيء يهم مادام سيريح نفسه من صراخ الأطفال ونق المرأة متفرغا لعبِّ السعادة في شهر العسل مع رضوى، وفي النهاية ستعود وصيفة مع أولادها إلى البيت لعدم قدرة أهلها على القيام بواجباتهم تجاههم تماما.
(رزق) الطفل اليتيم اللطيم جميل الصورة، ذكي، نبيه وصبور يحمل في أحضان أعوامه التسعة قلب رجل كبير جرعته الحياة باكرا كؤوس البؤس والحرمان، وكثيرا ما كان يلجأ إلى بيت أم عادل قبل وفاة والده يشكو لها ظلم زوجة أبيه، وبخلها الشديد، وعدم اهتمامها بنظافة جسمه وملابسه، وعدم السماح له بالخروج من البيت ولقاء الأطفال إلا نادرا، وإرهاقه بأعمال البيت رغم اعتراض والده على ظلمها وإهمالها لطفله اللطيم، فكانت تهدده بطردهما من المنزل إن هو ألح عليها بالكلام، فيصمت مرغما فهي سيدة البيت ومالكته، وليس هناك مكان آخر يأوي إليه مع طفله المسكين.
وظل رزق بعد وفاة والده يلجأ إلى أم عادل، فقد كانت له الصدر الحنون الذي وجد فيه شيئا من الدفء الذي افتقده منذ مولده. لم ترزق رضوى بأطفال من والد رزق، فظنت بأنه أصيب بالعقم بعد الحادث الذي وقع له في إحدى السفن التجارية، وكثيرا ماكانت تعيره بعقمه دون أن تزور طبيبا لمعرفة من العقيم منهما.
بعد رحيله بعام أرسلت لسعفان من يقنعه بالزواج منها. كانت فرحتها عارمة عندما علمت بموافقته، فرضيت بكل ما أملاه عليها من شروط، وقبل ليلة الدخلة قبض منها مبلغا كبيرا من المال احتسبته ثمنا لطفل قد ترزق به من سعفان الفذي، وحتى اليوم لم يتحقق حلمها، ولم تعامل رزق بما يرضي الله .
بقلم
زاهية بنت البحر
تأملات زاهيوية
1![]() |
في عالم الغيبِ كنَّا، ومنه انطلقلنا إلى الوجودِ، وبعدَ الوجودِ إلى الغيب نعود، وفيه للمشهود. تغيراتٌ متلاحقةٌ كلُّ له طعمُه.. كلٌّ لهُ أثرُه، ولكن يبقى الأثرُ الأكثرُ أهميةً هو الذي ينفعنا في نهايةِ المطافِ، فالعمرُ لحظة، فموقفٌ، فقرارٌ، فإمَّا بعدَه ُجنة، وإمَّا بعدَهُ نارٌ..
عندما يُكسَرُ سنُّ القلم فلنعدْ سنَّهُ من جديد، ولوكان قلماً لطفلة، ففي ذواتنا أطفالٌ صغارٌ نحب العودةَ إليهم عندما يتعبنا الكبار؟ فلنحتفظْ بالألوان الجميلة التي نحن بحاجة إليها على مدار الساعة لتنقية الذات من كدر العيش، وهموم الكبار، ولنتحدَّ الكراهية فلا نجعلها تُدخِلنا تابوتاً مقيتاً، ففي الذات نوافذ كثيرةٌ يمكن من خلالها العبورُ من الكراهية إلى موانىء المودة فنرسو على شاطىء الوئام.
![]() |
بقلم
زاهية البحر
![]() |



















