Monthly Archives: April 2011
بانتظار الأمل(رواية لزاهية بنت البحر)23
0درة تفكر قبل أن تقرر فلم تندم على شيء قامت به طواعية حتى في هذا اليوم عندما اختلفت مع ابنها في نقاشٍ خاص يحدث بين أي أم وأولادها، فترك البيت وخرج بضيق لم ترده له لأن الأرزاق بيد الله وعلى الإنسان أن يعمل دون يأس من رحمة ربه، فما حُرم منه اليوم قد يأتيه غدا أو بعد غد، ولكن ابنها كان اليوم على غير عادته، تركته يفكر عله يصل لشيء يريحه بفكرة ما.
بين النفسِ وبينها
4تحملُني زقزقةُ العصافيرِ على ارتجافاتِ حنجرتِها إلى عالمِ البحرِ الأزرقِ عندما كنتُ صغيرةً وأنا ألاحقُ طيورَ النُّفُجِ التي تطيرُ ببطىءٍ شديد ٍفي جزيرتي، وعندما كنتُ ألقي القبضَ على إحداها كنتُ أضمُّها بين يديَّ فرحةً بصيدي الثمين، فأحضنُها بأناملي وهي ترتجفُ خوفا، وأستنشقُ رائحةَ ريشِها التي لاتشبهُها رائحةُ سواها.. كانتْ أمي رحمَها الله تقول وهي تضمُّ أخي الراحلَ وليد وهو في الأشهر الأولى من عمره: (تسلمْ لي هالريحة مثل ريحة النِّفُّج.. ) وتعودُ الطيورُ للسقسقةِ كما أسمعها الآن في هذا الصباح الجميل رغمَ أنني لم أعد أرَ نفَّجا ولا أمي ولا وليد..
![]() |
عندما نتحدَّثُ مع أنفسِنا بصمتٍ نـَصْدِقُها الحديثَ لأنَّها الوحيدةُ التي لانستطيعُ الكذبَ عليها. أحياناً يلفـُّنا الغموضُ، فنعجز عن فهمِ مانريدُ، ولكنـَّنا في سرِّ الذَّاتِ نكونُ مدركين لما نريدُ، ورغمَ ذلك نظلُّ في مكابرةٍ قد تنتهي لغيرِ صالحِنا إنْ نحنُ لمْ نوقِّعْ وثيقةَ الإعترافِ.
بقلم
زاهية بنت البحر
|
![]() |
رسائل البشرى
2![]() |
ياصخرتي.. ياأنيسةَ وحدتي.. يارفيقة دمعتي.. دعيني أستعيدُ من الزمان صفاءه.. ألملم الذكريات من الأمواج قرب الشاطئ الأجمل.. بالقرب من أمي، و أختي أخي، وأبي، ونحن تحت ظلك الأسعد، وقد بتنا ببعدك ياحبيبةَ مهجتي غرقى بحزنٍ ليته يرحل..
![]() |
بين حروفِ النورِ يتمشى الوعيُ سيِّدًا تتبعُهُ الحكمةُ مترفةً بالحقِّ مؤيَّدةً بالصِّدقِ، فتعبقُ الكلماتُ بشذا البوحِ طربًا، ثابتة الخطى تتنزَّه ُفي دروبِ الفكرِ، شامخةَ الرَّأسِ، زاهيةَ الصورةِ، بهيةَ المعنى، محملة برسائل البشرى.
بقلم
زاهية بنت البحر
|
|
|
مدائن الدمع
1![]() |
تتلوى القصيدةُ بألمٍ غائرِ الجرحِ.. شديدِ النَّبض…جليِّ الخوفِ عميقِ الوفاءِ.. سفورِ البوحِ يزفرُ حزنَه ملاءاتٍ سوداءَ تسترُ نوافذَ الأملِ الذي لمحتُهُ يتوارى رويداً رويداً وراءَ الخوفِ من قادمٍ مجهولٍ يتقصَّدُ حرقةَ القلوبِ بسخريةٍ مؤلمةٍ تُغرقُ الشمسَ بليلٍ تغشَّاهُ اليأسُ طحالبَ هزيمةٍ تطلقُ أنفاسَها باستسلامِ الجسدِ للفناءِ.. همسات حارةٌ.. محزنةٌ حدَّ الوجعِ.. باكيةٌ حدَّ النواحِ أتراها صرخةُ احتجاجٍ على واقعٍ يحاولُ ابتلاعَ كلِّ شيء جميلٍ حولنا بأداة نزع للروح لا تعرف الرحمة؟ أم هي الكلماتُ سافرتْ بي إلى مدائنِ الدَّمعِ التي أغرقتْ قلبي فشرقتُ بها؟ لستُ أدري غيرَ أنني أحسُّ حزناً يلفحُني بذكرى من رحلوا عنا تاركينَ قلوبَنا ملاجىءَ ألمٍ وأنَّاتٍ..
اللهمَّ ارحم أبي، أمي، أخي وأختي
بقلم
زاهية بنت البحر
![]() |
|
|
|
|
![]() |
أمي الزهية قصيدتي الأبدية
0![]() |
والموتُ يُطبقُ جفونَها بهدوءِ النَّفسِ المطمئنةِ دخلتُ عينيها الصافيتين بعينيْ قلقي الرماديةِ أبحثُ عن عمرٍ ضائعٍ في أمواجِ حزنِها الأزرق.. أسألُ عابرَ الدَّرب المتجمد (بلحظةِ عصفٍ مرَّتْ يومًا عبَرصفاءِ اللونِ) دائمَ الحزنِ جريحَ الفراقِ عن طفلةِ بحرٍ عشقتها الأمواجُ منذُ آلافِ السنينِ.. خبأتْها عن عيونِ البشرِ,والرِّيحِ والمطرِ في صدفةٍ من شعاعِ الشَّمسِ الغربيةِ، وكتبتْ فوقَ الغطاءِ البحريِّ الأخضرِ بمدادِ النورِ اسمَها الزاهيَ، فكان تاجًا مازالَ يُضيءُ فوقَ جبينِ الطفلةِ الأبديةِ نورًا لايخبو له ضياءٌ مادام أنينُ الوجعِ يجدلُ ضفائرَهُ في زوايا النفوسِ ِعَقدًا للألمِ.. تنامُ العيونُ وعينُ الآهِ لاتنامُ فقد عشقتْ السَّهرَ بحضنِ الجرحِ ولم تنتهِ الحكايةُ..
![]() |
وتسرعُ خطى العمرِ باتجاهِ الغروبِ، والضوءُ يحضنُ حزنَهُ شفقاً يبثُّهُ وجعاً بلونِ الجرجِ.. ونوارسُ البحر المهاجرة تحلقُ باتجاهِ العودةِ إلى منفاها في جزرِالغيابِ، وكحلُ العينِ ينزفُ أنيناً يردِّدُهُ الصدى بحةَ موجٍ شجيةٍ فوق الزرقة ِبفراقٍ جاءَ مبكرًا..
بقلم
زاهية بنت البحر
![]() |
ردي على قصيدة رسمتك أنثى
0
ردي على قصيدة رسمتك أنثى لشاعرنا الكبيرد.إبراهيم أبو زيد.. رسمتَ فنلتَ جمال المظاهرْ وذاك ابتلاء بحكمةِ ربٍّ فلا الرسم يحزن قلبًا كبيرًا رسمت ففزت بقصة شعرٍ رد أخي د.إبراهيم أبو زيد وخنساء عصرى بشعرى تسافر وتنثر فوق القصيد عبيرا حكيمة عصر تمنى رضاها
|
أجساد وأرواح
2![]() |
الأرواحُ التي تسكننا ربما كانتْ مرآةَ صفاءِ النفسِ في حياتِنا، فبها نفرحُ وبها نحزنُ، وبها نهاجرُ من لحظةِ العدمِ إلى لحظةِ الإشراق، فنرى الكونَ هالةً من نورٍ خلابٍ واسعة ًبوسعِ الفكرِ والإحساس.. لايحدُّها زمان ولامكانٌ، محلقةً بقلوبٍ غير قلوبنا التي في صدورنا، وعيون غير عيوننا، وأحاسيسٍ غير أحاسيسنا.. فنجدنا أثيرًا خفيفًا شفيفًا.. اِشتقنا لأرواحنا.. لأنسِها، فليسَ أجمل ولا أرقى من الشعورِ بها والتوحدِ معها جسداً وروحًا..
بقلم
زاهية بنت البحر
زاهية بنت البحر
![]() |
كلمات وصور
1أحبُّ البساطة في كلِّ شيءٍ عظيمٍ، فالعَظمةُ برأيي لاتكون هي هي مالمْ يكنْ متقلِّدُها متواضعاً.. بسيطاً دون هوان، وإلا كان كصورةِ وردةِ من دون عبير..
![]() |
لكل دمعة طعم خاص، ولكنَّ دمعةَ الفرحِ تكونُ نقيةً لاكدرَ فيها تهمي من العيونِ بسعادةٍ أذاقَها اللهُ لكلِّ المحبين..
![]() |
لاإله إلا الله
تهليلٌ يرددُه القلبُ بنبضِ العبوديةِ لخالقِ النَّفسِ لايغفلُ عنه إلا خاسرٌ
لاإلهَ إلا الله
أولاً وحاضراً وأبداً.. بها خلقنا، وعليها تربينا، وعليها نموتُ، وعليها نبعث
إن شاءَ اللهُ
بقلم
زاهية بنت البحر
![]() |
بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)22
0قبل أسبوع اشترى عادل في طريق عودته إلى البيت ديكا سمينا ذا عرف أحمر جميل من (العنيدي بوصطيف) كان يعرضه للبيع في إحدى أزقة الجزيرة بعد أن طردته والدته مع ديكه المدلل الذي أفسد عليها حديقة البيت الصغيرة وما فيها من مزروعات، وأزهار وورود، وأصيص القرنفل الذي يذكرها بزوجها الراحل وكيف كان يحب أن يرى القرنفل المخملي الخمري يزين شعرها، فأقسمت ألا تسمح له بدخول الدار إن هو عاد ومعه هذا العفريت المؤذي.
كل تفاصيل الحدث الجميل تظل متقدة في الذاكرة مهما طالت قامة الوقت واتسعت مساحته ..ربما تهرب لحظة خجولة من حضن العمر، فتختبئ خلف عيون الذاكرة بإحساس طفلة بريئة المشاعر، تنتظر رفة جفن تعيدها إلى داخل الإطار، فتبدو أكثر وضوحا عندما تتبختر في طريق العودة.
رحبت أم عادل بالديك الجميل فأنزلت القن القديم عن سطح المطبخ وهيَّأت له موضعا في الزاوية الغربية من حوش البيت، فصار المنبه الطبيعي لها في أوقات السحر، يوقظها من النوم بصياحٍ أحبت سماعه، فكانت تتوضأ.. تصلي قيام الليل.. تسبح الله كثيرا.. تحمده.. تؤدي صلاة الفجر.. تقرأ جزأ من القرآن.. تحتسي قهوة الصباح ثم تجلس مع الديك.. تطعمه وتسقيه.. أكثر من مرة سمعتها سراب تحدثه.. بداية خافت أن تكون حماتها قد أصيبت بمس في عقلها، لكنها سرعان ماتراجعت عن خوفها عندما رأتها تحدثه أمامها.. تلاعبه كطفل صغير، وهو ينظر إليها بلا فهم، وذات مناوشة بينهما نقر أصبعها.. تألمت، بلعت على مضض تأوها كادت تطلقه.. ضحكت بتصنع تلافيا لشماتة سراب التي كانت تراقبها عن كثب بابتسامة خفيفة في محاولة لإخفاء ضيقها من الديك المزعج لها بالصياح، وعندما كانت تبدي ذلك لحماتها كانت تقول لها: إنه يسبح الله بلغته ياابنتي، فلا تتضايقي منه.
تضحك سراب فهي تعلم أن كل شيء في الكون يسبح الله عزَّ وجل بلغته، وهي لاتحتج على ذلك وإنما احتجاجها فقط على كثرة الصياح، ثم تعود فتسبح الله وتروض نفسها على سماع تسبيح الديك فتحس بالرضا..
بالأمس ذبحه عادل، وطلب منها أن تحضره لعشاء اليوم. أحست العجوز بالحزن على الديك فقد تعودت عليه، وبات يؤنسها ويشغل حيزا محترما من اهتمامها عندما تشعر بالفراغ.
فراغ نهش كبدها لسنوات طويلة بينما أحست سراب بارتياح كبير لذبحه، وعودة الهدوء إلى البيت.
تباين المشاعر بين امرأتين لم ينحت أثرا مزعجا في صدريهما وإن لم تستطع أم عادل الاحتفاظ بنسائم فرح عابرة مرَّت في أجوائها النفسية بمؤانسة الديك المطرود من بيت امرأة أخرى، هذا قدره مالبث أن لقي به حتفه في بيت شرَّعت له فيه سيدته الأبواب والنوافذ.
بقلم
زاهية بنت البحر
خارج التغطية
0
الفراق هو سنة من سنن الحياة على الإنسان أن يتقبلها برضا ولو ظلَّت عواطفه تلوك الألم مدى العمر، ولكن عندما يستطيع مسبب الألم أن يمنع الحزن عن الآخر ولايفعل، فيكون حينئذٍ خارج تغطية الشعور الإنساني الحي.
بقلم
زاهية بنت البحر
![]() |
نَحْتٌ..
3السعادة التي نعيشها في زمن ما، تنحتنا فوق جدران فؤادها إمضاءً تصحبه معها عندما ترحل عنا بانتهاء مدة الإقامة فينا، مودعة في نفوسنا حزن الفقد لأنها لاتعود إلينا ثانية، ولكنها دائما ترسل إلينا ومضات حنين عبر منحوتِ الفؤاد فيشغلنا بعض وقت بانتظار سعادة أخرى ربما كانت أعظم من الراحلة، ولكننا لانستطيع وقف شوقنا إليها عندما نشعر برفرفاتها تداعب شغاف القلب، والعين تندلق دمعًا..
بقلم
زاهية بنت البحر
![]() |
الحرمان ..
2![]() |