النفس الشاعرة مرهفة الإحساس تفهم النظرة والكلمة على الطاير كما يقولون، لذلك على من يتعامل مع ذوي الحس المرهف أن يكونوا مدركين ماهية تلك النفس الشفيفة، وعدم جرها “بتلطيش” الكلام لما قد يسبب لهم ولها آلام تنشأ ربما من كلمة أو نظرة أو جملة ملغومة تنفجر مدوية في قلب الشاعرة.
مثل جميل يعلمنا رقي الفكر وسمو الأخلاق، ولكن على صاحب اليد الخيِّرة ألا يشعر الطرف الآخر بمنتِه عليه بما يقدمه له، وإلا فإن يده لن تكون يدا ممتدة بالخير بل للسمعة، وليقال عنه إنه إنسان كريم يساعد الناس، ومثل هذه اليد يمقت اللهُ صاحبَها، ولن تجلب له إلا السوء وإن بذل كل أمواله.
الكذبُ هو حجةُ المنافقِ ضعيفِ الشخصيةِ، وقد صدقَ من قال: الكذبُ على الأمواتِ لا على الأحياءِ لأن شهادتَهم تظهرُكَ على حقيقتِكَ، فانتَهِ عن الكذبِ والتلفيقِ قبلَ انفضاحِ أمركَ، فاللهُ يمهلُ ولايُهملُ.
أشرف حبيبي مازال صغيرا لم يتجاوز عمره السنة والسبعة أشهر.. نحبه جدا رغم مايقوم به في المنزل من أعمال تخريبة .. ماطالت يده شيئا غاليا كان أو رخيصا إلا ألقى به في الهاوية.. جوال والدته أيفن ثري ج وجوال والده الفور أس أصيبا بعطب لم يستطع إصلاحهما أمهر العاملين بالإصلاح.. الأي باد كسر شاشته عندما ألقاه بعزم فوق الأرض..
أشرف ذكي جدا ماسمع حديثا إلا فهمه؛ وقام بعمل يدل على فهمه للحديث.. يحب الكهرباء جدا ، يعرفه الجميع بالكهربجي أبو عرب، يترك الموتور الكربائي ويلعب بالفيش، يعرف أكثر من أمه بأمور الأسلاك الخاصة بألعابة التي تملأ البيت.. تبارك الله.. اليوم تركته والدته معي وذهبت للتسوق.. نسيت جوالها في المنزل.. سمت صوت تنبيه بوصول رسالة إليه.. لم أهتم بالأمر.. اكتفيت بالبحث عنه فوجدته في غرفة الجلوس دون أن أنظر في صفحة الرسائل الخاصة به..
عادت أم أشرف من السوق .. سألتني عن الجوال فأخبرتها بمكانه الذي تركته فيه.. لم تجده.. بحثت عنه طويلا خشية أن يكون أشرف قد أصابه بأذى، فطلبت منها أن تتصل به عن طريق الفايبر من جوالي.. فعلت ذلك.. وكانت المفاجأة عندما وجدت الجوال مخبَّأ في ثياب أشرف قرب القلب.