قصيدة الزاهية
قبل أكثر عقد من الزمن قررت اعتزال الكتابة في النت فكانت هذه القصيدة من الشاعر العربي المصري الكبير أخي المكرم ( د. جمال مرسي) جزاه الله الخير ونفع به وبما قدمه ويقدمه من أدب.
د. جمال مرسي
—
الزاهية
كتبت هذه القصيدة للأخت الكريمة الشاعرة زاهية بنت البحر
و قد كانت تنوى اعتزال عالم الفضاء الإلكتروني
و هأنذا أهديها لها هنا من جديد
بَكَى الشِّعرُ و التَاعَت القَافِيَةْ=و أَضحَت مَنازِلُهُ خَاوِيَةْ
أَرَى الرَّوضَ أَزهَارَهُ في ذُبُولٍ=و أَغصَانَ أَشجَارِهِ بَاكِيَة
تُسَائِلُ حَرفَ القَصِيدةِ عَنهَا=عَنِ الطُّهرِ فِي حُلَّةٍ زَاهِيَة
عَنِ الصِّدقِ حِينَ يَفِيضُ المِدادُ=كَنَهرٍ مِنَ الفِضَّةِ الجَارِيَة
عَنِ البَحرِ يَا ابنَتَهُ إِذ تَهَادَت =لِعَينَيكِ أَموَاجُهُ العَاتِيَة
عَنِ القَلَمِ السَّيفِ حِينَ أَرَاهُ=يُسَدِّدُ ضَربَتَهُ القَاضِيَة
و ما كَانَ فِي الحَقِّ يَخشَى مَلاماً=و لَم يُثنِ هِمَّتَهُ طَاغِيَة
يُميطُ اللِّثَامَ عَنِ الزَّيفِ شِعراً=و فِي النَّثرِ رَايَتُهُ عَالِيَة
و يُلقِي بكُلِّ عُتُلٍّ زَنِيمٍ=سَبَاهُ الغُرُورُ إِلَى الهَاوِيَة
و مَا كَانَ يَرضَى سِوَى بِالجَمَالِ=و يَربَأُ عَن كِلْمَةٍ نَابيَة
حَنَانَيكِ يا ” زَهْوُ ” إنَّا عِطَاشٌ=لِسَلسَلِ أَشعَارِكِ الصَّافِيَة
حَنَانَيكِ يا أُختَ كُلِّ جَرِيحٍ=تُضَمِّدُهُ كَفُّكِ الحَانِيَة
كأنَّكِ خَنسَاءَ هذا الزَّمَانِ=تُرَقِّعُ أَسمَالَهُ البَالِيَة
تَحِيكُ لَهُ حُلَّةً مِن وَقَارٍ=و تَبذُلُ مُهجَتَهَا الغَالِيَة
و تَصبِرُ إِن دَاهَمَتهَا الخُطُوبُ=على الجُرحِ شَامِخَةً رَاضِيَة
حَنَانَيكِ يا فَخرَ كُلِّ أَدِيبٍ=صَدٍ كُنتِ في أُفْقِهِ غَادِيَة
تُرَوِّينَهُ لَو يَضِنُّ الغَمَامُ=فَتَروَى الحَوَاضِرُ و البَادِيَة
و مِن فَيضِ جُودِ الكِرَامِ أَرَاكِ=إِلَى كُلِّ مَكرُمَةٍ سَاعِية
تُوَاسِينَ هَذا ، و تُرضِينَ هَذا=و تَسطَعُ شَمسُكِ في الدَّاجِيَة
عَرَفنَاكِ نَجمَةَ هذا الفَضَاءِ=و رَجعَ بَلابِلِهِ الشَّادِيَة
فَكَم شِدتِ بالحُبِّ صَرحاً منِيفاً=قَوَاعِدُهُ بالوَفَا رَاسِيَة
يُشِيرُ إلَيكِ الوَرَى بالبَنَانِ=فَما كُنتِ عَن مُلتَقَىً نَائِيَة
تُرِيقينَ كَالشَّهدِ شِعراً مُصَفَّىً=تَتُوقُ لَهُ الأنفُسُ الصَّادِيَة
رِسالَةَ مُسلِمَةٍ قَد حَمَلتِ=فَكُنتِ الأَدِيبَةَ و الدَّاعِيَة
حَنَانَيكِ ، هل آَنَ أَنْ تَستَرِيحَ=خُيُولُكِ مِن رِحلَةٍ قَاسِيَة
و لَم تَضَعِ الحَربُ أَوزارَها=ذِئابُهُمُ لَم تَزَل ضَارِيَة
و مَن لِلذِّئابِ إِذَا المُخلِصُونَ=تَخَلَّوْا عَنِ السَّيفِ يا زَاهِيَة
مودتي و تقديري
كل التفاعلات:
٢٩أنت، وام صلاح ام صلاح، وKamal Ali Dib و٢٦ شخصًا آخر