Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

Monthly Archives: August 2011

آسف ياسيدتي!

12

 بعد كثير ممانعة وطويلِ صمود، وجدت نفسها تهوي في قبضة الانصياع لأوامر الأطباء في ضرورة دخول جهاز الرنين المغناطيسي لتحديد الفقرات المصابة في العمود الفقري منطقة العجز القطني.

رضخت للأمر الواقع بعد تزايد الألم في ظهرها واتساع رقعته حتى الركبتين. أصابها الوهن النفسي وارتفعت حدة خوفها فاخترقت السحاب أوهاما.. رأت نفسها محشورة في ذاك الجهاز الضيق وهي مكتوفة اليدين لا حول لها ولا قوة، فجسمها تبارك الرحمن في بحبوحة من الوزن كلما اجتهدت في إنقاص البحبوحة المقلقة ربت واهتزت وأينعت عدة كيلو غرامات تضاف إلى ممتلكاتها التسعين كيلو شحما ولحما المتراكمة فوق هيكلها العظمي مما يترك الفرصة متاحة لغزو الآلام الظهرية والركبية لسيدة تجاوزت الخمسين ربيعا ونيف.

بداية تمنَّعت بدلال ورجت زوجها وأولادها بإعفائها من دخول هذا التابوت الطبي الكئيب وهي على قيد الحياة، فقد سبق لها أن رأت أختها تدخل أخاه جهاز التصوير الطبقي المحوري الذي كان أكثر اتساعا وحداثة من الخاص بالرنين المغناطيسي، ورغم ذلك فقد رأت بأم عينها كيف كانت أختها ترتجف وهي تمدد داخله بخوف رهيب جعل قلبها يخفق بشدة راجية المولى ألا تتعرض يوما لدخول هذه الآلة المخيفة، رغم أنها كانت تظهر القوة لإقناعها بالصبر ريثما يتم تصوير القلب والشرايين التي تشكو منها أختها الكبرى المعروفة بالخوف حدَّ الجبن.

لم يشفع لها الدلال ولا الرجاء ولا حتى الصراخ” الضرورة تستوجب المخاطرة لوقف الخطورة” هكذا قالوا لها فعليها بالصمت وتلبية الأمر مهما كانت شدة الخوف ثائرة في نفسها وهائجة.

اتكأت على زند الأمل بمساعدة الله لها في تحمل ما هي مقبلة عليه من هم وغم بدخول هذا الجهاز الذي ما أن رأته أمامها حقيقة مجسمة حتى استنفرت جميع مشاعرها وأحاسيسها بثورة عارمة، وارتعدت فرائصها المنكوبة بأوجاع الركبتين  بشدة لم تألفها من قبل كمن داهمه المطر في يوم برد قارص وهو بثياب رقيقة.

بعد تشجيع من الطبيب المشرف على الجهاز وتهوين الأمر من الممرضة المساعدة له، وتوبيخ صامت بنظرات زوجها، استسلمت للأمر بضعف من لا قوة له ولا حيلة ودخلت الجهاز من بابه الذي ابتلعها لقمة هنية تلوكها المخاوف وارتعاشات جسدها المنكمش على هيكلها بانكسار المنهزم.

بسملت وهي تمد طولها فوق باطن الجهاز.. وحوقلت وهي تحس به خانقا يكاد سقفه يلتصق برأسها المنشغلة بأفكار ومخاوف مخلة بأمن النفس واستقرارها.

هاجمتها الهواجس من كلِّ حدبٍ وصوبٍ.. تصورت أمها وأبيها في القبر.. سألت نفسها :

أيختلف ما أنا فيه عما هما فيه سوى أنني مازلت حية أرزق؟

سمعت صوت الطبيب يطلب منها الهدوء لأن الجهاز سيبدأ العمل، وسيستمر بقاؤها داخله ثلاثين دقيقة وربما أكثر.. ازدادت ارتعاشا وهي تخرج بصعوبة من فكرة القبر التي تضم والديها.. أومت للطبيب بالموافقة..

دار محرك الجهاز وبدأ العمل.. سمعت صوت محركه عاليا.. كادت تبكي ودقات قلبها تخفق بشدة لم تعد تستطيع السيطرة عليها وأمْرَها بالتخفيف من حدة تسرعها.. عاودتها صورة القبر حاولت النهوض فاصطدم رأسها بالجهاز.. ظنت للوهلة الأولى أن الذي اصطدم برأسها هو بلاطة القبر التي توضع فوق رأس الميت في القبر.. ضاق تنفسها.. حركت يديها بشدة في محاولة للخروج من الجهاز.. لم تستطع، فصرخت بصوت عال تطلب النجدة لإخراجها منه.. كاد الطبيب يصاب بجلطة فأمر بسحبها للخارج قبل أن تقضي نحبها داخله..

وعندما وجدت نفسها حرة من سجنها الانفرادي البغيض راحت تبكي فرحا امتزجت به دموع الحزن عندما أنبها زوجها على فعلتها النكراء التي لا تصدر حتى عن الأطفال. أحست بالخجل ولكن ما ذنبها فالخوف لا يرحم كبيرا أو صغيرا.

مرة أخرى أعيدت إلى الجهاز بعد تلطيف الجو من قبل الطبيب والممرضة، وإحساسها برجاء ظهرها وركبتيها وهما تدعوانها للمساعدة في إنقاذهما من الألم.

تململت كثيرا.. تضايقت جدا، وهي تسجن في هذا الجهاز المتعس ولم تكُ لتتحمل قسوة القيد لولا خجلها أولا ممن حولها وثانيا شفقة على جسدها الذي يرزح تحت نير الآلام.

هذه المرة شرد بها الفكر بعيدا وهي تسمع صوت محرك الجهاز يدور فخيل إليها بأنه صوت ماكنة زورق يقطع البحر باتجاه الجزيرة فالتقطتها فكرة بمليون ليرة.. أجل ستحارب خوفها بتوهم أنها ذاهبة إلى الجزيرة.. ستغمض عينيها وتفكر بمن ستلقاهم هناك من أهلها فقد اشتاقت لهم كثيرا.. لن تخاف من الجهاز فهو الزورق الذي سيوصلها إليهم..

أغمضت عينيها وامتطت بخيالها ظهر البحر على متن الجهاز الذي بدأ يشد بالسرعة وصوته يأتيها تارة قويا وتارة أخرى أخف كصوت محرك الزورق تماما..

بدأت الذكريات تتحرر من محبسها كمارد يخرج من قمقم طال فيه سجنه.. ذكريات كثيرة تبخترت في رأسها لكنها فوجئت بواحدة لم تحسب لها حسابا ولو أنها خطرت ببالها قبل دخول الجهاز ما كانت لتدخله ولو بقيت مدى الحياة تشكو من آلام العمود الفقري والركبة والرأس أيضا.

 

بداية كان المنظر جميلا وهي وأختها الكبرى تنظفان البركة التي تجمع فيها العائلة  ماء المطر في الشتاء.. تقع حفرة البركة تحت أرض صالون البيت.. تمتد على مساحة ستة أمتار طولا وثلاثة أمتار عرضا.. تنظف كل عام قبل هطول الأمطار.. نزلتا إليها بواسطة سلم طويل من فتحة تتسع لشخص متوسط الوزن.

ناولتهما أمها اللوكس لتريا جيدا داخل البركة وهما تنظفانها مما سقط  فيها من أشياء مع تدفق المياه إليها أو ما ألقى فيها الصغار من ألعاب وغيرها.

كانتا تتكلمان وتضحكان بصوت عالٍ أثار دهشتهما  ترددُ صداه العذب بين جدران البركة إلى أن أحستا بإغلاق فتحة البركة فأسرعتا إلى السلم وقد انقلب اللوكس عندما اصطدمت به رجل أختها فانطفأ النور..

تحول صوت ضحكاتهما  إلى صراخ وبكاء ونداء لفتح السدة ولكن لم يسمع صراخهما أحد لانشغال والدتها في حوش المنزل وابتعاد إخوتها الصغار عن البركة..

أحست مجددا بالاختناق وصوت محرك الجهاز يعلو ويهبط فكادت تصرخ أن أخرجوني مما أنا فيه لكنها التزمت الصمت عندما عاودتها الذكريات بفتح سدة البركة بيد أخيها الأصغر الذي أغلقها قبل قليل فالتقطت أنفاسها وصوت محرك الجهاز يعيدها إلى الزورق فأحست بحركة الأمواج التي جعلتها تحس بالنعاس و شيء من الدوار فغطت في نوم عميق.

 وعندما أخرجت من الجهاز قال لها الطبيب..

–         آسف ياسيدتي لم تنجح الصورة .

–         سألته بألم كبير:

–         – لماذا يادكتور؟

أجابها وعيناه مطرقتان أرضا:

–         زيادة الوزن من جهة، ونومك أثناء التصوير من جهة ثانية.

بقلم

زاهية بنت البحر

شلال الزهور في اليابان

3

 

شلال الزهور في اليابان
وصلتني بالبريد
 
flowering_waterfall
 
 
flowering_waterfall (1)
 
 
flowering_waterfall (2)
 
 
flowering_waterfall (3)
 
 
flowering_waterfall (4)
 
 
flowering_waterfall (5)
 
 
flowering_waterfall (6)
 
 
flowering_waterfall (7)
 
 
flowering_waterfall (8)
 
 
flowering_waterfall (9)
 
 
flowering_waterfall (10)
 
 
flowering_waterfall (11)
 
 
flowering_waterfall (12)
 
 
flowering_waterfall (13)
 

كعكةُ الدنيا

9

هي الدُّنيا
تعلِّمُنا أصولَ العيشِ كي نستا
فَ من أعوامِها ذكرى
نظلُّ بنبضِها نحيا
على أنقاضِ ماضينا الذي ولَّى
بلا رجعى
فأينَ الأهلُ والأحبابُ، أين الدارُ والملقى؟
تركناهم لأجيالٍ ستأتي بعدنا ترعى
بذا المرعى
وتتركه لأجيالٍ له تسعى..
فهذي كعكة الدنيا بها الإغواءُ يدعونا
لنحيا دونما تقوى
ونشرب من دوالي العمر كأسَ التيه والنشوى
ونفقد في دياجيرِ الضياع الوعيَ والجدوى
فهل نصحو ونفهم لعبة الدنيا
ونغلق في وجوه الريح والأشرار كلَّ نوافذ البلوى
وهلْ نقوى!!؟

شعر

زاهية بنت البحر

 

تحيتي للعزيزة ريمه
زاهية بنت البحر.. مرت من هنا

 

وتجيب ريمه:

سنقوى في مدى الاعمال والتقوى…
فقد نقوى..
**********

مفتاحُ السعادةِ

4

عمرٌ يمرُّ وشمسُ صبحٍ تشرقُ
في كلِّ يومٍ والضِّيا يتدفَّقُ

وقضاء ربك في الحياةِ مقدَّرٌ
منذُ الوجودِ وبالحقائقِ ينطقُ

يأتي الأنامُ إلى الحياةِ بصرخةٍ
تسبي القلوبَ سعادةً تتألقُ

وبصرخةٍ عنها يغيبُ بهاؤُهمْ
وقلوبُ أهلِ الراحلينَ تُمَزَّقُ

ولقد شربتُ الكأسَ مترعةَ الأسى
لكنَّهُ الرحمن بيْ يترفَّقُ

فالصبرُ مفتاحُ السعادةِ في الدُّنى
وبغيرِهِ مهجُ الأحبةِ تُحرَقُ

شعر
زاهية بنت البحر

زواح مبارك جميلتي الحبيبة

11

ابنتي الحبيبة، مبارك بإذن الله ، أتمنى لك السعادة مع زوجك الدكتور غياث

بالرفاه والبنين وحفظ الرحمن

ماما

زاهية بنت البحر

 

 

 

 

 

 

كأنَّه الشَّمش

20

 

ويطلُّ من طرَفِ النهـارِ  مباغتـا
عيني التي في بحرِ دمعي  تغـرقُ
ويطوفُ بي مـدنَ الخيـالِ كأنَّـهُ
شمسٌ على وطنِ السعادةِ  تُشـرِقُ
والضوءُ يُطفئ في عروقـيَ ليلَهـا
والبشـرُ فـي جنباتهـا يترقـرقُ
تسري الأماني في شرايينـي هَنـا
حُبلـى بآمـالٍ لـهـا  أتـشـوَّقُ
ممزوجة بالسَّعـدِ يعبـقُ  ريحُهـا
والعطـرُ مـن بسماتهـا  يتدفَّـقُ
ورياضُها الفيحاءُ رفرفَ  طيرُهـا
فوقَ الضفافِ على الغصونِ يشقشقُ
أنَّـى لعينـي أنْ تكابـدَ دمعَـهـا
وأمامَ ناظرِهـا البهـاءُ  المشـرقُ
فأطيلُ بالنظـرِ الشغـوفِ تطلعـا
بغوايـةِ الحلـمِ  الجميـلِ..أدقِّـقُ
فأرى على بعـدِ المسافـةِ  قادمًـا
في كفِّـهِ يُبْـسُ الأمانـي تـورقُ
أرنو إليهِ والرؤى رقصـتْ علـى
نبضـاتِ قلبـي والفـؤادُ يصفِّـقُ
أقبـلْ إلـيَّ ودعْ لأمِّـكَ حلْمَـهـا
ينمـو ويكبـرُ يابنَّـيَّ، ويصـدقُ

شعر
زاهية بنت البحر

رحمك الله ياأخي وليد ورحم أمي التي قضت حزنا عليك، وأسكنكما الفردوس الأعلى.

رمضان يغسل القلب من عفن الوحشة

5

رمضان، بلفظ اسمه ينسكب الجمال في النفس إحساساً روحياً منعشاً، ومخلصاً من بعد عناء دام طويلا طويلا.. رمضان بعظمة معناه وروعة حقيقته يغسل القلب من عفن الوحشة، وأمراض الغياب.. يهدهد أرواحنا بأمل الرضا، والمنِّ علينا برباط صلة رحيمة تعيد نقاءنا براقاً بعد موحش ظلمة. أيتها الروح الساكنة في جسدٍ يتآكل يوماً بعد يوم… تضعفه الأمراض… تهدِّله السنون …من سيقوم بصاحبه إن كنتِ مريضة.. قاصرة عن رفعه من سقوطٍ أنحَل سموُّه، وذهب ببراءته بشتي أنواع الفتن؟

أيتها الرُّوح عندما تذكرين رمضان رغماً عنك ترتعشين.. تهتزين وجلة.. تبحثين عن موئلِ أمنٍ يقيك حرَّ الذّنب ووخز الضمير.. تهتزين فرحا بموسم الخير.. ترتفعين إلى حيث ذاتك الطاهرة قبل الذنب.. تتوضَّين بتوبة صادقة تحسين بعدها بالصفاء والراحة.. تتمرغين ساجدة .. آيبة.. راجية العفو من رب كريم .. ماأحلى الرجوع إلى الله بدموع الذل تطلبين منه القرب والرضا.. رمضان ربيع القلوب المؤمنة فيه تعانق الروح الجسد.. يتوحدان في مسجد الذات طوعاً ورهبا.. مع كل ركوع وسجود تسقط دمعة قد لانراها.. نحسها حارقة في ذاتنا المذنبة فتحرق الذنب.. يصبح رماداً ينثر في عيون الشياطين عمىً.
أحب رمضان كما لاأحب غيره وفي الكل بركة وخير.. شهر عظيم لعبادات عظيمة للمِّ شمل الأسرة،  فالحارة، فالمجتمع، فالأمة كلها بأمن وسلام. رحم الله من توفاهم من أهلي.. بت اليوم أحس بالفقد أكثر كلما دخلت في الشهر الكريم. كانت لمتنا رائعة وجلستنا حول مائدة الإفطار، وأبي بعينيه السوداوين يتفقدنا واحداً تلو الآخر وهو يقرأ القرآن الكريم وعلى كتفيه عباءته في فصل الشتاء. آسفة لن أستطيع المتابعة فقد بدأت ارتجف حزناً وألماً.


كل عام وأنتم بخير

بقلم

زاهية بنت البحر

عيناهُ مدرستي

5

عندما تجمعنا اللحظةُ على مائدةِ الذكرى؛ تفيضُ العيونُ بالدموع.. تروي ظمأ القلبِ لنظرةِ عطفٍ.. بسمةِ حنانْ.

كانت عيناه مأوىً لنا؛ مصنعَ القوةِ والوقارْ؛ تكلمنا بنظرةٍ رحيمةٍ؛ مازال دفؤُها يسري في جسدي؛ منه تعلمتُ أن أكون أنا أينما كنتُ لا أسمحُ لطريدِ الرحمةِ أن يسلبَني أمنَ القلب.. رضا النفس، وعظيمَ الشكر لمن جعله لي أباً، ومعلماً كيف يكونُ الحبُّ لله صافياً؛ نقياً خالداً.. واسعاً وإن ضاقتْ بي دروبُ الحياة.

رحمك يا أبي ياحاضرَ النبض في قلبي ووجداني.. سيظل اسمك المنير محمد مصطفى يمق رمزا لعلمٍ من أعلام الرجولة والمروءة والمحبة لكل من عرفه يوما، ولنا بإذن الله.

بقلم

زاهية بنت البحر