Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

Daily Archives: May 12, 2011

نشوة الزهر

1

 الزهـــرُ يامقبولـــــةَ الخيـرِ انتشى”=”زهوًا بسحـرِ الشعـرِ والأوزانِ
من أيِّ شهدٍ قـــد قطفتِ  رحيقَـــــهُ”=”حتى تدفَّقَ مـن  رواءِ  جَنـانِ؟
صبَّحتِني بالخيرِ ياوجـهَ  الضِّيــا”=”فلتسلمـي للأهـلِ والأوطـانِ
وليرعكِ المولـى الرحيـمُ بحبِّــــــهِ”=”ياأختَ قلبي في هـدى الديـانِ
وليسلمِ الشعرُ البديعُ إذا اعتلــــــى”=”قِممَ الشوامـخِ زاهـيَ الأوزانِ
مترنِّمَ الخفقاتِ عبـرَ صدوحِــــــــهِ”=”بمكارمِ الأخلاقِ فـي النسـوانِ
كلُّ المروجِ  جميلـةٌ  بعطورِهــــــــا”=”وعطورُ عابدةٍ شـذى  الإيمـانِ
من غيرِ قربٍ نستشفُّ  عبيـــــرَهـا”=”بحروفِ داعيـةٍ إلـى  الرحمـنِ
تلقى بها الأرواحُ نــــــــــورَ مخلُّـصٍ”=”من ظلمةِ العصيانِ في  الإنسـانِ
من لايحبُّ المِسْكَ في  بنتِ  التقـــى”=”باعَ الصلاحَ،  وباءَ  بالخسـرانِ
ماأفلح الشيطانُ في كسبِ  النهـى”=”إلا بدربِ  الفسـقِ  والطغيـانِ
ربَّوا البناتِ على العفافِ وبالهدى”=”كونوا لهنَّ  بقـدوة  الإحسـانِ
ياياسرَ الأشعارِ ياحـرفَ النقــــــــا”=”فليجزِكَ الرحمنُ  خلـدَ  جِنـانِ

شعر
زاهية بنت البحر

بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)36

0

 

كانت سراب متخذة بحديث  حماتها فقالت لها:

–        صدقت يا امرأة عمي لكن لا ينسحب هذا على الجميع.

–        طبعا، فلو خليت لخربت. هناك أناس لا تعلم يدهم الشمال ماذا قدمت يدهم اليمين.

–        كالحاج مصطفى وكثير غيره..

–        أجل.. المهم أن يطلب الإنسان المتصدق رضا ربه لا السمعة بين الناس التي تحبط عمله في الدنيا والآخرة. وتلوك سمعته الألسن.

–        المهم أن يكون إنسانا حقيقيا في السر والعلن، ولايهم إن كان الآخرون غيرذلك، فالمعاملة هي أولا وأخير مع الله، ومن أحسنها معه أحسنها مع عباده.

–        قل الصادقون وكثر المزيفون، حتى كدنا لانميز بينهما من غلبة النفاق.

–        لكن الطيبين سيماههم في وجوههم، يرشدنا إليهم تواضعهم ولينهم في معاملة الناس.

–         قد يجر اللين في المعاملة على صاحبه في أحيان كثيرة ما يتعبه في الوسط الذي هو فيه، فكم من بشوش طيب القلب، مسالم، صدوق جر عليه حسن خلقه – مع من لايستحق تلك المعاملة-  من آلام لو أنه وقف في بدء نشوئها موقفًا صارمًا، دون جرحٍ أو تجريح، لكفاه ذلك ما وجد نفسه فيه من مشقة.

–        ورغم  هذا فلا يزداد إلا تواضعا في نفسه، وعلوا بين الناس.

–        سبحان الله من تواضع لله رفعه ياابنتي.

أرأيت يا امرأة عمي كيف يأخذنا الحديث – عندما نفترش بساطه- من فكرة إلى فكرة دون أن نشعر بمرور الوقت؟

–         وكثيرا ماننسى النقطة التي بدأنا بها لتولد نقاط كثيرة ماتلبث هي أيضا أن تتشعب لأخرى.

وترحل بهما الكلمات أنى طاب لها السُّرى، لكن في قلبيهما انشغال على من  سكنهما حبيبا تترقبان قدومه بصمت فتخفي كل منهما عن الأخرى مايختلج في صدرها من قلق عليه. سألتها أم عادل:

–        هل أنت بخير؟

–        ليس كثيرًا. احس اختناقا.

–        مما؟

–        تأخر عادل.

–        سيعود بإذن الله لاتقلقي. ذكرتني بأختي وهيبة رحمها الله.

–        رحمة الله عليها، كيف ذكرتك بها؟

–        ذات يوم كنا في سيران على البر والجميع سعداء إلا أنا، وأجبتها عندما سألتني عما بي بأنني أحس اختناقا، فقالت لي رحمة الله عليها:

” عندما تحسين اختناقًا، وأنت في روضٍ جميل، تزقزق طيوره بهجة، وتفوح أزاهيره شذا، والنهر يتدفق رقراقًا، والنسيم العليل يغازل أوراق الشجر وأهداب الورود، فأعلمي أنك في محنة حقيقية، وأنك بحاجة لطبيب يخرجك من أزمة الاختناق المتكمشة بشغاف قلبك، وعندما يفشل الطبيب بفك أسرك من قيدٍ فتاك ثقيل الوطء على النفس والقلب بل والروح أيضًا، انظري حولك وتفكري بروعة ماترين، وأن من خلق هذا الجمال وأبدعه، هو الطبيب الشافي، فناديه يارب.

ابتسمت سراب وهي تنادي:

–         يارب، يارب، يارب. سبحان الله أحسست بالراحة الآن بل بالفرح حقيقة..

–        ياابنتي، عندما يولد الفرح بغفلة منا، تسرقنا الدهشة من أنفسنا بعض وقت، ننسى خلالها كيف تبدل الحزن فرحًا بطريقة تجعلنا بغياب تام عما نغصَّ حياتنا في وقت مضى، سبحانك ربي (فإنَّ مع العسر يسرا) وتُؤكِّدُ ذلك( إن مع العسر يسرا)


بقلم
زاهية بنت البحر

خلف الأجفان

3

 

خلفَ أجفان الحروف لمحتك بسمة نور تتوهج بين أحضان الأمل، تعلقتُ بها.. ركضت خلف نظراتي اللهفى أتلمس حرير الخطوة فوق حرِّ الأثير، وعندما وقفت أمام بوابة اللقاء، أغلق الرحيلُ عينيك، وغاب عن عيني بريق الأمل.

 

أختك

زاهية بنت البحر

 

 

الحبُّ الحقيقي

6

الحب الحقيقي أمر لايحظى به الجميع، هناك أوهام حب تطيح بالإنسان، وتلعب به أنى شاء له الهوى، فالحب الحقيقي أسمى من كل شيء، لايعكر نقاءه البقاء أو الرحيل، ولا يترك في قلوب مكابديه كرها، ولا حقدا، ولاردود فعل انتقامية مقيتة. الحب يولد بين قلبين ولاينتهي إلى يوم الدين، وقلَّما تجد هذا في زمن الغش، والخداع، ونصب الشباك لغايات أخرى.

 

بقلم
زاهية بنت البحر

 

 

 

 

قطوف دانية( من حدائق العمر لحظة)

2

 

قيل: الحياة وهم.

 ترى هل حياتنا فعلا هي مجرد وهم؟!!

جعلتني هذه الجملة أفكر كثيرًا، أحس بأن الدنيا من حولي فعلا مجرد وهم ينتهي بمجرد لفظ الروح، وما العظماء الذين سبقونا إلا كلمات وقصص في روايات أو في كتب التاريخ، يمكننا أن نكتب اسم أعظمهم على أي قبر شئنا لعدم استطاعتنا مطابقة الاسم على المقبور، أوهام، خيال هي الدنيا إذن وكل مايحدث فيها.
يااه كم هو مزعج هذا الأمر، أنا لاأحب أن تكون حياتي مجرد وهم، وليس عدلا أن تكون كذلك، ولكن ألم يخبرنا الله عزَّ وجلَّ أن النوم هو الموت الأصغر، وأن صعود الروح إلى بارئها هو الموت الأكبر؟ بلى، كما أُخبرنا أيضًا بأننا في حياتنا هذه نعيش في حلم ينتهي عندما نستيقظ منه بالموت، فتكون الحقيقة، هنا نجد تفسيرًا لقول إن حياتنا هي أوهام، أي خيال، ولكننا بهذه الأوهام نكتب مستقبل القادم من خيرٍ أو شر، من سعادة الجنة أو عذاب الجحيم، إذًا فحياتنا هي واقع وليست أوهاما..

بقلم
زاهية بنت البحر

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)35

0

وكما تهب ثورة الفرح عارمة تعمي عيون القلب عن كل ماعدا الحدث المفرح، فإنها تهدأ رويدا رويدا، ومع مرور الوقت تخمد تحت طبقة  رقيقة من التناسي، أو سميكة  بحسب أهميتها للنفس الحاضنة لها، بانتظار ما يثيرها مجددا من رياح محببة تذروها ملء القلب والأجواء، كذلك عادت سراب إلى طبيعتها خارج أي مؤثرات تبعدها عن التفكير بتأخر عادل خارج البيت.

في غرفتها، وهي ممددة فوق سريرها راحت تستعرض بصورة لاإرادية أحداث اليوم بكل ما حمل لها في جعبته من إرهاقٍ وإشراق.. تبتسم حينا، وتقطب حينا آخر.

 في إحدى محطات الذاكرة استوقفتها نقطة تفتيش بدأت تتوضح هويتها شيئًا فشيئًا.

نهضت من سريرها.. مشت في الغرفة الصغيرة ذهابا وإيابا في محاولة للإجابة على أسئلة طرحت عليها في خضم تصارع أفكارها المنهالة فوق دماغها في لحظة طلبت فيها الراحة، فأغرقتها بوابل من التساؤلات المشروعة، وإن كانت بصورة مزعجة على أية حال.

“لماذا تفتح أم عادل الصندوق اليوم مستبقة مولد الطفل، وتريها الفستان مخالفة بتسرعها هذا وصية حماتها؟” هي تعرف جيدا من خلال الزمن الذي عاشته معها بأنها امرأة صادقة إذا عاهدت صدقت العهد، وإن وعدت أوفت به، لكنها اليوم….. تدور رأسها بها، وعيناها تجولان في الغرفة أنى اتفق مبحرة في خضم هائج من الهواجس المخيفة.

لقد  عادت  اليوم من الخارج مرهقة، متعبة سقتها مغلي الكمون، وأحضرت لها طشت المياه الساخنة.. هي مريضة بلا شك، ولكنها تحدت أوجاعها التي لم تفصح عنها بما فيه الكفاية، ونهضت تنبش في الصندوق بعزم من حديد.. ترى أيمكن أن تكون …

لم تستطع إكمال الفكرة التي هاجمتها بغتة، استعاذت بالله من وساوس الشيطان، وخرجت من الغرفة لتكون بالقرب منها فقد تحتاجها بشيء ما، أو تستطيع تقديم أي مساعدة في حال وجدتها بحاجة لها، أو حتى لو لم تكن بها فيجب عليها ملازمتها طوال الوقت مادام عادل غائبا.

ابتسمت درة في وجه سراب عندما تلاقت عيونهما.. دعتها للجلوس بالقرب منها. استجابت للابتسامة، ولكن القلق الذي احتلت جيوشه كيانها لم يستجب لوقف  حدة المخاوف بهدنة قدمتها درة لسراب على صحن من بشاشة. نهضت العجوز من مجلسها.. همت بالخروج من الغرفة.. سألتها سراب:

–        إلى أين؟

–        لإحضار القهوة.

–        استريحي.. أنا أجهزها.

–        بل أنا.. اطمئني لست متعبة، أشعر بتحسن كبير عما كنت عليه عندما عدت إلى البيت.

–        الحمد لله.

–        دائما له الحمد والشكر.. احضري لي الشباك ريثما أعود، أريد تكملة حياكتها فقد تأخرت بتسليمها للريس عجران.

–        لاداعي للعمل بها اليوم، غدا أو بعده تتابعين الحياكة.

–        لاعليك، أحضريها واتركي الأمر لي.

 

وهما تحتسيان القهوة كانت أم عادل تجلس فوق البساط مادة رجليها وقد علقت رأس الشبكة بإبهام قدمها الأيمن، وأمسكت بيدها اليسرى بعضا منها وباليد اليمنى  القصبة التي تحيك بها الشبكة.

سألتها سراب:

–        ألا تتعبين من هذا العمل ياامرأة عمي؟

–        بلى، ولكن حياكة الشباك أصبحت جزءا من حياتي بعد وفاة عمك أبو عادل، فقد أمنت لي دخلا ماديا ساعدني كثيرا في تربية َولدَيّ دون أن أحتاج لأحد غير الله.

–        العمل عبادة، يحفظ كرامة الإنسان، ويرفع من مستوى حياته المعيشية.

–        أجل يا ابنتي، خاصة للتي فقدت زوجها وهي قادرة على العمل، فلا تنتظر شفقة الناس والمحسنين الذين يقدمون  الصدقات وعيونهم ماتزال معلقة بها.

–        صدقت.

–        وهناك من يتباهى بها أمام الناس دون أدنى مراعاة لمشاعر الفقراء والمحتاجين واليتامى وخاصة الأرامل، يعني يعطونهم اللقمة بمنة وأذى.

 

بقلم

زاهية بنت البحر

%d bloggers like this: