عندما تصدق كلامًا ينقله إليك حاقدٌ حاسدٌ طعانٌ لعانٌ، فكن على حذر، لا تتفوه بكلمات تسجل في صحيفة أعمالك، وأنت ظالم لآخر لم يقترف بحقك إثما.. لم ينطق لسانه بالبعد عنك بغير خير، ولتعلم أن من ينقلون إليك كلامًا هراء هم أعداؤك، لأنهم كاذبون منافقون يبدلون جلودهم لمصلحة خاصة بهم، فاستغفر الله لأنك تنصت لقوم ظالمين، والله ولي المظلومين.. سبحان الله فقد حذرنا إن جاءنا فاسق بنبأ أن نتبين حقيقة الأمر، ولانأخذ الناس بجهالة فنصبح على مافعلنا نادمين..
لابد من وجود ظلٍّ ما في الحياة قد نراه باهتاً، أو مظلماً، وعندما نفكر قليلاً ندرك أن الظل يتضاءل عند الزوال، ولايبقى منه إلا القليل، هذه إرادة الله لأن الكمال له وحده، فلنعد رغم كل شيء إلى حياة طبيعية، بعيداً عن الغوص في أمور متعبة، يسامرنا التفاؤل في ليلة حزنٍ شتائية مثلجة..
كان أنيسها في غربتها بعض نقرات على نافذة روحها.. ترسلهالها يمامة بيضاء.. تهديها في كل مرة طاقة أشواق من نبضات نورٍلا تهتف إلا بالنقاء، فتلتقط من فم اليمامة حبات الضياء المضمخة بالشذا، وتمسح بها وجهها، واللؤلؤ ينساب من عينيها مرايا لذاتٍ لا تعرف سوى البياض..
همست لها من بعيد بعطر الوفاء تدعوها للعودة إلى مملكة النقاء.. وصل العطر شواطئ عينيها المرهقة بالفراق، أحست بعبيره يلثم رموشها.. تنبَّهت.. تذكرت، فأطبقت جفونها تضم العبير بحنانِ أمٍّ عادَها أحباؤها بعد زمنٍ أحسَّتهُ طويلًا طويلًا.. تتساقط الدمعات من نافذتين تلمعان في وجهها بالفرح، والقمر يهدي قلبها أحلى السلام..
نغمضهما، ونلحق بالزمن الهارب منا بالنسيان.. نقبض بقلب المحبة على تفاصيل فصول كانت مورقة بكل جميل رغم الحزن في مفارق طرق كثيرة، وإنما غلاوة العودة إليها أننا فيها وبها عشنا، ومازلنا نحنُّ لنبض الحياة فيها..