Daily Archives: أبريل 5, 2010
أبحثُ عنكَ(10)
2
عندما تنفلتُ الكلمة من سجن الصبر
تطيح بكل الحواجز.. تتمرد على الصمت والحذر والهدوء
تخرج زوبعة قلب مشتعل بأنين الشوق لمن مات ولمن هجر
تصور أحدهم أغلق أبواب العودة منذ أكثر من ربع قرن
والآخر أُغلقتْ دونه الأبوابُ بأمر الله
والبابان يشعلان قلبي بنار الحنين لمن هما خلفهما
ومعهما أم وأب وأخت غيَّبها القدر وهي تعطي للحياة زينة
حملت من أمها الحنان والصفاء ودفء الوجود
فانثالت حروفي في خضم الألم تبثه كلمات جريحة
ربما قرأها من هجرنا وهو على قيد الحياة
فيعود بشيء من سعادة يحملها لنا هدية منه
لمن هداه بالشوق إليه ربيع العمر.
أختك
زاهية بنت البحر
أبحثُ عنكَ(9)
0
تجتاحني اليوم موجة تعب مرهقة، تسرقني من نفسي.. من قلمي.. تبعثرني بين الآهات أشلاء أنثى تشتاق بيت أهلها بكل مافيه من هدوء، وفوضى ذكريات.. كلنا يبحث عن الذكريات، يقرع أبوابها الموصدة مرة ًبرفق، وأخرى بعنف، وعندما ينسى أو يتناسى هروبًا من الألم تقرع هي هدوءَه بهمهمات الماضي، فيتلقاها بسمةً أو دموعا.. الذكريات هي نحن، ولكن بانسلاخٍ عن الجسد، وتعمشقٍ بالروح يأتينا همسُها كلما اشتدَّ الشوقُ فينا لعهدٍ تولَّى، فنركض وراءها نتلمس دفءَ الماضي في برد الحاضر المؤلم.. أخي أولم تقرع أبوابَ روحك يومًا أناملُ ذكرياتٍ حلوةٍ عشناها مع أبوينا، وعصافير الدوري والنُّفج في أسعد بيت في العالم في عهدٍ غادرنا إلى الأبد؟ مصطفى، تذكَّرْ، ربما تكون قد سمعتها، فتقرعُ بأناملِ الذكرى بابَ بيتنا المغلق.

بقلم
زاهية بنت البحر
موجٌ من النَّارِ
0عشقَ التولُّهِ لاوعيًا ولاخُلُقا
فأودعَ النبضَ في بحرٍ يهيجُ به
موجٌ من النارِ لا ارتدَّتْ، ولا احترقا
الحبُّ يجمحُ بالآمالِ ماجمحتْ
به العواطفُ أحلامًا بما اخْتلِقا
تعلو بنبضٍ يغمُّ الوعيَ محتجزا
نصائحَ العقلِ إن أبدتْ له القلقا
يرغي ويزبدُ بالأوهامِ يعلكُها
علكَ اغترارٍ تعدى الحدَّ محتنِقا
كأنما الحبَّ مملوكٌ بقبضتِهِ
أنى يشاءُ له قلبٌ بهِ ارتزقا
الحبُّ أعظمُ من أقوالِ من عشقوا
عشقًا تبدى لهم بالجسم مؤتلِقا
مالم يكنْ دربُهُ بالشرعِ مبتدِئًا
خوفًا وحرصًا على من بالهوى علِقا
والجهلُ بالحب يبلي نفسَ طالبِهِ
ومركبُ الغرِّ في أوهامِهِ غرقا
لاتتعبِ القلبَ بالأوهام وامضِ به
صوب الحقيقة لاغشًا ولاملقا
وانشرْ من المسك مايسمو بنبضتِهِ
فوقَ المكارِهِ مؤتمًا بمن صدقا
شعر
زاهية بنت البحر
رقصَ العِقالُ
0
رقَصَ العقالُ على الرؤوسِ ومالا
نحوَ الخصورِ ورقَّصَ الخلخـالا
|
وغدا الصغارُ مع الكبارِ بمرسحٍ
والطبلُ يُقـرَعُ والغنـاءُ تعالـى
|
هرجٌ ومرجٌ والجمـوعُ بنشـوةٍ
والعقلُ مسلوبٌ برقـصٍ طـالا
|
هـزٌّ بـوَزٍّ والصفيـرُ ملعلـعٌ
والمطـربُ المغـرورُ زادَ دلالا
|
إيهٍ شبابَ العربِ لاترضوا بمـا
فيه احتذيتـمْ بالـرؤوسِ نعـالا
|
وعلى المزابلِ بالفجـورِ ركعتـمُ
وبذلـتـمُ للفاسـقـاتِ الـمـالا
|
أولستمُ أحفادَ مـن كـانَ الهـدى
بفعالِهم يُرضـي الإلـهَ تعالـى؟
|
عودوا لشـرعِ إلهكـم ونبيِكـمْ
من دونِهِ مانلـتـمُ الآمـــالا
|
شعر
زاهية بنت البحر
جبانة
0أجابته خائفة: لاأريد الموت.. أنقذني.
– ارتدِّي إلى الخلف..
– كيف؟
– اخترقي الحاجز الفولاذي واقتلي من أطلقكِ نحوي.
– لن أنجوَ أيضا من الموت.
– خلقتِ لتموتي.
– – أخاف الموت.
– لاتقتلي الآخرين إذًا.
– لاأستطيع..
– جبانة .
– أجل، رغم أني أقتل وأدمر، أخشى التفجر، يؤلمني.
– كاذبة لو أنك تتألمين لما كنت تقتلين الأبرياء.
– مأمورة.
– بل متهورة.
– لست كذلك.
– منافقة.
– أكره النفاق.
– عودي من حيث أتيتِ..
– والجدار؟
– اخترقيه.
– سأموت.
– ولكن بشرف.
حاولتْ الارتدادَ، لكنها عجزَتْ، فاخترقتْ رأسه ليموتَ بشرف لم ينله القاتلُ.
زاهية بنت البحر
المنديلُ الأبيض
0عيون تبكي.. صدور تشهق بالحزن وتغلي بالكره والثورة، أفواه تلهج بالدعاء وبعضها بالسباب والجميع رجالا ونساء.. شيوخًا وأطفالا أخرجوا من بيوتهم، يحملون مايقدرون عليه من أمتعة تاركين ممتلكاتهم التي أفنى البعض منهم عمره ريثما تسنى له الحصول عليها.. أغلق الغزاة الأبواب خلف ملاكها، ودخلوها مستوطنين..
وقف الأهالي في الشارع ينتظرون الحافلات التي ستنقلهم خارج الحدود، وعيونهم تسجل الصور الحية الأخيرة لمدينتهم.. (عكا) كم أنت جميلة وحبيبة إلى القلوب.. ماأصعب لحظة الوداع.. تبًا لهم، هاهم يطردوننا من ديارنا، والدمع يسقي الوجوه نارا.
وصلت الحافلات.. أسرع الجميع للصعود إليها رغمًا عنهم.. كانت تنتظر دورها لصعود الحافلة.. لم يبقَ غيرها.. امتدت الأيدي لمساعدتها.. لم تستطع ولوج الباب لضخامة جسدها… الباب لايتسع لها.. حاولت الدخول بكتفها اليساري أولا ثم اليميني.. فشلت أيضًا.. أسرع شبان العائلة لحشرها في الباب.. كاد جنبا الباب يأكلان من جسدها.. لم تفلح المحاولة، والجنود الغزاة يرون ذلك ويضحكون..
ذهبت أول حافلة.. الثانية.. الثالثة.. الرابعة.. وعندما بدأت الأخيرة بالابتعاد، كانت ابنة (عكا) تقف وحيدة، والدموع تتساقط من عينيها، وهي تودع أهلها كلهم بعد أن طردهم الغزاة من مدينتهم، فأخرجت من صدرها منديلا أبيض، وراحت تلوح به للراحلين .
بقلم
زاهية بنت البحر




رَجْعُ الحنينِ
9
مازلتُ أبحثُ في دنيايَ عـن حُلُـمٍ
أرقى بهِ سـدرةً معراجُهـا الأمـلُ
آهـاتُ مشتاقـةٍ بالـرُّوحِ أعزفُهـا
يموجُ فيهـا ضيـاءٌ بالـرؤى ثمِـلُ
زُهرُ الأماني هوى نبضي وأوردتـي
فاضتْ بكأسِ الصّبا من لهفِها المُقـلُ
يشفُّ وجـدي بمـرآةٍ بهـا اتَّقـدتْ
عيونُ قلبٍ سبَاهـا الدَّمـعُ والوجـلُ
إذا نظرتُ إلـى الآفـاقِ يُسمعُنـي
لحونَها الرَّجـعُ بالتحنـانِ يَنغـزلُ
والغيمُ من رقةٍ يُلقـي وشـاحَ شـذا
بالجلِّنـارِ علـى الأكـوانِ ينسـدلُ
يشـدُّ أزري بأنـفـاسِ معـطَّـرةٍ
في فوحِها العمْرُ يحلو رُغمَ مَنْ عذلوا
دربانِ قـد مُهـدا فاحتـرتُ أيّهمـا
ألقى بهِ صحبـةً مـا مسَّهـمْ خَبـلُ
هذا طريـقُ دُنـا تُغـري مفاتنُهُـا
طهرَ القلوبِ بيومٍ فيـه مـا عقلـوا
وذا طريقُ هدىً فيهِ المسيـرُ شقـا
إلا عـلـى عـاقـلٍ للهِ يمـتـثـلُ
ركنٌ مـن القلـبِ مشغـولٌ بأوبتِـهِ
ميزابُهُ الحبُّ مسكـوبٌ بـه العسـلُ
يشعُّ نورًا فيمحـو ليـلَ باصرتـي
وتشرقُ الشَّمسُ في أضوائِها الأمـلُ
بلا اختيارٍ مضى بي حيثما نفحـتْ
مباخرُ الخيرِ يُزجي عِلْمَها الرُّسـلُ
شعر
زاهية بنت البحر
د..ي..و..th
0على الشاطئ حيث حشود المصطافين قالت لزوجها: أريد أن أسبح .
أجابها: وكيف ذلك وأنت منقبة؟
أجابت: لاعليك سأسبح بثيابي.
– أتريدين أن تجعلي منا أضحوكة بين الحضور؟
– لاتخشَ شيئًا لن أكشف النقاب عن وجهي.
-لا. لن أسمح لك بعمل لايليق بنا أمام الناس.. اذهبي واشتري ثياب السباحة من الاستراحة..
عادت بعد قليل بثيابها المكشوفة التي أوشكت أن تقع بها فوق الرمل.
قال لها: الآن بإمكانك نزول البحر..
نزلت الماء بينما نظر هو إلى الشمس ليضبط اتجاه القبلة، ثم كبر معلنًا دخوله في صلاة العصر..
بقلم
زاهية بنت البحر
إلى أين؟
2
زاهية بنت البحر