Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

أطراف الضفائر

1

التفتت الشمس إلى الوراء قليلا، اكتسحت بضيائها ماخلفته بغروبها من ظلام، فرأت هناك نخلة عالية لم تحن يومًا رأسها للريح، رأتها بعين بصيرتها كئيبة، وانية، تترنح مذبوحة وكأنها أصيبت بمسٍ سلبها إرث الكبرياء، فغدت محط شفقة جيرانها من النخيل الصامد وشماتةِ البعض الآخر، مابالها وانية، قلقة تلعب بسعفها الريح أنى شاءت، فتكشف وشاحها عن سرِّ ذاتها، وتسقط عزوقها فوق التراب الموحل بالدمع الحزين. أحست النخلة المنكوبة بحرارة الشمس الدافئة تلم شعثها، فاتجهت نحوها بكلِّها علَّها تستطيع التعلق بجدائل شعرها الذهبية، تتسلق بها من جديد إلى بيتها الرابض عاليًا قبل أن يقتلعها حطاب الغابة من الجذور، وعندما لامست يداها أطراف الجدائل هوت الشمس إلى البحر، وانطفأ نورها في الأعماق.

بقلم
زاهية بنت البحر

One thought on “أطراف الضفائر

Leave a comment

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.