يقف وحيدًا مكتوف اليدين فوق قمة الجبل، والجميع يرونه.. يسمعون صوته مدويًا يناديهم برقة حينًا، وبقسوة حينًا آخر.. جاءوا إليه من كل حدبٍ وصوبٍ…. امتلأت قلعته بهم.. بأصواتهم، أفراحهم وأتراحهم … علا صوته أكثر وهو يحرضهم على البقاء عنده، والسهر على خدمة أهدافه ترغيبًا وترهيبًا، يريد هم أن يتكاثروا، أن يصبحوا كالجراد يفتح بهم عقول العالم كله، بدونهم لايستطيع فعل شيء.. يتوافد إليه أصحاب المصالح الخاصة والعامة زرافاتٍ ووحدانا.. ينصتون إليه رهبا وطمعا.. ينفذون أوامره وقوانينه الصارمة، لايخالفه أحد.. من يعارضه يرمي به من أعلى الجبل مدحورًا مكللا بالعار والشنار.. البعض من حاشيته فهموا اللعبة، فراحوا ينفذون أوامره كرهًا ريثما يبنون لهم قلاعًا فوق قمة الجبل تفوق قلعته تحصينًا وسكانا، فصار لهم سُلَّما يصعدون به إلى أعلى قمة، وذات مرة قذف به أحدهم من فوق الجبل، فوقع مكسورَ الرأس كأنه لم يكن شيئًا مذكورا ….
بقلم
زاهية بنت البحر
زاهية بنت البحر