Daily Archives: May 1, 2010
عطشٌ، و..
7أخيرا وجدته، إنه الكأس الذي سأروي بمائه ظمئي، سأشربه أيا كان طعمه، ماأشد لمعان زجاجه تحت أشعة الشمس، لن يسبقني إليه أحد، إنه لي، سأقتل من يحاول انتزاعه مني، مضت ثلاثة أيامٍ وأنا أتضور جوعا، وأتلوى عطشا، وجسدي ينزف عرقا، صحراء قاحلة، لاأدري كيف وصلتُ إليها، أجل كيف؟
أذكر أن طائرا عملاق الجسد التقطني من فراشي وأنا نائم، كانت النافذة مغلقة والباب أيضا، كيف استطاع اختراق الجدران وانتزاعي من نعيم بيتي؟ لست أدري.. صرخت أستنجد بأهلي، لم يسمع صوتي أحد، تذكرت، كان صوتي مكتوما، مدينتي لاتعرف هذا الطائر الغريب، لم يؤذني، رماني في الصحراء، وفرَّ محلقا بعيدا عني، تمنيت أن يرجعني إلى بيتي أو يحضر لي أحدا أعرفه، يؤنس وحدتي، يسند ضعفي، لكنه غاب و لم يعد إلي. الشمس تشوي جسدي، تفرغه من مائه، أحتاج شربة أدفع ثمنها ثروتي، بيتي، مدينتي، ماء.. أريد ماء، تبتلع صوتي رمال الصحرء.. ياإلهي هاهو أمامي، الكأس، أجل لقد وجدته الآن بعد عراك مرير مع العطش، ومقاومة الموت في بيداء لاترحم ضالا.
ماباله يبتعد عني كلما اقتربت منه، قف مكانك أيها الكأس، كفاك لهوا بي، العطش يدنيني من النهاية، أرجوك.. لاأريد الموت الآن، مازالت أحلامي تناديني برخيم الصوت، وأضواء المنى تلوح لي، بالله عليك ساعدني للقبض عليها، إنها تلعب بي مثلك تماما، تارة أراها قريبة وتارة تهرب مني..
أحسنت صنعا بتوقفك الآن عن الابتعاد، سأمسك بك، أروي عطشي الظالم، آه وأخيرًا حضنَتْكَ يدي بقسوة، اعذرني لاأريد مفارقتك قبل افراغ ما فيك في جوفي الملتهب، ماؤك صافٍ كمرآة أرى بها وجه السماء، زرقاء، بلا غيوم، ياإلهي ماهذا.. إنه الطائر يعود إلي، أرى خياله في الكأس، إنه يقترب أكثر.. سأشرب الماء قبل أن.. ويلاه .. خطف الكأس مني.
بقلم
زاهية بنت البحر
<script type=”text/javascript” src=”https://widgets.amung.us/tab.js”></script><script type=”text/javascript”>WAU_tab(‘3ekvqj846bo9’, ‘left-middle’)</script>
نجوى
1يفوحُ الخيرُ بالنجوى يفوحُ
فتشفى بالشَّذا فيه الجروحُ
فلا همٌّ يهيضُ لنـا جناحًـا
يهيمُ بخفقِهِ قلـبٌ طمـوحُ
ولايـأسٌ يحاربنـا بلـؤمٍ
يعينُ هجومَه غدرٌ صريـحُ
يباعدنا عن الأخلاقِ غيظـا
من الإيمانِ مرتعدًا يصيـحُ
ولابينٌ يفرِّق شملَ شعـبٍ
أحبَّ كتابَـهُ وبـه يسيـحُ
فنأخذ حذرنا في كـلِّ أمـرٍ
ويجمع شملنا رجلٌ نصوحُ
ونحنُ الصِّيدُ بالنجوى نلاقي
أماني النصر بالبشرى تلوحُ
شعر
زاهية بنت البحر

أوَّاهُ ياأمُّ
4لوكنتَ تدري بما قدْ أيْقظـتْ فينـا
هذي القصيدةُ من أحزانِ ماضينـا
كنتَ استعدتَ معي الأيامَ من سفـرٍ
في غمضِ أجفانِها التذكارُ يُضنينـا
كنتَ ارتجلتَ قصيدا من لظى حُرَقٍ
بالعطـرِ تكتبُـهُ لــلأمِّ تأبيـنـا
آهٍ من الفقـدِ إنْ تنشـبْ أظافـرُهُ
في القلبِ تسقِ المحبَّ الشوقَ غسلينا
أواهُ ياأمُّ كيـفَ المـوتُ فرَّقنـا؟
وولَّدَ الشـوقَ بالحَسْـراتِ يكوينـا
هو القضاءُ ورأسي ينحني وجـلا
والعمرُ يفرغُ مـن قلـبٍ يواسينـا
أواهُ يامهجتي مـن نـارِ فرقتِهـا
بَعـدَ الحبيبـةِ لا شـيءٌ يهنينـــا
إليكَ ربيِّ رجائـي أنْ تعوضَهـا
عـن الحيـاةِ جـــوارًا بالنبييـنـا