كلما حاولت تقبل الأمر وجدته صعبًا، لاأحتمل مجرد التفكيربأنني أصبحت أسيرة بين جدران أربعة. قال لي ذات يوم عندما رفضت هذا السجن لوقتٍ قصير: مدَّعية. يومها احسست بإهانته لي في الأشهر الأولى للزواج. تركتْ كلمته تلك ندبة في نفسي مازال ألمها يعاودني كلما حاولوا حشري في هذا السجن المخيف.
حشرتني ابنتي الليلة فيه سامحها الله، لم اقترف ذنبًا يجعلها تلقي بي في أتون عذاب نفسي كاد يوقف قلبي الذي تسرع نبضه، واصفر وجهي، وغطته يداي المرتجفتان، فحجبت عني الرؤية خوفًا مما أنا فيه. كانت الأفكار تهيج بي وتموج.. تجلدني كيفما اتفق، تأخذني إلى القبر فأرى ظلمته ووحشته وما فيه من حشرات أخشى أقلها شأنا. رفعت يدي عن وجهي إثرخبطة فوق أرض صلبة.. كنت وحيدة في أحضان الجدران التي أمقتها.. لانافذة أرى من خلالها أحدا، ظلام مطبق، اجتاحتني نوبة بكاء بصوت عالٍ، رحت أخبط بقبضتَي على الجدران صارخة:
-افتحوا الباب، أكاد أختنق، أرجوكم
كان صوتي يدوي عاليًا، أسمع صداه المفزع في وحشة نفسي المنهارة رجعَ عواء.
– افتحوا الباب، أكاد أموت.
يعلو صوتي أكثر، أكثر، أنهار فوق الأرض، اسمع صوت ارتطام جسدي المزعج ويد دافئة تمتد نحوي، تنتشلني من رعبي، فتحت عيني فوجدت زوجي يقف بالقرب من سريري، وبيده كأس ماء قدمه لي مهدئًا. أطرقت رأسي متمتمة بخجل:
– آسفة، كان حلمًا مزعجا، وسجنا مخيفا داخل المصعد الكهربائي.