
لاتعجبني ياسيِّدتي
أقلامٌ تكتبُ دونَ هدى
|
تتملَّقُ كي تصنعَ مجداً
والنورُ بما تشدو وئِدَا
|
والسُّوء بها شرٌ أتٍ
من فكرٍ طاغٍ قدْ ولِدَا
|
فبأيِّ جمالٍ تسحرُنا
وجمالُ الحقِّ بها نفدَا
|
لنْ أُفشي سِرَّاً سيِّدتي
إنْ قلتُ الحقَّ بما وردَا
|
فأنا بالشِّعر أهيمُ هوىً
وأحبُّ الزَّنبقَ والوردَا
|
وأفكِّرُ فيما يُسعدُنا
ونعزُّ بهِ أرضًا وهدى
|
بالخالقِ أقسمُ سيِّدتي
أنَّ الإنسانَ بما ولِدَا
|
مخلوقٌ فيهِ فطرتُهُ
تتعبَّدُ مبدعَها الأحدا
|
والخالقُ ربٌّ لايرضى
بعذابِ البشريَّةِ أبدَا
|
يابسمةَ أملٍ سيِّدتي
أسألُكِ الصِّدقَ بما وردَا
|
هلْ كلُّ كلامٍ نكتبُهُ
أونقرؤهُ يُرضي الصَّمدَا؟
|
وبظنِّي لايخفى أبدًا
عنْ مثلِكِ ما يُشقي الوَلدا
|
ويحلِّقُ فوقَ رؤوسِهمُ
يتخطَّفُهمْ فرداً فردَا
|
همٌّ قد حلَّ بدنيانا
ويعذِبُني روحاً..جسدَا
|
أخشى أن يُعجَبَ أولادِيْ
بكلامٍ يسلبُهمْ رشَدَا
|
فالشِّعرُ كقوتِ براعمِنا
قدْ أصبحَ زاداً مُعتَمَدَا
|
والنَّفسُ رهينةُ ما تهوى
وبها يلقى الشَّرُّ المَددَا
|
إنِّي بصلاتي أذكرُكم
أدعوه سيِّدتِي الصَّمدا
|
كيْ يجعلَ فيكِ محبَّتَهُ
ويزيدَكِ بالخيراتِ هدى
|
وأقولُ لمَنْ حَملَتْ قلماً
بالنُّورِ الدُّرِّيِّ اتَّحدَا
|
سَلِمَتْ يمناكِ بما وهبتْ
للفكرِ ضياءً ممتدا
|