ألا يا ساهيَ النفسِ انتبهتـا
فيومُكَ قادمٌ مهما احترزتـا
|
أليسَ القبرُ بالظلماتِ يُغشى
أو الأنوارِ مما قد كسبتـا؟
|
أما فكرت كيف العمر تمضي
به الأيامُ مما قـد خسرتـا
|
ودرب العمر تقطعه حثيثـا
تغذُّ السيرَ أنَّى فيـه سرتـا
|
وترعى بالصبا شهد الأماني
فهل عسلا مصفى قد جنيتا؟
|
لغيـرِ الله بالأمـرِ امتثلتَـا
وعقلَ الغرِّ بالفكرِ امتشقتـا
|
فعشتَ منافقًا فظًا جحـودا
وما وفيْتَ عهدا قد قطعتـا
|
تجاهلتَ الحقيقـةَ باغتـرارٍ
حدودَ الله بالفسقِ انتهكتـا
|
شربتَ الخمرَ في دنيا ابتلاءٍ
وضِعتَ بدربها، نفسًا ظلمتا
|
فلا صلَّيتَ فرضًا فيهِ ترجو
من الرحمنِ عفوا حيثُ خُنتَا
|
ولا يومًا منعتَ النفسَ طوعًا
عن الإفطارِ إيمانًـا فصمتـا
|
ولا للمعوز المسكينِ رفقـا
بحالِ شقائِـهِ مـالا بذلتـا
|
ولا أهلا ولا أمًـا بعطـفٍ
وإحسانٍ بها يومـا بررتـا
ولازوجًا على مااللهَ تُرضي
برفقتِها حقوقًا ماابتخستا
فخنتَ عهودها بعد اقترانٍ
وبتَّ مخادعًا لمنِ امتلكتا
|
ودونَ الخوفِ من ربٍّ شهيدٍ
بإفسـادٍ وطغيـانٍ مشيتـا
|
فلم ترحمْ قريبًا أو غريبًـا
ووعثاء الحياةِ بهـا سلكتـا
|
فخذ واقرأ كتابَك يومَ بعثٍ
فأنتَ على فسادِكَ قد شهدتا
|
فلم ينفعْكَ مالٌ أو خليـلٌ
ولا ينجيك حرفٌ قد كتبتا
|
ولكنْ للخلاصِ طريق حـقٍّ
فسِرْ بالتوبِ فيهِ إن عزمتـا
|
|