رفع يده بغضب وراح يمسح المرآة التي وقف أمامها، ومابين عينيه عقدة بحجم جوزة صغيرة.. أرخى يده، وعيناه ترمقان وجهه المرتدَّ إليه من خلال صفحة المرآة.. اقترب منها برأسه.. ابتعد.. رفعه إلى أعلى.. التفت به إلى اليسار.. إلى اليمين.. نزل به إلى الأسفل مائلا، وعيناه تتفحصان وجهه في كل الاتجاهات التي قام بها خلال وقت قصير.. رجع إلى الوراء خطوتين ويداه تعبثان بوجهه صعودًا وهبوطًا.. زمَّ فمه بغضب.. فتحه ثانية وهو يقذف منه رذاذًا أغرق وجهه في غبش المرآة..
المرآة هنا ليست عاكسة للوجه فقط ، ولكنها عاكسة للنفس والروح أيضا ، مرآة مزدوجة وقصة مزدوجة ، فالوجه يستمد جماله من جمال الروح ومن نقاء النفس ، وكلما كانت النفس حرة خالية من العقد والشوائب انعكس هذا على الوجه ، وبطل النص الذي يطالع وجهه في المرآة وكأنه يطالعه لأول مرة ، فيستاء ويغضب ويعقد مابين حاجبيه ويزوم و.. و .. ويأتي بحركات عصبية ويعيد مسح المرآة ، لعل الخلل أو العطب في المرآة ، ويعاود النظر في المرآة ، وعندما يكتشف أن العطب في نفسه وانعكس هذا على الوجه ، فلم يكن امامه بُد من البُصاق ، إنه في الواقع يبصق على الفعل أو مجموعة الأفعال التي فعلها بالتأكيد وعكسها الوجه فالوجه مرآة الداخل وعكست المرآة الوجه أيضا ، والبصاق هو العقاب النفسي وهو جلد الذات وهو المحاولة للتطهر ، إنها لحظة التأمل ومراجعة النفس ومحاسبتها ومعاقبتها أيضا ، والله لم يخلق وجها جميلا وآخر دميما بل نحن بأفعالنا نجعل وجوهنا تشع بالحب وبالبشر والسعادة أو نجعلها مسودة كظيمة مربدة ، القصة تدعونا إلى محاسبة النفس والتطهر أولا بأول وتهيب بنا القاصة أن ننقي أنفسنا ونهذب وجداننا ونرتقي بأرواحنا ، فهذا ينعكس على وجوهنا ويجعل حياتنا وتوافقنا مع أنفسنا وجوارحنا ومع الحياة أكثر قبولا واحتمالا ، إنها دعوة ذكية للمصالحة مع الذات واقامة سلام مع الداخل والخارج ، حقا قصة جميلة لقاصة مقتدرة
الأخت الكريمة زاهية
أقصوصة معبرة تحمل الكثير من الرموز و الدلالات
أجاد الأخ مجدي في الغوص إلى أعماق النص
من أعظم اللحظات التي يمر فيها الإنسان اكتشاف الذات و الإقرار بالذنب و هما المقدمة الأولى للتوبة و تصحيح المسار
دمت مبدعة
نص يكشف عن قلق الروح، وخيبة تتعمق في النفس، وتحاول أن تجد لها ملاذاً لها في المرآة التي ربما تكون صديقة، وربما تكون ـ في حين آخر ـ عدوةً.
شكراً لزاهية على هذا النص القصيرالجميل، وعلى تمكنها من اللغة. موداتي وتقديري.
د.حسين علي محمد
رحمه الله http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/threads/18432-لماذا-يارجل؟/page2
نص تستحقين عليه بكل جدارة التقدير والإحترام أستاذة ـ زاهية
نعم فما اقسى حساب النفس للنفس ـ فالنفس المؤمنة المطمئنة الراضية هي التي تقسو على نفسها اكثر من غيرها .
كما كانت تلك الفلتات المملؤة بالرذاذ فإنها لا تأتي إلا من نفس تقف لنفسها موقف الحساب القاسي لفعلها المستقبح من ذنبها امام ذاتها المتواضعة وامام الذات العليا بجلالها .
اللهم يسر لنا أمورنا واكفينا شر نفوسنا …
فائق التقدير والإحترام حبيبتي
عزيزتي الكريمة د. إيمان كان بطلي رجلا واستحق ما استحق
ولكن والله هناك أيضًا من النساء من تستحق مثل مااستحق
هذا الرجل, فالدنيا عجيبة غريبة تغص بالمتناقضات التي
تجعلنا نعيد التفكير بها لنعيد ترتيب أفكارنا ,فنحسِّن سلوكنا
فنقنع به حقيقة لاغشًا للنفس , فيقتنع بنا الآخرون ,ولكن
هذه اللحظة قلَّ أن تأتي لأن الغبش النفسي يمنع
في أحايين كثيرة الرؤية بوضوح..نعم
دمت بخير ونقاء
أختك
بنت البحر
الزاهية…
المرآة لاتعكس حقيقة الانسان..لانها في الاصل من صنع الانسان..وما يصنعه الانسان بيديه قد تكون في احيان كثيرة وبال عليه..لكنه يبقى صنيع يديه..لذا فهو يسخره لما هو يرغب فيه..لكن..لعل المرآة رمزية تعمدتيها..من اجل اضفاء روح الواقع المرئي على النص،حيث الانسان المسخ الكامن في الانسان نفسه يحمل نفس الملامح الجذابة التي تظهر للعيان جراء لعنة الرؤية.
نص يحاكي الذات..واي ذات هذه..تلك التي تتفنن في رؤية اعماقها.
تقديري
أ. جوتيار تمر
زمَّ فمه بغضب ..فتحه ثانية وهو يقذف منه رذاذًا أغرق وجهه في غبش المرآة..
تكفي هذه الجملة لأن تكون قصة وحدها ……….
إبداعك في القصه ليس أقل من إبداعك في الشعر ..
تألق جميل .. وقلم نفاخر به شرع في سبيل الله .
تحيتي وطاقة ورد عقدتها بشريط الود .
أ. وفاء شوكت خضر
المرآة هنا ليست عاكسة للوجه فقط ، ولكنها عاكسة للنفس والروح أيضا ، مرآة مزدوجة وقصة مزدوجة ، فالوجه يستمد جماله من جمال الروح ومن نقاء النفس ، وكلما كانت النفس حرة خالية من العقد والشوائب انعكس هذا على الوجه ، وبطل النص الذي يطالع وجهه في المرآة وكأنه يطالعه لأول مرة ، فيستاء ويغضب ويعقد مابين حاجبيه ويزوم و.. و .. ويأتي بحركات عصبية ويعيد مسح المرآة ، لعل الخلل أو العطب في المرآة ، ويعاود النظر في المرآة ، وعندما يكتشف أن العطب في نفسه وانعكس هذا على الوجه ، فلم يكن امامه بُد من البُصاق ، إنه في الواقع يبصق على الفعل أو مجموعة الأفعال التي فعلها بالتأكيد وعكسها الوجه فالوجه مرآة الداخل وعكست المرآة الوجه أيضا ، والبصاق هو العقاب النفسي وهو جلد الذات وهو المحاولة للتطهر ، إنها لحظة التأمل ومراجعة النفس ومحاسبتها ومعاقبتها أيضا ، والله لم يخلق وجها جميلا وآخر دميما بل نحن بأفعالنا نجعل وجوهنا تشع بالحب وبالبشر والسعادة أو نجعلها مسودة كظيمة مربدة ، القصة تدعونا إلى محاسبة النفس والتطهر أولا بأول وتهيب بنا القاصة أن ننقي أنفسنا ونهذب وجداننا ونرتقي بأرواحنا ، فهذا ينعكس على وجوهنا ويجعل حياتنا وتوافقنا مع أنفسنا وجوارحنا ومع الحياة أكثر قبولا واحتمالا ، إنها دعوة ذكية للمصالحة مع الذات واقامة سلام مع الداخل والخارج ، حقا قصة جميلة لقاصة مقتدرة
أ. مجدي محمود جعفر
LikeLike
الأديبة الفاضلة / زاهية
لحظة الصدق لا بد ان تأتى يوما
كان خسيسا ورفض ان يصدق واقعه !
ربما اكتشف انه ليس رجل كما ينبغى وعرف به الرجال !
الحمد لله ان غرق وجهه بما يستحق
نص جد معبر !
هو كما قال اخواى مجدى وسامى تماما
هو ايضا تعليقى وربى
فائق تقديرى
د. إيمان الحسيني
LikeLike
السلام عليكم
لماذا يارجل ؟
ان كنت أمريكياً ، فنعم يا رجل
إن كنت دنماركياً فحسناً ما فعلت .
إن كنت بريطانياً فتستحق .
زاهيه سلمك الله
أ. محمد سامي البوهي
LikeLike
الأخت الكريمة زاهية
أقصوصة معبرة تحمل الكثير من الرموز و الدلالات
أجاد الأخ مجدي في الغوص إلى أعماق النص
من أعظم اللحظات التي يمر فيها الإنسان اكتشاف الذات و الإقرار بالذنب و هما المقدمة الأولى للتوبة و تصحيح المسار
دمت مبدعة
أ. سعيد أبو نعسة
LikeLike
نص يكشف عن قلق الروح، وخيبة تتعمق في النفس، وتحاول أن تجد لها ملاذاً لها في المرآة التي ربما تكون صديقة، وربما تكون ـ في حين آخر ـ عدوةً.
شكراً لزاهية على هذا النص القصيرالجميل، وعلى تمكنها من اللغة. موداتي وتقديري.
د.حسين علي محمد
رحمه الله
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/threads/18432-لماذا-يارجل؟/page2
LikeLike
نص تستحقين عليه بكل جدارة التقدير والإحترام أستاذة ـ زاهية
نعم فما اقسى حساب النفس للنفس ـ فالنفس المؤمنة المطمئنة الراضية هي التي تقسو على نفسها اكثر من غيرها .
كما كانت تلك الفلتات المملؤة بالرذاذ فإنها لا تأتي إلا من نفس تقف لنفسها موقف الحساب القاسي لفعلها المستقبح من ذنبها امام ذاتها المتواضعة وامام الذات العليا بجلالها .
اللهم يسر لنا أمورنا واكفينا شر نفوسنا …
فائق التقدير والإحترام حبيبتي
أ. عبلة محمد زقزوق
رحمها الله
LikeLike
عزيزتي الكريمة د. إيمان كان بطلي رجلا واستحق ما استحق
ولكن والله هناك أيضًا من النساء من تستحق مثل مااستحق
هذا الرجل, فالدنيا عجيبة غريبة تغص بالمتناقضات التي
تجعلنا نعيد التفكير بها لنعيد ترتيب أفكارنا ,فنحسِّن سلوكنا
فنقنع به حقيقة لاغشًا للنفس , فيقتنع بنا الآخرون ,ولكن
هذه اللحظة قلَّ أن تأتي لأن الغبش النفسي يمنع
في أحايين كثيرة الرؤية بوضوح..نعم
دمت بخير ونقاء
أختك
بنت البحر
LikeLike
تدفقي كالبحر يابنت البحر
لن نقبل أن يحدث الجزر والقمر مكتمل
هل سيطول انتظارنا ؟
أ. الصباح الخالدي
LikeLike
الزاهية…
المرآة لاتعكس حقيقة الانسان..لانها في الاصل من صنع الانسان..وما يصنعه الانسان بيديه قد تكون في احيان كثيرة وبال عليه..لكنه يبقى صنيع يديه..لذا فهو يسخره لما هو يرغب فيه..لكن..لعل المرآة رمزية تعمدتيها..من اجل اضفاء روح الواقع المرئي على النص،حيث الانسان المسخ الكامن في الانسان نفسه يحمل نفس الملامح الجذابة التي تظهر للعيان جراء لعنة الرؤية.
نص يحاكي الذات..واي ذات هذه..تلك التي تتفنن في رؤية اعماقها.
تقديري
أ. جوتيار تمر
LikeLike
جميلة أختى العزيزة بنت البحر
دوما أبداعك له طعم خاص
نغوص فى المعنى والرمز ونغوص وراء الكلمات
نص جميل فعلا
دامت نصوصك ثرية
ودام قلمك نابض
دمت بكل خير
أ.محمد إبراهيم محروس
LikeLike
الأديبة المُجيدة بنت البحر
اراك تديران شراع القص بقوة وحنكة
قصة جميلة عميقة مدهشة !
لك التحية
أ. مصطفى بطحيش
LikeLike
..زمَّ فمه بغضب ..
\
هنا يكمن لب القصة
لقد فتح فمه ثانية … وكأنه لايعرف الاغلاق
فوجوه المذبذبين لاترى فيها سوى فم
فم لايشبع فهو دائما مفتوح في جوع مفزع
وفي نفس الفم … نجد … أخطر المخلوقات في هذا الكون
اللسان
الذي يأكل به البشر لحم البشر …
حتى صار الرذاذ الخارج منه … يغرق شعوبا ً وقبائل في لجة القسوة في حرب بطلها الدرهم
حرب خاسرة … بطلها الانسان المحارب فهو الضحية وهو الجلاد
\
زاهية … الاديبة الراقية الرؤية تصرخ
لماذا يارجل ؟
فأقول
لانه أدمن تجاهل مرآته التي تريه بشاعات مايقترف فوق أرصفتنا
ولابد من ساعة اعتراف
ولات حين مندم
أ. خليل حلاوجي
LikeLike
الأخت الشاعرة الرائعة زاهية
ما شاء الله مثل الزبدية الصيني وين ما رميتها بترن
قصة جميلة ورائعة
خالص تقديري واحترامي
أخوكِ
أ. محمد سمير السحار
LikeLike
زمَّ فمه بغضب ..فتحه ثانية وهو يقذف منه رذاذًا أغرق وجهه في غبش المرآة..
تكفي هذه الجملة لأن تكون قصة وحدها ……….
إبداعك في القصه ليس أقل من إبداعك في الشعر ..
تألق جميل .. وقلم نفاخر به شرع في سبيل الله .
تحيتي وطاقة ورد عقدتها بشريط الود .
أ. وفاء شوكت خضر
LikeLike
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الكريمة ” زاهية بنت البحر ” الشاعرة والاديبة ..الرائعة
أنت درة ثمينة تشع بالحكمة والذوق الرفيع والكلمة الطيبة الهادفة الثاقبة …
أوجزت فأحسنت …وسددت فقاربت ..ورميت فأصبت جرحا نازفا …
شعرك بلسم ..وكلماتك ترياق ..
عرفتك من زمن بعيد واكتشفتك متأخرا ..وهذا شأن الدرر الثمينة تغوص في أعماق البحار وسحرها يأثر الالباب…!
-أشم من تساؤلك ..رائحة العتاب للرجولة في زمن الانكسارات والانهزامات والتنازلات …
لك خالص تقديري
وسعيد بوصولي لمدونتك
م.عبدالقادر كنعان
LikeLike
شكرا لكل من مرَّ من هنا معقِّبا وقارئا
LikeLike
عبد القادر أخي المكرم
أشكرك داعية الله لك بخير الحياتين
أختك
زاهية بنت البحر
LikeLike
هو فقط يعلم لماذا غطى الرذاذ وجهه…
سبحان الله لولم يستر ضمائر الناس في نفوسهم فظهرت على وجوههم لجفت حلوقهم وودعوا الحياة.
LikeLike
أخي المكرم أستاذ عبد القادر
جزاك الله عني خير الجزاء
حضورك أضاف للنص أبعادا جديدة. شكرا لك
أختك
زاهية بنت البحر
LikeLike