\\
أيتها الأمواجُ الغجرية ُ
الهائجة ْ
دعيني أعبر البحرَ بالأماني
الرقيقةْ
أحملُ شذا فكري
كنوزاً منْ أعماق ِ السِّرِّ
المرابطةِ كالجنودِ
في قلبٍ يتدَّفقُ حباً نقياً
بريئا
قلبٍ رغمَ برودةِ الوقتِ
ظلَّ دافئاً بدثارِ الرُّوحِ
الطاهرةْ
دعيني أعبر الأرقَ إلى الأمنِ
والسلامِ
حيثُ الوعدُ يفرشُ جناحيهِ
ببهجةٍ
لعابري الظلماتِ إلى النورْ
هناكَ حيثُ النفسُ تنسى
النَّفسَ
وتسبِّحُ اللهَ بالحسنِ مع مواكبِ
الضياء ِ
لتنشرَ في فضاءاتِ الوعي النوراني
عبقَ الحبِّ الأبديْ
فترتشفه شفاهُ المسبِّحينَ
سلسبيلا
أيتها الأسماكُ واللألىءُ
النَّفيسةْ
ادفعيني بغنى الجمالِ نحو رمالِ
الشاطىءْ
دعيني أمَّتع ناظريَّ بروعةِ
الشَّفقِ
وقد تكسَّرت أشعةُ الشَّمسِ ذهباً
فوقَ الأمواجِ
وارتسمتْ على وجهِ
رمالِ الشاطىءِ كنوزاً حمراءَ
تتركها الأمواجُ صيدَاً للعيونِ
بانحسار الماء عن جبينها
الأسمرْأيتها الريحُ الهوجاءُ
الصَّاخبةْ
عاشقة ُ الجنونِ اللحظي
ادفعي مركبي
برفق ٍ
أوصليهْ المرسى بسلامْ
هناكَ على الرَّصيفِ الساكنِ
بالهدوء ْ
ينتظرني الأملُ فاتحاً ذراعيهِ
لاستقبالي
بشوقِ المحبِّ الملتاعْ
ادفعي مركبي ببراءةِ الأطفالِ
وقوةِ القوةْ
فقلبي مازالَ يسكنني أنشودةَ
عشق ٍ
تتغنى بها الشمسُ والبدرُ
والكواكبْ
أوصليني إلى هناكَ
فقدْ كرهت ُرائحةَ المحروقاتِ
واشتقتُ لشذى الفلِّ
والزَّنبقْ
لأنفاسِ الياسمينِ الطيبةِ
عذراءَ الأريجِ
تلكَ التي
تنتظرُ وصولي إلى نعيمِ جنَّتِها
بصبرٍ أخافُ أن أعجزَ فيهِ
عن مواجهةِ جنونِكِ العاصفِ
بالأوهامْ
بقلم
بقلم
زاهية بنت البحر

