Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

Monthly Archives: October 2010

وقتان وظلّ

7
أُنقر لتكبير الصوره 
 

 

وقتان فقط يكون فيهما الظلُّ طويلاً، شروقٌ، وغروبٌ بينهما يمتدُّ بساط ُيومٍ

ملؤهُ الحياة ُبجميلِ وقعِها وأليمِ دمعِ، وسموِّ قدْرِها، وريثما ننتقلُ من طويلِ

ظلِّ الأملِ شروقًا إلى طويلِ ظلِّ اليأس غروبًا؛ نطوي صفحةً لوجهِ

 ضيفٍ رسمَ على جدرانِ عمرِنا حكاياتٍ تزورُنا عندما نحسُّ بالشوقِ إليها، تعودُ

 بعدَها إلى مخزنِ قصاصاتِ العمرفي زنزانةِ الذكريات، بانتظار شوقٍ آخرَ

 يُطلقُ سراحَها بنزهةٍ أثيريةٍ في عالمِ الوعي ..

بقلم

زاهية بنت البحر

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

حوار هاتفي بين امرأتين

0

 

 

 

 

 

 

  عامر صديقة قديمة.. مثقّفة.. نبيلة وذات أخلاق حميدة.. تخاف الله، طرية اللسانِ بذكره، تحب الخير لكل من حولها، تشاركهم أفراحهم، وأتراحهم لكنّها فضوليّة تحشر نفسها في أشياء لاتعنيها.. شيء آخر كان يتعبها، وأهلها هوتفكيرها في شتّى الامور، وإبحارها في التّفسيرات المختلفة لما يواجهها في الحياة هي متميزة جدًا لكنَّ تميزها هذا لم يكن في صالحها عائليا ولا اجتماعيا.
امرأة يراها الجميع أنموذجا نادرًا في هذا الزمن.. ربما كان واقعها بشكل عام هو الذي جعلها محبّبة إلى معارفها.
قالت لي ذات يوم بمحادثة هاتفية:
صدّقيني، كانت مصادفة تلك التي سمعت فيها مكالمة التي دارت بين سيّدتين لا أعرف عنهما من قبل شيئا.
سألتها: وكيف التقطت تلك المكالمة؟
أجابت: كنت أحاول الاتصال بعيادة زوجي لأمر هام ، وحدث أن تشابكت خطوط الهاتف مع بعضها بعضا وهذا أمر يحدث كثيرا، وهو يستهوي البعض منّا.
سألتها:أكان من الضّروري أن تستمعي إليهما؟
ردّت بارتباك وخجل: في بادئ الأمرهممت بإغلاق السّماعة.. لكن ما سمعته بعد ذلك أثار انتباهي..
تألمت كثيرا وأنا أتابعهما.. لاأخفي عليك أنني كنت في بعض اللحظات أبكي من هول ما أسمع.
سألتها بسخرية: أتبكين وأنت تسترقين السّمع، وتتنصّتين على أناس لاتعرفينهم؟!! يالرقّة قلبك ياصديقتي!!!
أجابتني بحياء ممزوج بالألم: هذا ما حدث.. الحوار أثار فضولي، وأنا على ثقة بأنك لو كنت مكاني لفعلت ما فعلت.
قلت لها بثقة أكبر من ثقتها: لاأظنّ ذلك، لأنني ببساطة لاأحبّ أن أتجسس على النّاس، وبالمقابل لا أحبّ أن يتجسس عليّ أحد ..
لكلّ منّا أسراره الخاصة التي لايريد أن يطّلع عليها الآخرون..
قالت بجدية وحماس: لاأخالفك الرّأي.. لكنّ حديث هاتين السّيدتين شيء لايصدّق ولا يقبل به عاقل.
قلت لها: ومع ذلك لاشأن لك بهما لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)
– صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم
– فلم فعلت ذلك اذن ؟
أجابتني هذه المرّة بشيء من الحدّة: سأحدّثك بما سمعت، ولسوف تقرّين بأنّ ماسمعته هو مأساة حقيقية، ومشكلة اجتماعية متفشّية يجب التّخلص منها.
– ربّما كان الأمر كذلك.. لكن رغم
قاطعتني بصوت عال: بل أجزم بذلك خاصّة، إذا جاء الفعل السيء ممن يدّعي الثّقافة والعلم، ويتّخذ من التّدريس مهنة له..
إنّهم ينشئون أطفالنا وشبابنا على مبادئهم الخاطئة، وسيكونون أمتدادًا لهم في المستقبل بطريقة أو بأخرى، بربك أجيبيني كيف يكون ذلك؟!!
أجبتها بشيء من الأسى: قد يفلسف بعض المتعلمين النّاقصة، فيجعلونها في صالحهم، وبذلك يتفوقون على الجهلة، ومن هم أقل منهم نصيبا من الفهم.
سألتني بغضب: لماذا إذن يعلمنا الأهل مبادىء الأخلاق الاسلامية؟
أجبتها ساخرة: كي نتنصّت على المكالمات الهاتفية.
ردت بحزن: سامحك الله على هذه الشّتيمة الذكية.. أجزم بأنك عندما تسمعين بعضا مما سمعت منهما ستلتمسين لي عذرًا.
قلت لهاعاتبة: ليس المهم في التماس الأعذار، وفلسفة الأمور، أن تجدي لنفسك مبررًا لما فعلت.
فقالت بصوت يرتجف ضيقا وحزنا: ورغم ذلك سأحدّثك بما سمعت.
أجبتها محبطة: إذا كان لابد من ذلك فهات ماعندك.
تنهدت بألم ثم قالت: إنني أشعربحاجة للكلام لقسوة ما أعانيه من مشاعر شتّى، وتأبى نفسي المعذّبة السّكوت عليه.
أحسست بمعاناتها القاسية فقلت لها: تحدّثي ياصديقتي وأريحي نفسك من هذا الهم.
قالت بشيء من الارتياح: باختصار، هما سيّدتان، كانتا تعملان بالتّدريس، إحداهما مدرسة فنون تشكيلية، والثّانية لمادة اللغة العربيّة.
قلت لها: يفترض في مثل حالتهما أن تكونا رقيقتي الشّعور لأنّ الأدب والفنّ يهذّبان النّفس الانسانيّة.
ردت محتجّة: لم ألمس في حديثهما شيئا مما ذكرت. هما في العقد السّادس من العمر، متقاعدتان منذ سنتين إحداهما تدعى
أمّ فادي، والأخرى لم ألتقط اسمها، ولكن الأولى تفكر أكثر من الثّانية التي كما يبدوللسامع استهتارها بأمور كثيرة .
قلت ضاحكة: لهما أخوات كثيرات في مجتمعاتنا، فأين المأساة؟
أجابتني بعد أن أطلقت زفرة حرّى: حسنا سأخبرك بتلك المأساة، دخلتُ الخطّ عليهما مصادفة، والمرأة السّاخرة تقول: هل يعقل ياأمّ فادي أن أزوّج ابنتي لرجل متزمّت مازال يتمسّك بعقليّة قديمة بالية؟ تصوّري من أجل منشفة كاد أن يوجد مشكلة!
ردّت أمّ فادي: هذه الأشياء لاتهم مادام الرّجل يملك سيّارة وبيتا واسعا، ومكتبا فخما، وله دخل محترم، والكمال كما تعرفين لله.
قالت الأخرى: لكنّه قد يسبب لها بعض المشاكل في المستقبل .
فقالت أمّ فادي: مهما يكن حاله يبقى أمره أسهل بكثير من أن تتزوّج من رجل فقير، وتسكن معه في بيت أهله، وكما تعرفين شباب اليوم ليس لديهم القدرة على فتح بيت للعروس من بابه إلى محرابه، عريس ابنتك لقطة رغم ماتسمينه عيوبًا.
قالت الأخرى: ابنتي جميلة جدًا وهو لايملك رصيدًا جماليًا، إضافة للغيرة التي تسكنه، تصوّري يريد أن يمنعها من الذّهاب الى الداّئرة التي تعمل فيها، ويحرمنا من الرّاتب الكبير الذي تتقاضاه من الوظيفة.. عقليته لاتعجبني ياأمّ فادي، دقّة قديمة، لا يحبّذ خروج المرأة من البيت إلا للضرورة القصوى.
قالت أمّ فادي: ليس من الضّروري أن تخرج معه في الطّريق، فلتخرج معك أثناء غيابه كما تفعل الكثيرات، ولكن للحق أسألك: هل هناك أجمل من أن تكون ابنتك سيّدة بيت محترمة؟ الوظيفة لمن هي بحاجة للمال، وليست لتحقيق ذات المرأة على حد زعم المتحزلقات من النساء، تعبنا كثيرا في الوظيفة وسوف نموت دون أن ناخذ معنا شيئًا.
قالت الأخرى: ربّما، ولكن أسرته مازالت متمسكة بالتّقاليد القديمة، وتنظرإلى الفتاة المتحررة نظرة أخرى.
ضحكت أمّ فادي قائلة: بإمكانها عدم مخالطتهم، المهم الآن.. السّيّارة، والمال.. الجاه، والعز، والفخفخة، إنّه عريس لقطة لايجود العمر بمثله.
قالت الأخرى: لكنّه يكبرها بعشرين عاما.
همست أم ّفادي: لم يعد هذا الامر مهما الآن أمام المعطيات الأخرى، أكبر منها أصغر منها لافرق، المهم هل ابنتك موافقة على الزّواج منه؟
ردّت بحرقة: نعم وهذا أكثر مايغيظني منها.
سألتها أمّ فادي بخبث: لماذا؟
ردت الأخرى: لأنّ ابنتي فتاة بسيطة، لينة من السّهل السّيطرة عليها.
قالت أمّ فادي: ولكنّك من أكثر النّساء مكرًا.. لن تبخلي عليها بأقوى الدّروس .. أنت أستاذة في مثل هذه الأمور، أم نسيت كيف أخذت والدها من أهله. وعاش معك كما تريدين؟
أجابت بدل وقد علت ضحكتها: لا.. لم أنس ذلك ولكن
قاطعتها أم ّفادي قائلة: لاتخافي عليها مادامت لها أمّ مثلك أبشّرك ولي الحلاوة، فلا أهل العريس، ولا أحد من النّاس يستطيع مسّها بسوء مادمتِ على قيد الحياة.
ضحكت المرأتان بصوت عال، ومالبثت أم ّفادي أن سألت الأخرى: ماأخبار أهل زوجك ؟
أجابتها بقسوة: لعنهم الله وقطع أخبارهم.. جاءت حماتي لزيارتنا هذا الصّيف، فمكثت عندنا تسعين يوما.
سألتها أمّ فادي بدهشة: ألم تمت حماتك بعد؟
ردت الأخرى: لا. متمسّكة بالحياة، تخاف أن يهرب منها شبابها، أخذها الله، وأراحنا منها.
قالت أمّ فادي: ظننتها ماتت وصارت عظامها مكاحل.
قالت الأخرى: قاتلها الله، لقد ضايقني وجودها معنا في البيت.. تسعون يوما مرّتْ علي تسعين سنة، أذقتها خلالها المرّ وهي صابرة.. صامدة تتحمل الألم، ولاتخبر ابنها شيئا مما أفعل بها، تخشى على صحته.
– أحقّا ما تقولين؟!!
– نعم انّها حيزبون، تحبّ ابنها وأحفادها كثيرا، وأنا أكرهها بقدر محبّتها لهم وأكثر.
– ليأخذها الله عمّا قريب، وكيف تخلّصت منها؟
أجابت: اختلقت لها مشكلة وضربتها أمام ابنها وأحفادها وشتمتها ثمّ طردّتها بعد أن هددت زوجي بمغادرة البيت، فانصاع لرغبتي مضطرًا، وأعادها إلى بيتها في المدينة الثّانية.
قالت أمّ فادي: خيرًا فعلت، لكن هل وقف زوجك مكتوف اليدين وأنت تضربين أمّه؟
أجابت بسخرية: لم يكن بإمكانه فعل شيء، فقد تصنّعت أنني أصبت بانهيار عصبي، فخرجتْ من بيتي ذليلة.. مقهورة، ودموعها تتدفّق من عينيها.. بينما راح ابنها يخفف عنها ببعض الكلمات الطّيبة.
قالت أمّ فادي بإعجاب: مرحى لك، إنّك امرأة قوية أمام زوج ضعيف.
ضحكت الأخرى قائلة: إنّه يحبني بجنون، ويخشى أن أتركه.
– يالك من شيطانة ماكرة، لاتخافي على ابنتك لانّها ستكون مثلك مع زوجها وحماتها في المستقبل.
– لاأظن ذلك فهي ضعيفة ومسالمة، وهذا عيبها الذي يعذبني.
– المهم الآن موافقتها على العريس، وما يأتي بعد ذلك محسوم أمره.
– ربما.
سألتها أمّ فادي: لم تخبريني بعد، هل وجدت لابنك عزيزعروسًا؟
– مازلت في رحلة البحث الشّاقة هذه، أريد له عروسا تعيش معنا في البيت، فأنا لاأستطيع أن أبتعد عن ابني يومًا واحدًا.
قالت أمّ فادي بحنان كبير: وأنا مثلك.
– أضأتُ حياته بسنين عمري، ومن الصّعب جدا أن أقدمه للعروس على صحن من ذهب، قد أجن اذا أخذته مني أمرأة ثانية، إنّه إبني.. إبني.
قالت صديقتي: هنا فقط لم أستطع أن أتمالك نفسي فقلت للسّيدة الّتي ضربت حماتها وأذلّتها أمام ابنها وأحفادها: وأنت ألم تأخذي زوجك من أمّه؟
فسألت أمّ عامر بغضب: وماذا قالت لك؟
أجابت: لم تقل شيئا ،سمعتها تشهق شهقة خرست بعدها، بينما سألتني أمّ فادي: هل كنت تتنصّتين علينا؟
أجبتها: نعم، لقد سمعت كلّ ما دار بينكما من حديث.
– ولماذا لم تشعريننا بوجودك معنا على الخطّ ؟
أجبتها: لأنّ حديثكما كتم أنفاسي، أنتما لاتعرفان الرّحمة، أهكذا تعامل أمّ ربّت ابنها وقدمت عمرها في سبيل سعادته؟ يالفظاعة ماحدث!!!
قالت أمّ فادي بشيء من الاعتذار: ولكنّني لم أوافقها تماما على ماكان منها أليس كذلك؟ ثمّ أغلقت السّماعة.
سألت أمّ عامر بأسى: أحقّا ما ذكرتيه؟ إنّه أمر فظيع وبشع جدا
اختنق صوت أمّ عامر بالدّموع وهي تقول: نعم هو كذلك، وهناك أشياء أخرى لم تسعفني ذاكرتي بقولها.
عندئذ سمعت صوت رجل عبر الهاتف يقول: كفكفي دموعك ياسيّدتي.. سأعرف كيف أستعيد كرامة أمي. تلك الزّوجة المستهترة بالقيم، والّتي ضربت حماتها هي زوجتي .
فقلت لصديقتي: يا إلهي أسمعتِ، هناك من كان يتنصّت علينا، إلى اللقاء.

بقلم

 زاهية بنت البحر

يكفيكم فخرا فأحمد منكم …وكفى به نسبا لعزّ المؤمن

 

 

هذه خمس

2

 

 

هذه خمس أصابع وتلك خمس أخرى إنها أصابعي أنا …. أعرفها جيداً… بها مرت يداي فوق ستار الكعبة أستجدي ربَّ السماء العفو والعافية… بها قلَّبت صفحات كتاب الله أحفظ منه ماشاء الله لي من خير، وبها مسحتُ دموعاً جرَّها الحزن بموت أبي، وأمي.. أختي، وأخي العريس قبل موعد زفافه بزمن قصير.. كانت تتراقص سعيدة في حفل خطوبته… تتمايل بليونة ملفتة كأوراق الشجر بهبوب نسيمٍ منعش في يومٍ صيفيِّ حار… من بين تباعدها كنت أرى عينيه الخضراوين تلمع بالبشرِ ممزوجة بدمعة خفية حسبتها دمعة فرحة فخابت حساباتي عندما قضى نحبه بحادث سيارة مؤلم ألقى بي في متاهات القهر، ولهيب الذكريات.. لم يُسمح لي برؤية وجهه بعد الحادث، فتلمست بها تقاطيعه الجميلة من فوق الكفن، فاحترقت وجعاً على وجع. إنها عَشرة ولي معها عِشرة مديدة السنين منذ أن شهدتُ بسبابتها (أن لا إله إلا الله) حتى نقشت بها فوق صفحات الشبكة العنكبوتية حروفاً من نور، كانت لأمي أصابع تشبهها حد العجب ربتتْ بها على كتفي مشجعة حماسي وطموحي بطلب العلم، قالت لي ذات يوم، وهي تشير بسبابتها نحو السماء: إيَّاكِ ثمَّ إيَّاكِ واليأس، فإنه قاتل النفس.. لاتركني يوماً للكسل.. لاتغلقي باب الحلم بسَجن الأمل.. اشتري السعادة بالحقيقة والآخرة بنقاء السريرة، والشجاعة بالتقو، وعندما أزحتُ الكفن عن وجهها، وفتحتُ عينيها بأصابعي.. رأيتُ بحراً أزرقَ البعدِ رائق العمق توحَّد بلون السماء، فكدت أغرق فيه مجدفة خلفها بأصابعي العشرين لولا أن نهرتني أختي، فأطبقت بأصابع يديَّ جفونها، وسبابة اليمنى تشهد (أن لاإله إلا الله) هي أصابعي التي صاحبتني عمراً أعتز به، وستظل رفيقتي لقادمٍ يعزُّني حيَّةً، وميتةً، فأروني أصابعَ كأصابعي أشهد لكم بالخير.

بقلم
 زاهية بنت البحر

 

 

 

ذكرياتٌ لاتموت

6

  

    

 

لكلِّ فصلٍ فاكهةٌ لاتليقُ بغيره، ولكلِّ زمنٍ أهلٌ لايليقون بغيره، ولكلِّ جسدٍ قلبٌ لايحسُّ بنبضهِ غيره، قرأت في حروف الكثيرين آمالاً.. دموعاً.. غراماً.. دعاءً.. جهاداً.. رقرقت الدموع في عينيَّ وأنا أتذكرُ من مرُّوا من هنا، وغابوا تاركين لنا ذكرياتٍ كتبتها أعمارهم بنبض الحياة التي كانوا بها سعداء،  ثمَّ راحوا، وطواهم النسيان كصفحاتهم المليئة بهم، المشتاقة لأنفاسهم، ويمر الزمن لايلوي على شيء.. قد تعادُ صفحة لهم بضربة حظٍ أو لاتعاد، وهكذا نحن نسير على نفس الطريق فلتكن حروفنا صادقة.. نقية عندما تخرج للنور يذكرنا من سيأتي بعدنا بالخير..
 

 بقلم

زاهية بنت البحر

 

 

ليس هناك أروع من الطفولة ولو في صورة

 

 

 

 
 
 

الكتابة هي نحن.. سكبتنا بها الأقلام فوق الورق فكرًا وحياة.. تغلغلنا بين السطور فرحًا وحزنا.. أشرقنا تارة فكنا زهورًا وعصافير وأشجارا، وأمسينا تارة فكنا نجومًا وأقمارا، أرهقتنا الأيام، فملأنا فضاءات دفاترنا دموعًا لاتجف أبدًا، قدرها استمرار الهطول بدوام قراءتها.. أسعدتنا الأفراح فغرَّدنا بحناجر البهجة، وسبقنا الوعدَ إلى أحضانِ الأمل بابتسامات الحلم الأخضر، ومازال الصدى يردد ضحكاتنا عبر المدى.. ويمر الزمن حاملا معه كل شيء.. كل شيء إلا ماكتبه القلم على جدار الذاكرة فوق مدارات السنين..

بقلم

زاهية بنت البحر

شبابُ الذاكرةِ يستجرُّ الدُّموع

فنحن البشر تحكمنا الأنا قبل كل شيء
من هنا تنشأ المفارقات ..
أما النص الجميل فيبقى ولايموت
ولكن أليس هذا النص
بحاجة للظهور ليطلع عليه الآخرون
فما نفع الجمال إن ستر بهوة النسيان؟

أحيانًا أحاول اختراق الكلمة إلى جوهرها، فأجدني فيها بتفاصيل المعنى الذي أضأتُ شموسه في شغاف مدادها.. حقيقة من يكتب بحب للكلمة يمتزج دمه بمدادها، يتحد لحمه بمعانيها، تهيم روحه بأهدافها، ويخفق قلبه بموسيقاها وهما يفرحان معًا، يبكيان معًا، والآخر يتعهد الآخر بحبٍّ لايموت..

 

كلنا يذوب في كلنا عبر الذكرى، وإنما نطل من نافذة فتحها لنا الزمن بعد طول انحباس.. ولا أفشي سرًا إن قلتُ بأننا ونحن هنا نصبح ذكريات بمجرد انتهاء سكب الحرف فوق الورق، فتصوروا معي مانحن عنه غافلون؟

 

 

   

 

تطوقني طفولتي بذكرى الأمس.. تفتح في خيالي نافذةً خضراء على حديقةِ الزَّهية، وهي تسقي شتلات الورد والأزهار، برواء ابتسامةٍ دافئة بحنانِ أمومة غامر أحزنني غيابها تحت التراب.. أمنيتي الآن أن أغوص باطمئنان في أعماق الذكريات، أجدف بذراع الحنين إليها، والشوق للقياها، على إيقاع نايٍ حزين، تمتزج فيه بحَّاتُ الموج بهمسِات الراحلة، ودعواتها لنا بالخير، تحت ضوء القمر.

 

  

 

 أمر الحياة مخيفـ ، وأمر الموت أكثر إخافة من كل شيء، فلو كان الموت هو نهاية الإتسان لهان الأمر علينا، ولكن هناك بعث وحساب وثواب وعقاب، ومن ثمَّ جنة أو نار. يااااه كم نحن مغيبون عن هذه الحقائق بما يزرعه الشيطان في نفوسنا فيوهمنا بطول الأجل، بينما الحروب والكوارث تقطف الأنسام في أعمارٍ شتى ، التفكر يجعلنا نصل برَّ سلام يحمينا من سوء المنقلب.
 

      

هناكَ بينَ العينِ، والسَّطرِ دربٌ تتمشى فيهِ الحروفُ كلماتٍ يسكبُها الفكرُ باقاتِ وردٍ وزخاتِ مطرٍ.. ينتشي بها الورقُ طويلا حزنًا كانتْ أم فرحا،  وهناك في عالمِ الذاكرةِ صباحاتٌ مشرقةٌ وليالٍ مبكيةٌ يبخلُ بها القلبُ.. يوصدُ دونَها الأبوابَ، فتبقى أنيسةً لهُ في وقتٍ يتلاشى فيه الوفاءُ بين البشرِ، وتفقدُ فيه الأصالةُ هويتَها،  فيغمضُ عينيهِ مستسلماً لوبلِ الذاكرةِ..

     
 

 

//

 

لي في الحياة طقوسٌ لاأخـلُّ  بهـا

في القلب منزلُها غـالٍ ومحبـوبُ

وفي الدروبِ لهـا آثـارُ  عابـرةٍ

في خطوها المسكُ بالإيمان مسكوبُ

 
 
     

بقلم
زاهية بنت البحر




 

رسالة لهنَّ

0

 

 

فلنتقِ الله بما نكتبُ(فالعمرُ لحظة)

\\

يهبُّ ببوحِكِ وهجُ الحريقِ

وتومضُ فيه دموعُ المقلْ

كأنَّكِ جذوة نارٍ تلظَّتْ

بحبٍّ سباكِ بريقَ الأملْ

بسحرٍ تصوغينَ شعرَ الغرا

مِ فيسكر  منه شعورُ الخجلْ

وترقص نشوى على عزفهِ

قلوبُ السكارى بخمرِ الجمل

شيوخٌ، شبابٌ، نساءٌ ومن

يفورُ بأشعارِه مااشتعلْ

تساقوا رضابَ الحروفِ هوى

بأنَّةٍ صدرٍ أتت بالأجلْ

وتبقى تدورُ كؤوسُ الشرابِ

برشفِ الرَّحيقِ بحرفِ العسلْ

شعر

زاهية بنت البحر

أبكي على النفسِ أم أبكي على نفسي؟

0
 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

\\

نبكي عليها، وتلهو دونمـا حِـسِّ

والدَّمعُ يغرقُنا، والنفـسُ بالنّكـسِ

عاشتْ بحبِّ الدّنى، نلنا الشقاءَ بهـا

أفنتْ حياةً وما تابتْ عـن الهلْـسِ

فلنفتحِ الجرحَ، نسقيهِ الدواءَ  شِفـا

فالجُّرحُ لم يشفِهِ إلا هـدى النَّفـسِ

ضعْها بقيدِ التقى، تلقَ الصلاحَ بها

فالسِّجنُ في حالِها حقٌّ بـلا لبـسِ

فإنْ على غـررٍ زلَّـَّتْ بهـا قـدمٌ

فاللهُ ينقذُها باللطفِ مـن  رجـسِ

وإنْ أريـدَ بهـا شـرٌّ  بحاسدِهـا

فالذِّكرُ يمنعُ ضرَّ الجـنِّ  والإنـسِ

 

 شعر

زاهية بنت البحر

أمر عجيب

0

 

 

\\

السيدة / جاي

 

ممثله في البرلمان الايطالي جايبه ولدها معاها وهي مسؤوله من الدرجة الاولى في البرلمان

؟؟؟وتقول انا مااترك ابني حتى عند ابيه؟؟؟  

 حاولت تحميل الصورة لها وهي تحضنه في في البرلمان

سبحان الله كم يحبون أطفالهم ويحافظون عليهم

بينما أطفال فلسطين والعراق  في عذاب وألم وبؤس شديد

ولايحرك ذلك عندهم أي إحساس!!!!

 

 عجبت لك يازمن

 

 

 

 

 

 

 

قد يكون الموت أنفع

5

 

\\

 astayno1.jpg

أليس الملحُ من ماءِ البحارِ لصحةِ الإنسانِ في دنياهُ أنفعْ؟

 

أليسَ الماءُ من شهدِ السَّحابِ إذا اغترفناهُ

بكأسِ الشكرِ للإيمانِ يرفعْ؟

 

أليسَ الحبُّ إنْ ضيئتْ منائرُه

بنورِ اللهِ وانقشعتْ به سُحبُ الظلامِ

يكونُ أروعْ؟

 

أليسَ بقاءُ بعضِ الناسِ من غير ابتلاءٍ بالزواج

-وما به من معصرات الرُّوح ِرغم الصّبرِ- بالتصبارِ أنجع؟

 

أليسَ طلاقُ مَنْ عاشوا على كرهِ، على هجرٍ

يُنافق بعضُهم بعضًا أمامَ الناسِ لاخوفًا من الرحمنِ

 أو رفقًا بطفلٍ– للشَّقا أقْطَعْ؟

 

أليسَ العقمُ- إنْ نُرزقْ بأولادٍ بلا حبٍّ 

ولا فهمٍ ولا عطفٍ على الآباءِ

إن شدَّ البلاءُ عليهمو- للمرءِ أنفعْ؟

 

أليسَ الصِّدقُ في قولِ الحقيقةِ

كيفما كانت لنفسِ معَذَّبٍ للصحوِ تدفع؟

 

أليس الموتُ للموجوعِ- إنْ عزَّ الدواءُ

وضاقتِ الدنيا بهِ، والأهلُ ملُّوا من توجعِهِ

لشفائِه أجدى وأسرع؟

 

إنِّي على ألمٍ  وأوجاعِي تُساومُني على عُمْري

وعيني بالأسى تَدمعْ

 

 وليسَ سواكَ يامولاي مَنْ في جوفِ ليلي، وابتهالي في صلاتي،

أنَّتِي ياربّ يَسمعْ.

بقلم

زاهية بنت البحر

 

ثوبُ العفيفةِ

5

 

 \\

ثـوبُ الـعـفـيـفـةِ بـالإيـمـان تـغـزلُـهُ

وتـرتـدي الـثـوبَ بـالأفـكـارِ   والـقـيـمِ

لاتـرتضـي غـيـرَهُ  بـالـعـيـشِ  رافـعــةً

أنـفَ الإبـاءِ بـفـخـرٍ  شـامـخَ    الـقِـمَـمِ

لا يـنـقـذُ الـقـلـبَ مــن حــزنٍ ومــن   ألــمِ

وهــمٌ تُــداوي بــهِ الأوجــاعَ   بـالـحُــلُــمِ

يـظـلُّ نـصـلُ الأسـى فـي الـصَّـدرِ  مـنـغـرسـا

يُـدمـي الـفـؤادَ ويُـلـقـي الـرُّوحَ    بـالـسَّـقَــمِ

رحـمـاكَ ربـي فـنـفــسُ الـمــرءِ   ضـائـعــةٌ

مـالـم تـكـن عـيـنَـهـا فـي حـالِـكِ الـظُـلَـمِ

مـن ذا يـضـيءُ لـهــا دربَ الـحـيــاةِ    هــدىً

إلاكَ فـــي رحــمــةٍ يــاواســعَ   الــكــرمِ

شعر

زاهية بنت البحر

رشة عطر بكمشة شعر

2

 

إنِّي مع الله في قلبي ونجواهُ

مالي حبيببٌ سواهُ رمتُ لقياهُ

أقولُ ربي.. ويسمو القلبُ مبتهِجا

بالذِّكرِ يلهجُ تسبيحا محيَّاهُ

والنفسُ في فرح مما يخالجُها

والعينُ جاريةٌ نارٌ بها الآهُ

والرُّوحُ تسجدُ ترجوهُ الرِّضا رغبًا

فيجزل اللهُ بالإحسانِ نعماهُ

 

سبحانَ من هدى قلبـي، وذا   عِلـمُ

بـه الهدايـةُ يلقانـا بهـا    فَهْـمُ

فتـدركُ النَّفـسُ أن اللهَ خالقـهـا

ماحاطَهُ للنهـى وعـيٌّ  ولاعِلـمُ

 

تنهَّـدَ القلـبُ، ردَّ الصَّـدرُ:   أواهُ

وهيَّـجَ الدَّمـعَ ماهبَّـتْ بـهِ   الآهُ

فنادتِ الرُّوحُ صبرًا إنَّ ليْ    أمـلا

بهِ يفـرِّجُ كـرْبَ القلـبِ مـولاهُ

 

 

من شرفةِ الهمسِ وافى نصحَهُ الكَلمُ

قبلَ الرحيلِ لمجهولٍ كما  زعمـوا

ستهجرُ الرُّوحُ هذا الجسمَ   مرغمـةً 

وصوتُ وقتِكِ يامسكيـنُ    ينكتِـمُ

 

 

لويعلم الغـرُّ سرَّالقلـبِ    لانْسَـرَّ

وأبعدَ الشَّكَّ عمَّا فيـهِ قْـد    سُـرَّا

لايعلمُ الغيـبَ مخلـوقٌ    ويعلمُـهُ

بالسرِّ والجهرِ عـلامٌ بنـا    أدرى

 

 

 

رُقيُّ حرفِكَ في فكرٍ تُضـيءُ بـهِ

منائرَ الحبِّ للرحمـنِ    مرغـوبُ

وصدقُ حبِّكَ في قولٍ تبـوحُ   بـهِ

عهدٌ عليكَ بـهِ الإيفـاءُ مطلـوبُ

 

 

شعر

زاهية بنت البحر

عالم الروح

0

 

\\

يسمو بنا الوجدُ في أجوائِهِ   اللهفُ

عبرَ التذكُّرِ خفقُ القلبِ   يرتجـفُ

نحيا بماضٍ لهُ في النفسِ باصرةٌ  

ماأغمضتْ جفنَها، مامسَّها الوَجَفُ

شأنُ القلوبِ على التَّذكارِ  محملُها

لعالمِ الرُّوح، والأسرارُ   تنكشـفُ

شعر

زاهية بنت البحر

أنة

1

 

 

\\

أواهُ مـن أنـةٍ فـارَ الفـؤادُ بـهـا
حزنًا- تخطَّى حدودَ الصبرِ- يضطرمُ

أبكيتنـي بالأسـى ياليتـه فـرحًـا
وصفَّـقَ القلـبُ بالآمـالِ يبتـسـمُ

أبْعدْ شقيقي عـن الأحـلامِ ظُلمتَهـا
واهـزمْ عـدوًا لنـا بالقطـعِ ينتقـمُ

سأرسلُ الطيرَ يهـدلُ كـي يقرِّبَنـا
وأسـألُ اللهَ عونًـا إنَّــهُ الحَـكَـمُ

شـعـر
زاهية بنت البحر