أضع يدي فوق رأسي، تلف بي الدُّنيا.. تدور وأنا أعيش وحيدة يجلدني ألم الغربة بالشُّوق لأهلي كل صباح ألف مرَّة، يصرخ داخلي بالحنين.. تتقاذفني أمواج الوحدة بين شطآن الدُّموع، ولكن لارجوع، فقد استعمرتني الغربة، واستنفزت سنوات شبابي بالغياب. رحلت أمي وأبي، أختي وأخي، وكثير من الأحباب، أخاف يايمامة الشَّوق أن أكون قد رحلتُ أنا أيضًا مثلهم دون أن أدري!
عندما أنظر في عينَيْ الليل بعينَيْ خوفي، تتزاحم أشباح أوهامي، فتسرقني من مخدع دعتي الآمن، وتلقي بي في متاهات الخوف مما لاوجود له إلا في وهم الرهبة، وعندما تبتسم الشمس لعيني تنام أوهام خوفي في سراديب المنافي.
العمرُ لحظةٌ، العامُ فيها ينطحُ العامَ، يرمي به في هوةِ الزمنِ السحيقة، فلنقطعْ طريقـَنا بما يجعلُ السرابَ كوثرا.
كلما أعلن الفجر عن مولد يوم جديد، يولد في قلبي أمل بحجم حبي لغائب شقيق، يجعلني أنثر ياسمين الفرحة فوق دفاتري، ومرايا أحلامي الزاهية بذكريات الطفولة والشباب في بيت أسرة ربما كانت أسعد أسرة فوق الأرض.
عندما تعانق الروح نورها يبهت الطين، فاتبع النور، وامسح غشاوة الطين عن عينيها.