Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

همسٌ غريبٌ

6

وأنا في طريق عودتي إلى البيت بعد أن اشتريت بعض الحاجيات الضرورية من السوق، توقفت لاإراديًا في ركن جانبي من طريق فرعي خالٍ من المارة، وكأنَّ أحدًا يأمرني بذلك.. سمعت نقرات على الزجاج الخلفي للسيارة ،التفت إلى مصدر الصوت.. فتحت باب السيارة، نزلت منها، واتجهت صوب شابين في مقتبل العمر اعترضا طريقي، وعيونهما تتفرس بعينيِّ.. تبعتهما دون الإتيان بأي شيء يمنعني من اللحاق بهما، وصعود السيارة السوداء التي كانت تقودها امرأة في العقد الخامس من العمر.. كنت مسيرًا بهما لم أمانع بإغماض عينيَّ طوعًا، والجلوس هادئًا في المقعد الخلفي ثم انصياعي لأمرِ أحدهما عندما نقر فوق كتفي بأصبعه فنظرت إليه، أومأ لي برأسه لمغادرة السيارة بعد أن قطعت بي مسافة لم استطع تقديرها ولاالوقت الذي مرَّ بها.. تبعته بهدوء مغمض العينين مرة ثانية أهتدي بصوت خطواته فوق الأرض دون أي كلام.. كان عقلي مشلول التفكير، لكنه لم ينس أن يسجل مايحدث دون التدخل بمجريات الأمو.. فجأة تغير كل شيء بالنسبة لي.. فتحت عيني بأمرٍ خفي فوجدتني في غرفة تشبه إلى حدٍّ ما غرف العمليات التي في مشافينا ولكن بشكل آخر لم أستطع فك طلاسمه، أحسست بقوة خفية تحاول نزع ملابس عني بداية لم أقاوم، ولكن عندما وصل النزع إلى ملابسي الداخلية أحسست بمقاومة تأبي هذا النزع عني..عندئذ فتح باب الغرفة بطريقة غريبة ودخل منه رجلان وامرأتان أعرف وجوههم جيدًا.. هممت بالقيام للسلام عليهم، ولكن قوة ما أجبرتني على البقاء ممددا.. فصرخت بخوف :أين أنا ؟ اقترب القادمون مني بعيون تجمدت فيها النظرات.. اندفعت بكامل قوتي إلى الأمام، فجلست فوق السرير، رأيتهم يتراجعون إلى الخلف..عدت أسألهم: أين أنا؟ لاجواب .
أناأعرفكم جيدًا.. رأيتكم من قبل وتحدثت معكم كثيرًا ألستم؟ نسيتُ مَنْ؟
لاجواب وعيونهم تزداد جمودا.
ماذا تريدون مني ؟
تقترب إحدى المرأتين وتهمس في أذني :قلبك .
قلبي؟ لماذا؟
يتقدم أحد الرجلين قائلا: مستنسخك في خطر
، وهو بحاجة إلى قلبك.


بقلم
زاهية بنت البحر

6 thoughts on “همسٌ غريبٌ

  1. zahya12's avatarzahya12 Post author

    الزاهية زاهية…….

    همس غريب / عنوان شاعري / نثري / يجذب المتلقي بلاشك/ لكنه يصطدم بحوار ذاتي / يتعقد كلما غاص اكثر في المضمون / مقام سردي يتوسل في التعبير والتصوير بالواقع / ضمن دائرة رؤيا صعبة / انعكاسية / اعتمادا على ما يترسب في الذهن من انعكاسات ذلك الواقع العيني / فيعمد إلى وصفه و متابعة صفاته كما هي الحس و الوجدان / النهاية جاءت موجعة / لمخيلة المتلقي / وهذا يحسب لكِ / لا عليك / لان توقع النهاية ربما بل على الارجح يخالف اغلب القراءات.

    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

    Like

  2. zahya12's avatarzahya12 Post author

    المبدعة زاهية
    قصّة مربكة تندرج ضمن صنف الخيال العلمي الذي يفتقر اليه أدبنا العربي… بناء محكم ولغة سلسة جذّابة.. استمتعت بقراءتها..
    مع فائق تقديري
    سعيد محمد الجندوبي

    Like

  3. zahya12's avatarzahya12 Post author

    المبدعة / زاهية

    هي فعلا قصة مربكة تحمل في طياتها الغموض و حالة اللاوعي أو الدخول في عالم من الخيال اللامحدود
    أحيانا تعتريني حالات غريبة مثل هذه و أتخيل أمورا شبيهة و لكنني لا أستطيع وصفها بهذه الدقة التي كتبت بها … شعرت فعلا بنوع من الإضطراب و استعجلت النهاية إلا أن نهايتك ليست بذاك الفزع الذي تخيلته و تملكني بل كان بالفعل مثل ما ذكرت بالعنوان همس غريب .
    أعجبتني القصة كثيرا و قليلا جدا ما أقرأ مثيلاتها
    دمت مبدعة واسعة الخيال
    هشام

    Like

  4. zahya12's avatarzahya12 Post author

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أختنا الأديبة الكريمة زاهية…قصة أكثر من رائعة…تعلقت بجملها حتى النهاية….حاولت أن أتخيل النهاية لكن كما قال أديبنا الكبير جوتيار…كان من الصعب أن أتخيل مثل هذه النهاية…
    طرحت قضية الاستنساخ…وتركت السؤال يدوي في رأسي – إذا كان هناك استنساخ للبشر – من أحق بالحياة ؟ الأصل أم الصورة؟؟؟
    دمتي لنا مبدعة….
    وصلي اللهم على سيدنا محمد وأهله وصحبه وسلم

    عدنان القماش

    Like

  5. zahya12's avatarzahya12 Post author

    كلما اقرأ نصا لمريم اقول بانها لاتتحرر من سيطرة الشعر في قصصها. هنا اختلف الامر وجدت النص متحرر من سحر الشعر وان تحمل عذوبته ،مخلص لفن القص، نص مختلف مرة اخرى لزاهية دمجت فيه الفنتازيا الغربية بثقافة شرقية تهتم بالتقمص ..سلمت يا ابنة البحر.
    أ. علاء الدين حسو

    Like

Leave a reply to zahya12 Cancel reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.