\\

\\\\

 

بنيتُ بالحبِّ قصرًا واكتفيتُ بهِ
صرحًا منيعًا لعمري جاوزَ السُّحبا

زرعتُ فيهِ من الجنَّاتِ أجملَها
يسقي الفراتُ بها الرُّمانَ  والعنبا

يختالُ فيها ربيعُ العمرِ مؤتلِقا
وتجتلي العينُ في أفيائِها العُرُبا

والشمسُ تطلعُ بالأنوارِمشرقةً
ويصحبُ البدرُ في إمسائِنا الشُّهبا

وينفحُ الوردُ أشذاهُ مهفهفةً
لو مسَّتِ الخدَّ فاضَ المِسكُ مُنْسكبا

والطيرُ يرقصُ فوق الغصنِ مغتردا
بشقشقاتٍ بها إصباحُنا طرِبا

في شرفةِ القصرِ أبوابٌ مشرَّعةٌ
لعالمِ النور..أعلتْ بالضيا الرُّتبا

والغيمُ مبتسمٌ، بالبشرِ مصطَحَبٌ
بالشهدِ منهمِلٌ…كُرمى لمَنْ وُهِبا

وينبتُ الزرعُ من سقيا مكوثرةٍ
ثمارهُ الخيرُ، والأخلاقُ ذاتُ إبا

وكم عيون على أسوارِنا سهرتْ
بالكيدِ ترسلُ من  آماقِها اللهبا

يامرفأَ العمرِ ياحبًا سُعدتُ بهِ
إلا بكَ القلبُ لم يهنأ بمنْ صحبا

إلاكَ ياجنتي لاأرتضي وطنا
قصرًا منيفا أماسا كانَ أو ذهبا

شعر
زاهية بنت البحر