Daily Archives: August 20, 2010
دفء المناجاة(من العمر لحظة)
0بدفئ المناجاة يتفجر الدمع لغة تغرق القلوب حزنا، نسمع هديره نواح صدرٍ يشتاق أحبابه. تظل الروح تقطر دمعها وجدا بانتظار يد من تنتظره تمسح رمادِ صبرها عن هالات ماتحت جفنيها من قروح.
نموت ونطبق أجفاننا على صورهم خشية الإفلات منا. ياللإنسان ما أغرب طبائعه.
عندما يمخر مركب الحزن عبابَ الوريد، يشق في الصدرِ أديم الصبر تجبرًا، ويغرس في بطن اللحم أشواك الألم فتدفن جذورها في شغاف الروح، ولايعرف مدى أوجاعها إلا من كابد حرقاتها في تقلبات الزمن وحرِّ الذكريات.
قالوا سيأتي، فقلت لهم: وكيف سيأتي وليس له عنوان نرسل إليه رسائل الشوق؟ من تجعل الغربة قلبه كجلمود صخرٍ، لاأمل بعودته أو إرسال نسمة أمل تخفف من غلواء الشوق إليه.
أحيانًا أجدني أفكر بأن العلاقة بين الأحياء والأموات هي علاقة تبادلية، نحن نفكر بهم فيظلون بنا أحياءا، وهم يفكرون بنا، فيمضي بنا العمر إليهم.
أحيانًا أجدني أفكر بأن العلاقة بين الأحياء والأموات هي علاقة تبادلية، نحن نفكر بهم فيظلون بنا أحياءا، وهم يفكرون بنا، فيمضي بنا العمر إليهم.
|
|
تشطير د. عمر هزاع لقصيدة زاهية سألتُ قلبي
6
والله إن قصيدة ( سألت قلبي ) لـــ ( بنت البحر ) هي إنتاج شعري و شعوري فائق الروعة
|
|
|
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|
|
( سألتُ قلبي بحقِّ اللهِ : ماالخبـرُ ؟ )و قلتُ للنفسِ : هلْ أزرَتْ بكَ النُّذُرُ ؟ |
فجاوبتْنـي بدمـعِ العيـنِ يَسْبقُـهـا 😦 حتَّى تبدَّتْ لنا في سحرِها الصورُ ) |
( أهـدتْ إلينـا بتحنـانٍ مباسمَهـا )وَ عَطَّفَـتْ بالعطايـا كَـفُّـهُ الـقَـدَرُ |
فَـلأْلأَ العيـنَ مـا سُـرَّ الفـؤادُ بِـهِ( وردَّدَ القلبُ ماجـادتْ بـه الفِكَـرُ ) |
( عادتْ ليالي الهنا عادَ النقـاءُ بهـا )بِمَقْدَمِ الشَّهْـرِ أفـراحٌ لِمَـنْ صَبـروا |
فاليومُ بالصَّومِ والقـرآنُ فـي سَحَـرٍ( والشَّهرُ ضاءتْ بهِ الآياتُ والسورُ ) |
( لاتستوي فرحةٌ بالصِّـدقِ باسمـةٌ )لا والـذي بيديـهِ المُلْـكُ يَـا بَـشَـرُ |
لا تسـتـوي أبــداً واللهِ , لا أبــداً( وفرحةٌ قد أتـتْ بالغـشِّ تأتـزرُ ) |
( فينتشي الغـرُّ ممـا لاصفـاءَ بـهِ )و يشتَكي الضُّرَ مِنْ صَبْرِ , وَ يَنْدَحِـرُ |
و يَصْطَلـي عَطَشـاً والجـوعُ سَيِّـدُهُ( ويحتذي حذوَ من قد نالَـهُ الخَـوَرُ ) |
( ولايـزالُ بــهِ فيـمـا يكـابـدُهُ )واهٌ وَ وَيْـهٌ مِـن الرَّمْضـاء تَسْتَعِـرُ |
ضاقـتْ بـهِ أُمنيـاتٌ ليـسَ تنفَـعُـهُ( حتى تماثلَ صفوُ العيشِ , والكَـدَرُ ) |
( قلْ لي بربِّك يامفتـونُ كيـفَ بهـا )هذي الدُّنَى ؟ وَ بِهَا تَلْهُو و تَفْتَخِـرُ !! |
فاحـذرْ فدنيـاكَ المأمُـونُ جانِبُـهـا( مقابضُ الجَّمرِ حين النَّارُ تستعـرُ ) |
( وهلْ علمتَ بـأن العمـرَ ضيَّعَـهُ )ما في خفايـاكَ مِـنْ أهـواءَ تَخْتَمِـرُ |
و اعلمْ بـأنَّ أشـدَّ المعصيـاتِ لظـىً( بذلُ الثواني بشـيءٍ مالـهُ ظفـرُ ) |
( وأنتَ ماأنـتَ إلا نسمـةٌ وُجـدتْ )فلْتَعْبِد اللهَ , كـي يَصْفـو لـكَ القَـدَرُ |
فكـمْ فتـىً عابـثٌ يَلْهـو وَ رِحْلَتُـهُ( بينَ الأنامِ بظهرِ الغيـبِ تحتضـرُ ) |
( فظاهرُ العمرِ في الدنيا نعيشُ بـهِ )وَ لـوْ بأخطائِنـا نَـدري سَنَنْكَـسِـرُ |
نَظُـنُّ فـي غَفْلَـةٍ ألَّا شـقـاءَ بِـهـا( وباطنُ العمـرِ عـلامٌ بـه القـدرُ ) |
( فـلا تغرَّنـكَ الأيــامُ باسـمـةً )و لا تَكِيْدَنَّـكَ الأحــلامَ و الـسُّـرُرُ |
لا خيرَ في عِيشـةٍ للْمَـرْءِ يَصْرِمُهـا( مالم يكنْ زادُها بالوعـي ينتصـرُ ) |
( مسافـرٌ يافتـى يومًـا براحـلـةٍ )فاخترْ مَطَاياكَ يَا مَـنْ سـاءَكَ السَّفَـرُ |
نحوَ الرَّدى كُلُّ مَنْ يَزهـو بـهِ عُمُـرٌ( إلى الحقيقةِ حيثُ القومُ قد قُبـرُوا ) |
( صمتُ السكونِ بلاهمس يحيطُ بـه )وَ الدُّوْدُ فـي شَوْقِـهِ لِلْعَـضِّ مُنْتَظِـرُ |
كمْ يا أَخي قَدْ مَضى حتَّى أَتَيْـتَ هُنـا( تغفو وحيدًا فـلا طيـفٌ ولاأثـرُ ) |
( كلٌّ بزادٍ علـى الأكتـافِ يحملُـهُ )مـاضٍ إلـى حتْفِـهِ يَومـاً وَ مُنْدَثِـرُ |
فاصنعْ لِأُخْراكَ مَا يُنْجِيْـكَ مِـنْ سَقَـرٍ( واجعلْ بزادِكَ مايُبقي ومـا يَـذرُ ) |
( أقلعْ عـن الإثـم لاتغتـرّ ممتثـلًا )بِمَنْ هَوَوْا في اللَّظَى ضَلُّوْا وَمَا اعْتَبَرُوا |
و اصْرِفْ هواكَ عَن الأخباثِ مُجْتَنِبَـاً( لنافثِ الشَّرِ و احذرْ إنّـه الأشِـرُ ) |
( ولا تصاحبْ قلوبًا خبؤُهـا نجـسٌ )فالـدَّنُّ يَنْضـحُ مَـا يَخْفـى وَ يَسْتَتِـرُ |
طَهِّـرْ خفايـاكَ بالقُـرآنِ مُنْتَـصِـرَاً( نجاسة ُالخبءِ في مطمورِها القَّذَرُ ) |
( وابعدْ عن الماءِ إن يظهرْ به عكـرٌ )و اشربْ زُلالاً نَقِيَّـاً مَـا بِـهِ عَكَـرُ |
إنَّ الغـديـرَ لأوحـــالٌ تُـكَــدِّرُهُ( فاشربْ من العذبِ مغداقًا به المطرُ ) |
( وهلْ وقفـتَ بقلـبٍ خاشـعٍ وبـهِ )ناديتَ : يَا مَـنْ لِهـذا الذَّنْـبِ تَغْتَفِـرُ |
أنـا الـذي بذنُوبـي نَــاءَ كاهِـلـي( تبكي حزينًا ودمعُ العيـن ينهمـرُ ) |
( فاقنتْ بليلٍ بـهِ الرَّحمـنُ مطَّلـعٌ )يدُ الإلـهِ علـى المُضْطَـرِّ لا تَتَأَخَّـرُ |
تُبْ يا أخي للذي سَـوَّاكَ وَ ابْـكِ لَـهُ( تب إن مغفـرة الرحمـن تنتظـر ) |
|
|
……
لا تنسونا من دعائكم يا أحبة ..
قبر خاص جدا
9
عندما صحت من البنج تلفتت حولها ، كانت عينا أمها الذابلتان أول من قابلت عينيها، مدَّت إليها يديها المرتجفتين والكلام يخرج متقطعًا من بين شفتيها المتشققتين، همست بصوت مرتجف: لاتتركي لهم شيئًا من دمٍ، ولا جلدٍ، ولادهن شفط ولاأرنبة أنف.. خذيها كلها وادفنيها في مقبرة العائلة حسب مايقتضيه الشرع، واكتبوا على القبر..
|
اللحمة والرحمة
4كان يجر خروفا في الطريق وينادي بأعلى صوته: خاروف للبيع.. خاروف للبيع، والمجرور يمشي وراء قائده مستسلمًا.
ينظرالمارة إليه.. يتفحصونه دون الوقوف، ويتابعون طريقهم.
رؤؤس كثيرة امتدت من النوافذ لترى الخاروف ثم اختفت بإغلاقها.
يعلو صوت الرجل أكثر: خاروف للبيع … للتسمين.. للعيد..
يسود الطريق الصمت إلا من مأمأة الخاروف وتأفف صاحبه..
مازال الرجل يجوب الطرقات بخاروفه والعرق يتصبب منه، أحس بإرهاقٍ شديد، بينما ظل الخاروف هادئًا إلى أن وصلا معًا إلى سوق الجزارين حيث رائحة اللحم والدم والعظام تملأ أجواء المكان.. أحس الرجل بصعوبة في شد الحبل المربوط حول عنق خاروفه، لم يهتم بداية لكنه شعر بضيق شديد من مقاومة خاروفه التي بدت جلية عندما رأى خاروفًا آخر قرب دكان أحد الجزارين. توقف الرجل قليلا.. اقترب من تابعه البهيم وراح يمسح فوق رأسه بيده، وأرخى له الحبل قليلا ، فرآه يمشي نحو مثيله فمشى خلفه. وما أن وصل إلى الخروف الآخر حتى راح يشم رأسه ويتمسح بعنقه والآخر يبادله نفس الحركات. وقف صاحبه مبتسما بما يرى، واحس بفرح داخلي بمجيء صاحب الملحمة. سأله أن يبيع له الخاروف، فما صدق بأنه سيشتريه منه بعد أن فشل ببيعه طوال اليوم، لكنه تظاهر بعدم الرضا، فزاد له الآخر بالثمن. قبض المال وترك الحبل للمشتري الذي أمسك به وربطه قرب الخاروف الآخر.
في صباح اليوم الثاني خرج اللحام إلى المسلخ لذبح الخراف. كان ومساعدوه يعملون بنشاط صباحي ملفت لإنهاء العمل سريعًا، والخراف تنتظر دورها قرب مكان الذبح، وقبل أن ينتهوا من ذبحها جميعًا جلس اللحام لأخذ قسط من الراحة واحتساء كوبٍ من الشاي، بينما كان مساعدوه يسلخون جلود الخراف الذبيحة. وقف الرجل مذهولا أمام مارآه من الخاروف الذي اشتراه بالأمس من صاحبه. كان الخروف يدفع برجله السكين -التي وضعها اللحام جانبا- نحو بركة عميقة من الماء الممتزج بالدماء حتى ألقاها فيها.
بقلم
زاهية بنت البحر
بالأحمر والأسود
5سبقها إليه شذى عطرِها ممتزجًا برائحةِ عرقِها وهي تدخل البيت، وتغلق الباب وراءها. كان قلقًا حائرًا يزرع المكان جيئة وذهابا، لم يلفت انتباهه فستانها الأحمر الضيِّق، ولازينة وجهها التي عادت بها باهتة. وضعت أمامه رزمة من النقود، وتابعت طريقها إلى غرفتهما،
سألها: كم هذا ؟
أجابت دون أن تلتفت إليه: أظنه كافيًا لعملية قلب مفتوح ويزيد، اذهب بأمك إلى المستشفى.
قال ويده تضع النقود في حقيبته السوداء: لن أتأخر كثيرًا.
في اليوم الثاني وجدت مقتولة.






