لحظة بداية ونهاية مؤلمة حدَّ البكاء
فيها يتعانق راحل مع قادم جديد
يتكرر فيها عناق الندَّين كل مساء
فتسقط دمعة وتسطع بسمة
ورغم الألم فالأمل بغدٍ مشرق يظل دافئًا
في جعبة الشروق
هكذا رأيت الغروب بعيني قلبي.
من رماد الأمنية نجبل طينة، نصنع منها حجرا صغيرا يكون أساسًا لأمنيات جديدة، لانترك الخوف والقلق يعبثان بما تحمله من بشرى بمستقبل يشرق فجره بروح التفاني، وندفن اليأس في صدور الأعداء مادمنا لانستسلم مهما أمطرت الأيام علينا من آلام
العمر لحظة نبحر فيها بكل الاتجاهات، وعندما نتعب من مصارعة الأمواج العاتية، نتوقف في ميناءٍ ما بحثًا عن شاطئ سلام، السعيد منا من يعرف متى يتوقف حرًا في ميناء الأمن قبل أن تبتلعه الأمواج ولات حين مناص.

أضع يدي فوق رأسي، تلف بي الدُّنيا.. تدور وأنا أعيش وحيدة يجلدني ألم الغربة بالشُّوق لأهلي كل صباح ألف مرَّة, يصرخ داخلي بالحنين.. تتقاذفني أمواج الوحدة بين شطآن الدُّموع، ولكن لارجوع، فقد استعمرتني الغربة، واستنفزت سنوات شبابي بالغياب. رحلت أمي وأبي، أختي وأخي، وكثير من الأحباب, أخاف يايمامة الشَّرق أن أكون قد رحلت أنا أيضًا مثلهم دون أن أدري!
عندما أنظر في عينَيْ الليل بعينَيْ خوفي، تتزاحم أشباح أوهامي، فتسرقني من مخدع دعتي الآمن، وتلقي بي في متاهات الخوف مما لاوجود له إلا في وهم الرهبة، وعندما تبتسم الشمس لعيني تنام أوهام خوفي في سراديب المنافي.
العمرُ لحظةٌ، العامُ فيها ينطحُ العامَ، يرمي به في هوةِ الزمنِ السحيقة، فلنقطعْ طريقـَنا بما يجعلُ السرابَ كوثرا.

بيدي منديل أبيض ألوح به لقادمٍ لاأستطيع منه فرارًا، أطرز المنديل بنقاء صلواتي، وعبير ركوعي ووضاءة سجودي، أرفع رأسي عن أرض الفناء، مرحبة بأهل الخلود عندما أسمع روان المحبة يهمس في أذني نشيد السلام.

