
| |
الضَّادُ تبكـي والسُّطـورُ تُشَيِّـعُ
بقصيدِها المكلومِ شعبًـا يُصْـرَعُ
|
غدَرَ الزَّمـانُ بـهِ بجَـوْرَةِ ظالـمٍ
حلَّـتْ خرابًـا بالدِّمـا يتشبَّـعُ
|
قطفوا الورودَ من الحدائقِ، والشَّذا
مسكٌ تدفَّقَ مـن وريـدٍ يُقطَـعُ
|
فتضوَّعت أجواؤنـا مـن عطـرِهِ
وسرى بثورتِنـا ضيـاءً يسطـعُ
|
قتـلُ الفجـاءةِ ظالـمٌ لمَّـا بـهِ
كفُّ الجنـاةِ أتـتْ بنـارٍ تدفـعُ
|
سحقتْ زهورًا مايـزالُ رحيقُهـا
بكرًا بهِ الأصدافُ كانـتْ تلمـعُ
|
ياليتهم قطفوا المكائـدَ واختفـتْ
من عالمِ الأحيـاءِ كـفٌّ توْجِـعُ
|
حرقوا الجمالَ وقطِّعـتْ أوصالُـهُ
وغدا الشبـابُ بحرقـةٍ يتفجَّـعُ
|
يبكي ويندبُ بالمواجـعِ ماضيًـا
فيـهِ أُعِــزَّ بـأمَّـةٍ لاتخـنـعُ
|
كانتْ وكان المجـدُ يخفـقُ عاليًـا
واليـومَ أضحـى بالمذلَّـةِ يرتـعُ
|
فترى وحوشَ الأرضِ تنشِبُ نابها
أنى استطاعـت لاتكـلُّ وتشبـعُ
|
وترى الضحايا في الرُّكامِ قبورُهـم
وعقـولُ سادتِهـم لغـازٍ تتبـعُ
|
طمروا الرؤوسَ بذلهم وتسلحـوا
بالصَّمتِ علَّ الصَّمتَ عرشًا يرفعُ
|
“مدنٌ تشادُ على جماجم أهلهـا”
وأخو الخيانةِ فـي قصـورٍ يقبـعُ
|
سحقًا لهم باعوا البـلادَ لغاصـبٍ
ياويحَهم كيـفَ الأمانـةَ ضيَّعـوا
|
كانوا رمـوزًا للجهـادِ بقولِهـم
فغـدوا بفعلتهـم نعـالاً ترقـعُ
|
ياشعبُ قم من رقدةِ الموتِ التـي
طالت وهاتِ النصرَ إنَّكَ أشجـعُ
|
مادمت تمضي بالكتـابِ وتقتفـي
أثرَ الرسولِ فـإنَّ مجـدَكَ يرجـعُ
|
| |
شعر
زاهية بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم ***وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن
“مدنٌ تشادُ على جماجم أهلها” ليحيى السماوي