By
Bright girl sea
zahya bent al bahr
امرأة في الطريق
بعد غروب الشمس بقليل كنت أقود سيارتي من شرق المدينة متجها إلى غربها لعمل هام أنتظره منذ عدة أيام. كان اليوم مرتفع الحرارة بشكل ملحوظ .. مع بداية قدوم الليل بدأت السيارت المارة في الطريق تشعل أضواءها. منظر جميل جدا وأنا أمر في الشوارع التي تزينها الأشجار الباسقة بألوانها الخضراء المختلفة؛ بعضها يبدو فاتح اللون ، وبعضها غامقا، والآخر متوسطا، وخلال الطريق كانت الزهور الحمراء والصفراء والبيضاء تغطي مساحات واسعة من جانبي الطري. كنت مسرورا جدا وأنا أستمع إلى موسيقى الجاز..
مازال الطريق أمامي طويلا.. من بعيد لفت انتباهي جسم أسود وشيء أحمر اللون قربه.. بدأ الجسم يتضح لي كلما اقتربت منه أكثر.. كانت امرأة ترتدي ثيابا سوداء و تغطي رأسها بغطاء أسود وهي تمسك بعربة حمراء صغيرة .. كانت تشير إلى السيارات المارة بالتوقف.. لكن لم أر سيارة توقفت لها.. وصلت إلى قربها.. خففت السرعة حتى توقفت السيارة.. نظرتُ إليها.. كانت الدموع تغطي وجهها الأبيض الجميل.. اقتربت من السيارة عندما فتحت النافذة وسألتها عن أمرها.
نزلت من السيارة باندفاع إنساني لمساعدة هذه السيدة .. اتجهت إليها وقدمت لها نفسي .. رحبت بي وقطرات الدمع تتدحرج فوق وجنتيها.. عندما حملت العربة الحمراء التي كانت تجرها ووضعتها في المقعد الخلفي لم أحس بثقلها رغم أنها كانت تزن كثيرا.. جلست في المقعد الأمامي وهي تشعر بالاطمئنان الذي بدا ذلك واضحا في وجهها.. قالت لي قبل أن تصعد سيارتي ( أنت ابني) ابتسمت لها موافقا فقد كانت سيدة محترمة لا يبدو عليها أنها بلغت الستين من العمر ، سررت كثيرا عندما علمت بأنها كانت في زيارة ابنتها في شرق المدينة وقد تأخرت بالزيارة لأن أولاد ابنتها لم يتركوها تذهب إلى بيتها قبل الآن، وعندما أرادت مغادرة المنزل لم تجد ابنتها رقم هاتف مكتب التاكسي الذي تعود زوجها التعامل معه، وهي لا تعرف غيره، وزوجها في سفر ولا يريد أن تتصل بمكتب تاكسي آخر لا يعرفه، فاضطرت للخروج مشيا على الأقدام علها تجد سيارة تاكسي في الطريق .
كنت سعيدا لسعادتها وهي تغادر سيارتي قرب بيتها وتدعو الله لي يحفظني وصورة والدتي رحمها الله أراها بعيون ذاكرتي.
بقلم
زاهية بنت البحر
Like this:
Like Loading...
Related