-
عكازي حبيبي.. لم أتركه يوما دون عناية به، منذ أن اشتريته قبل عقدين ونيف من الزمن؛ فهو المعين الوحيد لي في شبابي، وأحفظه لشيخوختي عندما أصبح وحيدة بابتعاد الجميع عني؛ واهتمامهم بحياتهم كل بما شاء الله له من عمل.
ظل يرافقني في تنقلاتي في البيت وخارجه لا لعجز بي لا سمح الله؛ ولكن لمحبتي له، ولحرصي على المحافظة عليه من الضياع، فهو أملي المستقبلي. أخبرت الجميع بحبي له فسروا لسروري.
-
عكازي الحبيب؛ ظل لي رفيقا مخلصا أبثه أفراحي وأحزاني، ألعب معه في أوقات فراغي.. لم يكن ليبدي ضجرا مني رغم تثاقلي عليه في بعض الأوقات، فكنت أضربه، وأعنفه وهو لا يتكلم.. أخاله يضحك سعيدا لأنني أفرغ شحنات غضبي بضربه، وكأنه يقول: أحبك.
-
مرت الأيام وما زال معي في زمن أصبحتُ فيه بحاجة ماسة له بعد أن أرهق تقدمي بالسن صحتي، وضعفت قوتي وبات بي المسير صعبا دون عكاز.
-
ذات يوم وأنا أمشي به في طريق صعب العبور باتجاه حلم جميل أبنيه لي وله ولمن حولنا.. دارت بي الدنيا على غير عادتها.. شعرت بالدوار.. حاولت مساعدة نفسي بالاستناد على عكازي الحبيب، فاليوم سيظهر لي مدى حبه لي بعد الذي قدمته له سابقا، فإذا به يخذلني، وصوت طقطقة يخرج منه يصمُّ أُذنَيَّ..
-
أحسستُ بالخوف مما أسمع.. نظرتُ إليه برجاء، ذهلتُ مما أرى.. وجدته يتفتت بشكل أفزعني، والدود يتدفق منه، وأنا مرمية فوق الأرض لا أحد حولي يبعد الدود عني.
-
بقلم
-
زاهية بنت البحر
-
Daily Archives: December 30, 2012
عكازي
2The Laments of my soul\ أنين الروح\ نص من مذكرات سحاب
2ترجمة ((أنين الروح)) للأديبة زاهية بنت البحر إلى الإنجليزية – منى هلال
إليكم ترجمة “أنين الروح” للأديبة زاهية بنت البحر إلى الإنجليزية
The Laments of my soul
l
I stood with the others to bid you farewell before you went out to the departure lounge. 0
You were leaving the country that allowed us to meet. 0
How the world paled into insignificance then! how I had forsaken it! 0
I felt my pulse race with every call from the loud speaker announcing the arrival of an airplane or inviting the travelers to proceed to the departure lounge. 0
My grandmother held me tenderly to her heart, 0
showering me with her warm consoling kisses, 0 while you stood enveloped in your husband’s cautious embrace. 0
I reached out to touch you every now and again, 0
hoping to replenish my reserve of contentedness, 0 before you leave, 0 and before I return to my father’s house and to his wife;0
away from your sweet warm-tenderness, O’ mother!0
I tried to paint a smile on my lips to distance the feelings that were burning my heart and my mind away from your thoughts. 0
I looked into your eyes, they were bathed in tears. 0
I was amazed at how torment could be blended with joy, 0 and how fear could be mingled with patience!0
Leave your anguish at the airport; I will fight it alone,0
while I scoop the laments of my soul from my deprivation.
story\Mryam Yamak
Translated by Mona Helal
ترجمة منى هلال
أنين الرُّوح
وقفتُ مع المودعين بانتظار دخولِكِ قاعة المسافرين، لمغادرة البلد الذي عشنا فيه تحت رحمة إذن لقائِنا. تضاءلت الدنيا في عينيَّ، فزهدتُ بها،بينما ظلَّ خفق قلبي يزداد سرعة كلما علا صوت مذيعة المطار، معلنًة عن وصول طائرة، أو دعوة المسافرين لمغادرة قاعة المودعين. كانت جدتي تضمني إلى صدرها بحنان، تقبلني بمواساة دافئة، بينما تحيطكِ ذراعا زوجك بحذرشديد، كنتُ التصقُ بك بين وقتٍ وآخر تزوّدًا بشيء من طمأنينة قبل الفراق، وعودتي إلى بيت أبي وزوجته بعيدًا عن عطفكِ ياأمي. حاولت رسم ابتسامة فوق شفتَيَّ تبعدُ عنك التفكير بما يكويني قلبًا وفكرًا، نظرتُ في عينيك فوجدتهما مغرورقتين بالدموع، عجبتُ كيف يتَّحِدُ الحزن بالفرح والخوف بالصبر! دعي حزنكِ في المطار سأقاومُه وحدي، وأنا أغرف من حرماني أنينَ الروح.
بقلم
زاهية بنت البحر
Sahab’s Diary \ مذكرات سحاب بالإنكليزية 1-2-3-4-5
4Sahab’s Diary
مذكرات سحاب