في عالم الغيبِ كنَّا، ومنه انطلقلنا إلى الوجودِ، وبعدَ الوجودِ إلى الغيب نعود، وفيه للمشهود. تغيراتٌ متلاحقةٌ كلُّ له طعمُه.. كلٌّ لهُ أثرُه، ولكن يبقى الأثرُ أكثرَ أهميةً لأنه هو الذي ينفعنا في نهايةِ المطافِ، فالعمر لحظة.. فموقفٌ.. فقرارٌ.. فإمَّا بعدَه ُجنةٌ.. وإمَّا بعدَهُ نارٌ
بعضُ الحزنِ يعلمَّك معنى الحياةِ، وكيفَ تشعرُ بطعمِهِ حلواً عندما يختلطُ بدموعِ الآهِ الحارقةِ، وهي تشقُّ الصَّدرَ أنيناً، وعذاباً لتقولَ لك: اِصبرْ فبعدَ الفراقِ لقاءٌ، وبعدَ الموتِ حياةٌ، وبعدَ النارِ جنَّةٌ.
في وجعي أبحرتْ الدُّموعُ دماً، وأمطرتْ السماءُ كحلا، وتشقًّقتِ الأرضُ حزنا، ولكن ْسأظل أسمو فوق يومي، فوق دمعي.. فوق ألمي بأملِ النَّصرِ الذي وَعدَنا بهِ خالقُ الدَّمع والفرح ولنا البشرى فوعدُ اللهِ حقٌّ.
ماأصعب أن ترى الشمس التي تحبها تحترق أمامك تحت ستارِ رقيق،
وهي تظنُّ بأنَّ ضوءها يبهر الناظرين. واأسفاهُ…
الحب الحقيقي أمر لايحظى به الجميع، هناك أوهام حب تطيح بالإنسان، وتلعب به أنى شاء له الهوى، فالحب الحقيقي أسمى من كل شيء، لايعكر نقاءه البقاء أو الرحيل، ولا يترك في قلوب مكابديه كرها، ولا حقدا، ولاردود فعل انتقامية مقيتة. الحب يولد بين قلبين ولاينتهي إلى يوم الدين، وقلَّما تجد هذا في زمن الغش، والخداع، ونصب الشباك لغايات أخرى.
تحية الشوق لرياض الجنة تأتي معشقة برائحة الوضوء التي لايعرف أنفاسها إلا الطاهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس فلايسخون بنَفَسٍ يضيع هباء منثورا..
بقلم
زاهية بنت البحر



