Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

امرأة متمردة

3

لن أرد عليك، ولن أتوقف عن المسير إلى الأمام، فالطريق مازالت طويلة، والعمر الباقي ربنا وحده يعلم متى يتوقف النبض في قلبه..
– اهتمي ببيتك وأولادك هم بحاجة لك أكثر من هذه الأوراق التي سيأكلها الفناءُ يومًا.
– دائمًا تحاول قصَّ أجنحتي كي لا أحلق في عالم لاتحبه.. لن ألوم قدري الذي جعلني أسيرة حبك سنين طويلة؛ ربيت لك فيها أولادنا وبناتنا خير تربية، وقمت على تعليمهم وأنت مشغول في مكتبك، وفي المحاكم مع المجرمين والمتخاصمين..
– بت أخشى على أولادي من كل شيء يا هناء، لم يعد هناك من تأتمنينه على فلذة كبدك، خداع الناس بعضهم بعضًا يرسخ خوفي على أولادنا بعدما نفارق الحياة..
 – ليت خوفك اقتصر على مستقبل الأولاد بل تعداه إلى سوء الظن بكل من حولك.. فقدت الثقة بالناس والأهل ، وحتى بي ..
– ضبطها زوجها ياهناء بالجرم المشهود، وهي تخونه مع أعزِّ أصدقائه رغم شهادة المحيطين بها بأنها من أنقى النساء..
– مسكين أنت وقاصر، لاتستطيع الفصل بين حياتك العملية، وحياتك الأسرية.. عقلك الباطن يسقط الأحداث التي يختزنها من القضايا التي ترافع فيها هناك على حياتنا الخاصة، فيدمرها ركنًا ركنا..ملَّ الأولاد من تشددك في كل شيء، تريد ولاتريد، ولا لأحد منا حرية الإرادة في أبسط الأمور..الأولاد يتدارون بالصبر لأنهم يحبونك، وهم في ربيع العمر، وما زالت الحياة أمامهم واسعة الصدر رحبة الأفق؛ أما أنا فلن أصبر أكثر على تعسفك الفكري، ورفضك أن أسجل اسمي في سجلات التاريخ مع أسماء من وهبوا للحياة فكرهم، ونبض قلوبهم .
– أنت امرأة متمردة تغضبين الله بغضبي عليك.
– المتمردة ياسيدي هي التي تهمل بيتها وأولادها، ولم أفعل ذلك.
المتمردة من تخرج على طاعة زوجها بأمور تافهة، فتسيء إليه، وإلى نفسها ولم أفعل ذلك.
المتمردة من تصرخ بوجه الكون كله مطالبة بما تريد حقًا كان، أو باطلا، وما طالبت إلا بالحق.
المتمردة من لاتحسب للمجتمع حسابًا حتى في أبسط الأمور، وطوال عمري أتقي الله، وأراعي مجتمعي.
– أنت تهدرين وقتك بالكتابة.
– كتابتي للبناء؛ بها أنشر أفكار الصلاح بين الشباب في زمن تعفنت فيه الأخلاق، وكسدت بضائع الفضيلة؛ بها أعلم المرأة كيف تكون أمًا صالحة، وأختًا ودودة، وزوجة وفية

.
– أريد هذه المرأة، من حقي أن تكون لي دون غيري من الناس.
عندما كنت بحاجة إليك كنت مهملًا لي حدَّ القسوة، فلم أعد اليوم بحاجة إليك بعد أن وجدت نفسي فيما أكتب.
وعندما عاد إلى المنزلِ ذات يوم بعد غيابِ عدَّة أيام، ومعه سيدة قدَّمها إليها بعفوية مطلقة معرِّفًا بها:
– هناء: هذه زوجتي وداد، لاتفوتها كلمة مما تكتبين.

بقلم
زاهية بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم *وكفى به نسبًا لعزالمؤمن

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=23965

3 thoughts on “امرأة متمردة

  1. zahya12 Post author

    الزاهية زاهية..
    النص جاء منذ البدء هادفا يؤثث قضية هامة في الاجتماع، وربما فيه قيمة استفزازية للفكر،لكنه مكثف، ويؤدي عمله بصورة مباشرة،ويركز على قيمة الانسان المنتج،ويؤسس لواقع بديل ،ينتصر فيه قيم الخير ،وان حمل النص حضورا مخترقا للفكر السلبي من جانب الرجل ،لكن هذا لم يحيدالنص عن طريق الصواب ،ولأننا نعي جيدا حجم خسائرنا في عالم يهدد بقاءنا ،ويورطنا في حروب مفرغة من هذه النوع،ويهمش فكرنا،الا انه لم يزل هناك من يؤثث قلمه وفكره للخير ..ما قد يستغرب منه القارئ هنا هو طريفة التفكير السلبية للرجل لمفهوم التمرد،ومحاولةاخضاع ايمان الزوجة لذلك،والاروع في النص هو قيمة الفكر العالي الذي طرحته الزوجة.

    دمت بخير
    جوتيار

    نهاية نص هي بداية حياة أفرزتها مركبات نقص يتمتع بها كثيرون ممن نحب ، أو نعرف.
    هي التباين بين الماء الصُراح وسطح البركة الراكد.
    زاهية في كل ما تبدعين
    محبتي
    حنان الأغا

    الأستاذة الأديبة زاهية

    تصوير متقن لمشهد اجتماعي واخلاقي وفكري
    أحسسته قصة واقعية وليس عملا أدبيا فنيا ولعل هذه براعة كما أراها أنا
    ثم وجدت نفسي أشعر بالفنيات القصية في تكوين الحبكة
    والمناقشات الداخلية الغنية بالافكار
    ورسم لوحات الواقع الاجتماعي والامراض المجتمعية والفكرية , جعلتني
    أحسّ ما تريدين ايصاله من فكرة ورسالة
    لقد نجحت الرسالة بالوصول إلي
    والنهاية لم تكن متوقعة
    ولكنها لم تدهشني فهذا يحدث في ظل الامراض المجتمعية والفكرية
    قصة قوية

    نوف

    لااعرف ماذا اقول

    قد اكتب وكل ما اكتبه لن يفي بوصف جمال قصتك المؤثرة هذه

    امراة متمردة للحق

    اين نجدها بين بنات جيلنا فأغلبهن متمردات ولكن للباطل والاهواء
    ومفهوم التمرد رسم لهن على هذا النحو وحين تحاسبهن يقلن لك انك تكبت انفاسهن بطاغوتك وجبروتك؟

    ليت كل المتمردات مثل الامرأة هذه لكان اليوم لنا جيل من الرجال المتعلمين على ايدي نساء يقال انهن متمردات

    لك مني الف تحية
    محمود شاكر الجبوري

    يبدو أنني بدأت المس سمة أدبية مميّزة في الاسلوب القصي , عند الأديبة الكبيرة زاهية , في تقديم صورة مجتمعية , يتم من خلالها بناء المشهد القصي , باسلوب أقرب ما يمكن الى الواقعية , باستخدام لغة سهلة قوية , حيث يجري تقديم التفصيلات بعفوية , تعكس ما يجري في حياتنا , او في حياة من حولنا , ثم ترتفع سوية التوتر , على شكل جرعات متتابعة التأثير , لايصال القارئ الى مرحلة المعايشة المباشرة للحدث , وكأنه يعيش الحالة , ويكون طرفا في المعادلة المطروحة , بحواريات بين أبيض واسود , تجعله يقترب من التوافق مع الجانب الخيّر , وهو الرسالة التي تسعى اليها القصة , باعتبارها عملا هادفا , يخدم قضية ويعمل لرسالة , وفي هذه القصة القائمة على نقاش وحوار , بين الشخصية المحورية الراوية , وبين الشخصية المحورية الثانية , وهي الزوج , جرى الدخول الى المشهد القصي بصورة مباشرة اقتحاما , ثم تمت عملية تداعيات موفقة , رقيقة الملامح , ليحتدم المشهد الدرامي , معريا السلبيات عند الشخصيتين , وبين الموقفين المناقشين في العمل , وإن كان هناك تكريث لايجابية إعطاء المرأة , والتي تمثّلها الشخصية المحورية الراوية , بعض المكتسبات النقاشية , ثم وبشكل لافت وغير متوقع , تؤول الأمور الى ردة فعل غير حميدة , عندما يقترن الزوج بأخرى , وأسجّل للأديبة القاصة , ترك تعليل هذه الفعل لخيال القارئ وتحيللاته , فربما كان ردة فعل لإهمال الزوجة , ربما كان عملا انتقاميا , أو ربما كان المراد منه إظهار الجانب المظلم عند بعض الأزواج , والأمر الأكثر اشراقا في النهاية , هو التلاحم النفسي بين الزوج وزوجته , فهو عندما قدّم زوجته الثانية , أصرّ على أنها لم تترك شيئا لم تقرأه لزوجته .

    د. محمد حسن السمان

    أديبتنا البارعة : زاهية

    أمام هذه الحوارية يجب أن نستحضر أدب الإصلاح والتوجيه ، وأدب الحكمة ، هذا النوع من الأدب الذي يحتاج مهارات عدة ، وثقافة واسعة ، ودراية ببواطن الأمور حين نتعامل مع الفكرة لنختار لها الإطار اللغوي الذي يحتويها ، نحن هنا أمام حزمة من الأمور الجوهرية التي تشغل واقعنا منها :

    العلاقات الزوجية .
    الحالة الاجتماعية .
    أثر الخبرات الشارعية في العلاقات الأسرية .
    تفشي الشك والريبة نتيجة الفساد الاجتماعي والانحطاط الأخلاقي .
    الصراع من أجل الهدف .
    الحب البناء ، والحب الهادم .
    العلاقة الديناميكية بين دور الرجل والمرأة .
    الأنانية ، في مقابل العطاء .
    كانت هذه بعض المحاور التي تناولتها أديبتنا الكبيرة والتي من خلالها تعرض مشكلة العمل القصصي الذي جاء كما قلت في صورة حوارية ناسبت الغرض التوجيهي الكاشف ، فالعمل يحمل رسالة سامية مبنية على نقد سهل بسيط ، وقد اختصرت القاصة الكثير من السرد في الشرطة الحوارية ، لكن ، ربما كان الحوار مضعفًأ للعمل بنائيًا لكنه مناسب في التكثيف وبيان الانفعالات الحوارية ، لنصل إلى المفاجأة في القفل ، مع هذا الزوج الأناني ، الذي استغل الزوجة عندما كانت تحبه ، واستغلها عندما وجدت ضالتها في الكتابة ، فقد تزوج من واحدة تعلمت الحياة على كتابات الزوجة ، هناك ملمح جميل في هذا العمل وهو اسم الزوجة ( هناء ) رائع هذا الاختيار للاسم ، وكأن القاصة تؤكد على ظاهرة ملحة ، وهي اعتياد المنح واعتياد الأخذ فنحن عندما نمنح الآخر كثيرًا يعتد هذه الحالة حتى إذا قصرنا تركنا واتهمنا وذهب إلى غيرنا ، هنا كان الهناء الذي عاشه هذا الزوج في حب زوجته وتضحياتها من أجله وأجل بيته ، ليجد الهناء أيضًا في اختيار غيرها ولا يتحرج في الجمع بينهما . لكننا لا يمكن أن نغفل ـ على الجانب الآخر ـ ما ألمحت إليه القاصة على لسان الزوج من سلبيات الزوجة ، أي أننا أمام حالة من الأخذ والرد للواقع الأسري في المجتمع الذي بات مكشوفًا ، لتزيد القاصة في تعرية الحال التي عليها مجتمعنا العربي ، وأمام وقفة دينية نستعرض استغلال الزوج لها وأن إغضابه يتسبب في إغضاب الله ، ليأتي تبرير الزوجة وتخليص نفسها من التهمة ، وهنا نتوسع في مدلولات الاسم ( هناء ) لتتسع دلالاته لتشمل الأسرة منسحبة على كل المعاناة التي تتعرض لها .

    أديبتنا : بنت البحر
    كانت هذه قراءة مختصرة في هذا العمل الجميل .

    احترامي

    مأمون المغازي

    الاخت زاهية:
    نهاية القصة كانت جد منطقية و موضوعية لأن كل واحد منهما يبحث عن سعادته ، هي وجدت في الكتابة التنفيس عن مكنوناتها كما وجدت ذاتيتها و شخصيتها و هو لم يكن يريد كاتبة بل كان رجلا يبحث عن امرأة ..وفقك الله و نتمنى أن نقرأ لك المزيد

    علي ابن الدين

    سيدتي ” زاهية ” وسادتي القراء الكرام : أتعرفون ماذا يصنع بي نص ثري متقن مثل هذا ؟؟ ببساطة يجعلني أطرح أسئلة فيها من الجنون ما فيها ،، وتلك مهمة الأدب الراقي الذي يبقى في ذهنك بع أن تغادر الورق أو شاشة الحاسوب ،، وقد يصبح جزءا منك ، من ثقافتك لأنه نص خالد ، فنصك هذا أديبتنا ” زاهية ” جعلني أطرح هذا السؤال : ماذا لو المرأة هي التي جاءت برجل تعرضه لزوجها على أنه زوج جديد ؟ طبعا هذا في حضارتنا لا يحدث ،، على الأقل على السطح – هنا سيكون لنا أن نقول عنها إنها متمردة .
    ألا ترين معي أن هذه المرأة قد طالبت بأبسط حق ، فأين المسكينة من التمرد ؟ وقد كوفئت على صدقها بأقسى ما تكره النساء ، فأين هي من التمرد ؟ طبعا أنا هنا لا أنقد قصتك بل أنقد هذا المجتمع الأعرج في كل شيء ، حتى في نبل العواطف والعلاقات السامية .
    نص يحطم أغلال الصمت مبنى ومعنى ،، ستكون لي له عودة بإذن الله . فالنص الذي يحرك الفكر نص ثري قوي قراءة سريعة لتكفي لاستخلاص كنوزه .
    دمت ودام إبداعك .

    محمد الحامدي

    نعم هي قصة تحمل فكرا وتوظف مقوماتها له بمباشرة واضحة وخطابية تقدم الفكر فيه بشكل متسلسل في حوار يتواتر فيه احتدام الأخذ والرد لينتهي أخيرا إلى ما تراه الكاتبة من رأي مرورا بقيم وأسس تعتمدها منهج حياة.

    نعم هي واقعية ومباشرة ولكنها ترصد حياة يومية تحدث وتتكرر كثيرا.

    تحياتي

    د. سمير العمري

    براعة قصّيّة تمثلت في حبكة متقنة وسرد مؤثث بالصراع الداخلي وبواعثه الحدثية في اقتناص إبداعي لمشهد اجتماعي يقدم معالجة لجملة من القضايا المتمحورة حول ذكورية الفكر والمجتمع وقيمة الإنتاج بأشكاله

    دمت مبدعة غاليتي

    تحاياي
    ربيعة الرفاعي

    الانسان المثالي لا ينادي بمثاليته بل يطبقها
    كان دائما خائفا من نفسه وليس من تمردها
    لم تتمرد بل تصالحت مع روحها وطبقت
    نهاية تؤكد النقص الذي تشدق هو به
    قصة طرحت الكثير بأسلوب حواري شيق وحبكة محكمة مع نهاية ذكية
    اسجل اعجابي
    دمت بخير
    مودتي وتقديري

    خلود محمد جمعة

    Like

  2. د. لطفي الياسيني

    اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات

    الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث

    تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري

    لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية

    دمت بخير

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: