ياعائدا (قصيدة زاهية ) وما قيل حولها في موقع الفصيح
أ. خشان خشان
ما رأيكم؟
ما رأيكم في الشكل الشعري/ الأشكال الشعرية لهذه القصيدة للأستاذة زاهية بنت البحر:
1-
يا عائدا..
من بعدِ عام قد مضى
يا مرحبا،
في حلِّكَ البشَراءُ
كم عشتُ أنتظرُ العناقَ كطفلةٍ
لقيتْ أبا،
وصَفتْ لها الأجواءُ..
وتحارُ كيف تضمُّهُ..
ويضمُّها
حضنُ الصّبا،
والليلُ والأضواءُ
كانت على شوقٍ وما زالتْ بهِ
عشقًا ربا،
في نبضِهِ الإحياءُ
بينَ الشِّغافِ يجولُ في أفيائِها
رِفْقا حَبَا،
وبهِ النعيمُ سخاءُ
هَدْيًا يجدُّ ولا يكلُّ تقدُّمًا
وتقرُّبا،
مما به الأشذاءُ
متلهفًا
وبه السلامُ المجتلي
يُلْقي النَّبا،
فيكبِّر الأحياءُ
في العينِ مخلوقُ الدموعِ توسلا
وتحببا،
للتائبين شفاءُ
تركوا الحياةَ بلهوها، وسراجُهُ
طوعا خبا،
والتيهُ والغلواءُ
ها يافؤادي اليوم كبِّرْ حامدا
مستعذِبا،
ولك الجِنانُ جزاءُ
رمضانُ عاد يضمُّنا في بردِهِ
يا مرحبا،
وبهِ الدموعُ رواءُ
____________أستاذتي الفاضلة
سلم اللسان والجنان وكل عام وأنت بخير
أرى هذه القصيدة ترتدي ثوبا لا يناسبها وثوب الشطرين هو الأليق بها.
هنا نكتة طريفة أسوقها لبيان أهمية النحو في شرح المعنى.
لقيتْ أبا، وصَفتْ لها الأجواءُ……….وصفت : الواو حرف عطف، الفعل ( صفا – صفت ) والأجواء فاعل
لقيتْ أبا، وصَفتْ له الأجواءَ……….وصفت : الفعل ( وصف ) والتاء فاعل، والأجواء مفعول به________
2-
بارك ربي فيك
جميل جدا ماتفضلت به
كل عام وأنت بخير
مارأيك بها الآن وقد باتت قصيدتين ؟
يا عائدا من بعدِ عام قد مضىيا مرحبا، في حلِّكَ البشَـراءُ كم عشتُ أنتظرُ العناقَ كطفلةٍلقيتْ أبا، وصَفتْ لها الأجواءُ وتحارُ كيف تضمُّهُ..ويضمُّهـاحضنُ الصّبا، والليلُ والأضواءُ كانت على شوقٍ وما زالتْ بهِعشقًا ربا، في نبضِهِ الإحيـاءُ بينَ الشِّغافِ يجولُ في أفيائِهـارِفْقا حَبَا، وبهِ النعيمُ سخـاءُ هَدْيًا يجـدُّ ولا يكـلُّ تقدُّمًـاوتقرُّبـا، ممـا بـه الأشـذاءُ متلهفًا وبه السـلامُ المجتلـييُلْقي النَّبا، فيكبِّـر الأحيـاءُ في العينِ مخلوقُ الدموعِ توسلاوتحببـا، للتائبيـن شـفـاءُ تركوا الحياةَ بلهوها، وسراجُهُطوعا خبا، والتيـهُ والغلـواءُ ها يافؤادي اليوم كبِّرْ حامـدامستعذِبا، ولك الجِنانُ جـزاءُ رمضانُ عاد يضمُّنا في بـردِهِيا مرحبا، وبهِ الدمـوعُ رواءُ يا عائدا من بعدِ عا……..م قد مضى يا مرحبا
كم عشتُ أنتظرُ العنا……..قَ كطفلةٍ لقيتْ أبا
وتحارُ كيف تضمُّهُ……..ويضمُّها حضنُ الصّبا
كانت على شوقٍ وما ……..زالتْ بهِ عشقًا ربا
بينَ الشِّغافِ يجولُ في…….. أفيائِها رِفْقا حَبَا
هَدْيًا يجدُّ ولا يكلّْ……..لُ تقدُّمًا وتقرُّبا
متلهفًا وبه السلا……..مُ المجتلي يُلْقي النَّبا
في العينِ مخلوقُ الدمو……..عِ توسلا وتحببا
تركوا الحياةَ بلهوها…….. وسراجُهُ طوعا خبا
ها يافؤادي اليوم كبْ……..برْ حامدا مستعذِبا
رمضانُ عاد يضمُّنا…….. في بردِهِ يا مرحباشعر
زاهية بنت البحر____________
3-أنا منبهروهذه قصيدة ثالثة .هذه الهندسة لم أكتشفها إلا بشرحك.خسارة – والأمر هكذا – أن لا تلمي بالرقمي الذي أتوقع أن يكون لك فيه شأن. فهذه المقدرة والرقمي جديران ببعض.يا عائدا من بعدِ عام قد مضى_____يا مرحبا….في حلِّكَ البشَـراءُ
كم عشتُ أنتظرُ العناقَ كطفلةٍ_____لقيتْ أبا،….وصَفتْ لها الأجواءُ
وتحارُ كيف تضمُّهُ..ويضمُّهـا_____حضنُ الصّبا،….والليلُ والأضواءُ
كانت على شوقٍ وما زالتْ بهِ _____ عشقًا ربا، ….في نبضِهِ الإحيـاءُ
بينَ الشِّغافِ يجولُ في أفيائِهـا_____رِفْقا حَبَا، ….وبهِ النعيمُ سخـاءُ
هَدْيًا يجدُّ ولا يكـلُّ تقدُّمًـا_____وتقرُّبـا، ….ممـا بـه الأشـذاءُ
متلهفًا وبه السـلامُ المجتلـيي_____ُلْقي النَّبا،….فيكبِّـر الأحيـاءُ
في العينِ مخلوقُ الدموعِ توسلا_____وتحببـا، ….للتائبيـن شـفـاءُ
تركوا الحياةَ بلهوها، وسراجُهُ_____طوعا خبا، ….والتيـهُ والغلـواءُ
ها يافؤادي اليوم كبِّرْ حامـدا_____مستعذِبا،….ولك الجِنانُ جـزاءُ
رمضانُ عاد يضمُّنا في بـردِهِ_____يا مرحبا، ….وبهِ الدمـوعُ رواءُ____________
4-وهذه قصيدة رابعة.تلقي بهذا الشكل ضوءا على موضوع التدوير ، يفيد في دراسة زيادته في مجزوء الكامل عنه في الكامل التام.يا عائدا من بعدِ عا…………م قد مضى يا مرحبافي حلِّكَ البشَـراءُكم عشتُ أنتظرُ العنا…………قَ كطفلةٍ لقيتْ أباوصَفتْ لها الأجواءُوتحارُ كيف تضمُّهُ …………ويضمُّهـا حضنُ الصّباوالليلُ والأضواءُكانت على شوقٍ وما………… زالتْ بهِ عشقًا ربافي نبضِهِ الإحيـاءُبينَ الشِّغافِ يجولُ في………… أفيائِهـارِفْقا حَبَاوبهِ النعيمُ سخـاءُهَدْيًا يجدُّ ولا يكـلْـ …………ـلُ تقدُّمًـاوتقرُّبـاممـا بـه الأشـذاءُمتلهفًا وبه السـلا…………مُ المجتلـي يلْقي النَّبافيكبِّـر الأحيـاءُفي العينِ مخلوقُ الدمو …………ِ ع توسلا وتحببـاللتائبيـن شـفـاءُتركوا الحياةَ بلهوها…………ِ وسراجُهُ طوعا خباوالتيـهُ والغلـواءُها يافؤادي اليوم كبْـ…………ِ ـبرْ حامـدا مستعذِباولك الجِنانُ جـزاءُرمضانُ عاد يضمُّنا…………ِ في بـردِهِ يا مرحباوبهِ الدمـوعُ رواءُ————————–أبو سهيلما شاء الله مقدرة فذة وموهبة نادرة
ذكرتني بأبيات الحريري
يا خاطِبَ الدّنيا الدّنِيّةِ إنّها … شرَكُ الرّدى وقَرارَةُ الأكدارِ
دارٌ متى ما أضْحكتْ في يومِها … أبْكَتْ غداً بُعْداً لها منْ دارِ
وإذا أظَلّ سَحابُها لم ينتَقِعْ … منْه صدًى لجَهامِهِ الغرّارِ
غاراتُها ما تنْقَضي وأسيرُها … لا يُفتَدى بجلائِلِ الأخْطارِ
كمْ مُزْدَهًى بغُرورِها حتى بَدا … متمَرّداً مُتجاوِزَ المِقْدارِ
قلَبَتْ لهُ ظهْرَ المِجَنّ وأولَغَتْ … فيهِ المُدى ونزَتْ لأخْذِ الثّارِ
فارْبأ بعُمرِكَ أن يمُرّ مُضَيَّعاً … فيها سُدًى من غيرِ ما استِظهارِ
واقطَعْ علائِقَ حُبّها وطِلابِها … تلْقَ الهُدى ورَفاهَةَ الأسْرارِ
وارْقُبْ إذا ما سالَمتْ من كيدِها … حرْبَ العَدى وتوثُّبَ الغَدّارِ
واعْلَمْ بأنّ خُطوبَها تفْجا ولوْ … طالَ المدى ووَنَتْ سُرى الأقدارِيا خاطِبَ الدّنيا الدّنِيّ … ةِ إنّها شرَكُ الرّدى
دارٌ متى ما أضْحكت … في يومِها أبْكَتْ غدا
وإذا أظَلّ سَحابُها … لم ينتَقِعْ منْه صدى
غاراتُها ما تنْقَضي … وأسيرُها لا يُفتَدى
كمْ مُزْدَهًى بغُرورِها … حتى بَدا متمَرّداقلَبَتْ لهُ ظهْرَ المِجَ … نّ وأولَغَتْ فيهِ المُدى
فارْبأ بعُمرِكَ أن يمُرّ … مُضَيَّعاً فيها سُدى
واقطَعْ علائِقَ حُبّها وطِلابِها … تلْقَ الهُدى
وارْقُبْ إذا ما سالَمتْ … من كيدِها حرْبَ العَدى
واعْلَمْ بأنّ خُطوبَها … تفْجا ولوْ طالَ المدى—————-
الحطيئة
بارك الله فيك أستاذي خشان
و لكن ما بال الشاعرة كتبت قصيدتها على الشكل الأول ؟؟
أكانت تراها غير عمودية ؟؟
لا أظن ذلك
و أما التزامها القافيتين – إن صحة التسمية – : الباء المفتوحة و الهمزة المضمومة فمقصود و لا شك
و لم أفهم السياق الذي سقتَه , أهو حوار بينك و بينها , و هل أنت من نبهها إلى الأبنية التي تقبلها قصيدتها ؟
أحسنت و الله إن كنت أنت هو – و إلم تكن – , و هي تدل على عمق في القدرة على رؤية بناء القصيدة
و قد أحسن أبو سهيل حين أتى بأبيات الحريري المتوافقة مع بنائها
————–
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير
شكرا لأستاذنا القدير خشان على طرح الموضوع هنا في الفصيح.
في الحقيقة هي تجربة شعرية قمت بها بعد قراءة القصيدة التي أشار إليها
الأستاذ الكريم أبو سهيل بعد قراءتها في مقامات الحريري.
أما الشكل فأنا كتبتها هكذا وأنا أعلم أنها تكتب بشطرين وقد كتبتها لأخي خشان في العروض
بشطرين على الكامل وبشطرين على مجزوئه فأضاف جزاه الله الرابع تدويرا، فأنا
لم أكتشف جديدا، وإنما نفضت غبارًا عن أصيل يدعى التشريع.
شكرا لكم جميعا.
https://zahya12.wordpress.com/2010/08…6%d8%af%d8%a7/
أختكم
زاهية بنت البحر—————–البازرائع جدا أستاذنا خشان..
رائعة جدا الأستاذة بنت البحر
لي في ذلك بيتان يتيمان:
نحتَتْ جراحُ العمرِ في أفُق المَدى♪♪♪تمثالَهَا منْ مَرْمَـرِ الكلمـاتِ
لم يحتملْ قلبُ المُعَنَّى بالصَّدَى♪♪♪أثقالهـا فانهـدَّ بعـد ثبـاتِوهذا موضوع لأستاذنا د.عمر يصب في نفس الموضوع:
القصائد ذات الأوزان
————صقر قريشراااائعه جدا
على السياق الجديد————-
أبو سهيل
لي في ذلك بيتان يتيمان:
نحتَتْ جراحُ العمرِ في أفُق المَدى♪♪♪تمثالَهَا منْ مَرْمَـرِ الكلمـاتِ
لم يحتملْ قلبُ المُعَنَّى بالصَّدَى♪♪♪أثقالهـا فانهـدَّ بعـد ثبـاتِحياك الله أستاذي الباز
هذان البيتان لا أنساهما
لأنني كنت ممن جربتَ عليهم كتابتهما وطبعا رأيت العجب أظنك تذكرجزى الله خيرا كل من أثرى الموضوع
————-
رائع جدا أستاذنا خشان..
رائعة جدا الأستاذة بنت البحر
لي في ذلك بيتان يتيمان:
نحتَتْ جراحُ العمرِ في أفُق المَدى♪♪♪تمثالَهَا منْ مَرْمَـرِ الكلمـاتِ
لم يحتملْ قلبُ المُعَنَّى بالصَّدَى♪♪♪أثقالهـا فانهـدَّ بعـد ثبـاتِ وهذا موضوع لأستاذنا د.عمر يصب في نفس الموضوع:
القصائد ذات الأوزانقرأتْ عيوني الشعرَ عذبًا وارتوتْ—-نظراتُها مِن حسنِهِ الفتانِ
والدَّمعُ بينَ جفونِها فاضتْ بــــــــــــهِ—-بسماتُها تروي ظما العطشانِمع التحية للجميعزاهية بنت البحر
—————
نبض طيبةماشاء الله سياق ولا أروع-
————-
وهل تُنسى تلك الليالي الملاح ؟؟ ☺
جزاك الله خيرا أخي أبا سهيل
جزى الله خيرا كل من أثرى الموضوع———
د. عمر خلوف
وإليكم ما نشره الأستاذ محمود مرعي في هذا الصدد تحت عنوان التشريع في الشعر العربي :http://arood.com/vb/showpost.php?p=33365&postcount=1يرعاكم الله.
التشريع في الشعر العربي وما يتيحه من أوزان / مادة للحوار
عطفا على تعقيبي على قصيدة الشاعرة زاهية بنت البحر (يا عائدا)،
http://belahaudood.org/vb/showthread.php?t=12869
فقد ارتأيت ادراج الموضوع مستقلا، نظرا لما يتيحه التشريع في الشعر العربي، من الوقوف على أوزان جديدة، من خلال الوزن الواحد، وقد برع أصحاب المقامات في فن التشريع في الشعر قديما وجاؤوا بالمدهش، وقد وجدت شبيه ذلك لدى شاعرنا محمود درويش، رحمه الله، وهذه نماذج أسوقها من مصدر واحد، وهي على سبيل المثال لا الحصر:
فَكانَ لِقَلْبي مُهْجَةً وَلِـخاطِري ** صِقالًا رَبا فَوْقَ الصِّقالِ /صِقالا
وَكُنْتُ أُسيمُ السَّمْعَ في رَوْضِ نُطْقِهِ ** وَأَسْرَحُ في السِّحْرِ الْـحَلالِ/ حَلالا
فَلَمْ تَرَ عَيْني بَعْدَهُ قَطُّ قُرَّةً ** وَلا أَلِفَتْ بَعْدَ الْوِصالِ /وِصالا
وَلا خَصَّني مُذْ خَصَّني بِوِدادِهِ ** زَمانًا كَأَرْبابِ الْـمِلالِ/ مِلالا
( المقامات الزينية / لابن الصيقل الجزري/ ص 269 – 270)
الأبيات من الطويل المحذوف المعتمد ( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيلن فعولُ فعولن)وهي مبنية على قاعدة التشريع ، ولو أخذنا من الابيات:
فَكانَ لِقَلْبي مُهْجَةً وَلِـخاطِري ** صِقالًا رَبا فَوْقَ الصِّقالِ
وَكُنْتُ أُسيمُ السَّمْعَ في رَوْضِ نُطْقِهِ ** وَأَسْرَحُ في السِّحْرِ الْحَلالِ
فَلَمْ تَرَ عَيْني بَعْدَهُ قَطُّ قُرَّةً ** وَلا أَلِفَتْ بَعْدَ الْوِصالِ
وَلا خَصَّني مُذْ خَصَّني بِوِدادِهِ ** زَمانًا كَأَرْبابِ الْمِلالِ
سنجد الوزن هنا:
( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيلن فعولن)،
وقد أوردنا وزن الاعجاز كوزن مستقل في عروضنا سابقا ، وعليه قصيدتنا :
أنا القدس أهديكم سلامي ** أنا القدس في غل العبيدِوقد ورد الوزن قديما أيضا،
والسؤال هنا حول جواز الوزن كما هو لدى الجزري
( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيلن فعولن) ،
ألا يجوز اعتماده وزنا مستقلا هنا؟
[بلى.. هو جائز، ومثله في صناعة الموشحات موجود
وهو لا يخرج بمفهومنا على قواعد الأوزان]
وهذا مثال آخر :
فَنَحْنُ الْغُيوثُ إِذا اسْتُنْجِعوا ** وَنَحْنُ الرَّبابُ /وَنَحْنُ الرِّبابُ
وَنَحْنُ الْعِقابُ وَنَحْنُ الْعُقابُ ** وَنَحْنُ الْعِذابُ / وَنَحْنُ الْعَذابُ
وَنَحْنُ الشَّرابُ وَنَحْنُ السَّرابُ ** وَنَحْنُ الْـحَبابُ/ وَنَحْنُ الْـحُبابُ
وَنَحْنُ الْـحِبابُ وَنَحْنُ الْـجَنابُ** وَنَحْنُ الْـجِنابُ / وَنَحْنُ الْـجُنابُ
( المقامات الزينية / م . ص/ ص 303).
الشعر هنا من المتقارب التام
( فعولن فعولن فعولن فعولن// فعولن فعولن فعولن فعولن)
والتزم قبض التفاعيل، الثانية والرابعة والسادسة، والتشـريع جاء على التفعيلة السادسة ،
ولو أخذنا من الأبيات :
فَنَحْنُ الْغُيوثُ إِذا اسْتُنْجِعوا ** وَنَحْنُ الرَّبابُ
وَنَحْنُ الْعِقابُ وَنَحْنُ الْعُقابُ ** وَنَحْنُ الْعِذابُ
وَنَحْنُ الشَّرابُ وَنَحْنُ السَّرابُ ** وَنَحْنُ الْـحَبابُ
وَنَحْنُ الْـحِبابُ وَنَحْنُ الْـجَنابُ** وَنَحْنُ الْـجِنابُ
الوزن هنا لا يمكن وصله واعتباره مجزوء المتقارب ، لأن ( فعو/ جعوا) في البيت الاول تمنع ذلك،
وننظر الوزن على الصورة التالية
(فعولن فعولن فعولن فعولن// فعولن فعولن)
ونسأل، ماذا يمنع اعتبار الوزن شكلا يضاف الى أشكال المتقارب؟
[هو جائز أيضاً، ومثله في صناعة الموشحات موجود
وهو لا يخرج بمفهومنا على قواعد الأوزان]
وهذا مثال آخر:
كَأَنَّها جَنَّةُ الْـمَأْوى وَساكِنُها ** حورٌ حَوَتْ حُسْنَ أَحْكامٍ/ وَإِحْكامِ
لا يُخْفِضونَ نَزيعًا حَلَّ رَبْعَهُمُ ** بَلْ يَنْصُبونَ بِأَنْعامٍ / وَإِنْعامِ
فيها الْأَذانُ وَفيها لِلطِّعانِ مَعًا ** مُذْ يَعْرِفونَ بِأَعْلامٍ/ وَإِعْلامِ
لا يُسْبَقونَ إِلى الْعَلْياءِ إِذْ سَبَقوا** كُلَّ الْأَنامِ بِأَقْدامٍ/ وَإِقْدامِ
( المقامات الزينية / م . ص/ ص 574).
الابيات هنا من البسيط ( مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلُنْ / مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعْلُنْ)، والتشريع جاء على جزء من مستفعلن المتوسطة في الحشو :
كَأَنَّها جَنَّةُ الْـمَأْوى وَساكِنُها ** حورٌ حَوَتْ حُسْنَ أَحْكامٍ
لا يُخْفِضونَ نَزيعًا حَلَّ رَبْعَهُمُ ** بَلْ يَنْصُبونَ بِأَنْعامٍ
فيها الْأَذانُ وَفيها لِلطِّعانِ مَعًا ** مُذْ يَعْرِفونَ بِأَعْلامٍ
لا يُسْبَقونَ إِلى الْعَلْياءِ إِذْ سَبَقوا** كُلَّ الْأَنامِ بِأَقْدامٍ
(مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلُنْ //مستفعلن فاعلن مستفْ// فَعْلُنْ)،
ووزن العجز من أشكال (مقبول) حازم القرطاجني ،
وهو ما ينسب خطأ للدكتور عمر خلوف باسم ( لاحق خلوف)،
[اللاحق = مستفعلن فاعلن فاعلن
لم يدّع د.خلوف يوماً اختراعاً لهذا الوزن أو لغيره، وليست هذه النسبة (لاحق خلوف) من وضعه قط، وإنما نسبه إليه المشتغلون في العروض، نظراً لريادته في تسميته وتأصيله.
واسم اللاحق عندنا هو اسمٌ حصري لهذا الوزن. وهو اسم كان القرطاجني قد أطلقه على (المخلّع)، تمييزاً له عن مجزوء البسيط
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=132
ولم يقل د.خلوف: إن (مستفعلن فاعلن مستف) هو من وزن اللاحق، ولكنه عندنا من (المجتث)، وإن جاء ضرباً من ضروب اللاحق المقترحة (دون العروض).
ومن جهة أخرى؛ فالقرطاجني لم يجعل هذا الوزن من أوزانه، ]
والسؤال هنا ، ألا يمكن اعتبار الوزن الناتج بالتشريع شكلا من أشكال البسيط؟
[نعم؛ إذا اعتبرنا المجتثّ مجتثاً من البسيط
ولكن نظراً لاستقلال المجتث بنفسه عن البسيط فأنا أعتبر هذا الوزن (مستفعلن فاعلن مستف) من المجتث، لأنه يساوي: (مستفعلن فاعلياتن) ومثاله عندنا قول ابن معصوم:
ما هكذا يا منى قلبي ** يجزي أخو الحسن عشّاقهْ
نأيتَ والصبُّ في كَرْبِ** مبلبلَ القلبِ مشتاقَهْ
اِعطفْ فُديتَ على الصبِّ**لا ذقتَ في الحبّ ما ذاقَهْ]
————
وهذا مثال آخر:
لَـحاكَ اللهُ مِنْ عُمْرٍ عَميمِ ** تَقَضَّى بِالدَّميمِ/ وَبِالدَّميمِ
وَإِزْعاجي الْأَوابِدَ في الْفَيافي ** وَشُرْبي لِلذَّميمِ /مِنَ الذَّميمِ
وَتَقْريعِ الْقَريعِ مَتى لَـحاني ** وَتَـجْريعِ الْـحَميمِ/ مِنَ الْـحَميمِ
وَإِظْهارِ الْـمَساوي لِلْمُساوي** وَإيصالِ الرَّسيمِ/ إِلى الرَّسيمِ
وَإِتْحافِ الْـمَزايا بِالرَّزايا ** وَإِلْـحاقِ الْكَليمِ/ إِلى الْكَليمِ
وَخَوْضي لِلْمَناهي وَالْـمَلاهي ** وَفَتْكي في الظَّليمِ/ مَعَ الظَّليمِ
( المقامات الزينية / م . ص/ ص 590)،وللابيات تكملة .
الشعر هنا من الوافر
( مفاعلتن مفاعلتن فعولن // مفاعلتن مفاعلتن فعولن)،
مع استعمال العصب،
والتشريع وقع على جزء من (مفاعلتن) المتوسطة المعصوبة في الاعجاز :
لَـحاكَ اللهُ مِنْ عُمْرٍ عَميمِ ** تَقَضَّى بِالدَّميمِ
وَإِزْعاجي الْأَوابِدَ في الْفَيافي ** وَشُرْبي لِلذَّميمِ
وَتَقْريعِ الْقَريعِ مَتى لَـحاني ** وَتَـجْريعِ الْـحَميمِ
وَإِظْهارِ الْـمَساوي لِلْمُساوي** وَإيصالِ الرَّسيمِ
وَإِتْحافِ الْـمَزايا بِالرَّزايا ** وَإِلْـحاقِ الْكَليمِ
وَخَوْضي لِلْمَناهي وَالْـمَلاهي ** وَفَتْكي في الظَّليمِ
الوزن الناتج من التشريع
( مفاعلتن مفاعلتن فعولن // مفاعيلن فعولن)
باعتبار مفاعلتن الاولى في الاعجاز جاءت كلها معصوبة،
والسؤال، ماذا يمنع من عد هذا الوزن الناتج شكلا مستقلا يضاف الى الوافر ؟.
[عد إلى تعليقنا الأول]
قصيدة/ اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْـجَميلات/ محمود درويشجاءت القصيدة على بحر المتدارك ، دون التزام بعدد محدد للتفاعيل في كل بيت ، بل تراوح العدد بين (6 – 10 ) تفاعيل ، وقد التزم فيها التشريع كما في قصيدة سابقة له ، بفارق ان التقفية الأولى هناك، جاءت بعد التفعيلة الرابعة ، وهنا جاءت التقفية في تفعيلة العروض ، وننقل القصيدة ثم نسجل استنتاجنا :
(اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْـجَميلاتُ ** [ نَقْشُ الْكَمَنْجاتِ فـي الْـخاصِرَهْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الضَّعيفاتُ ** [ عَرْشٌ طَفيفٌ بِلا ذاكِرَهْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْقَوِيَّاتُ ** [ يَأْسٌ يُضيءُ وَلا يَـحْتَرِقْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْأَميراتُ ** [ رَبَّاتُ وَحْيٍ قَلِقْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْقَريباتُ ** [ جاراتُ قَوْسِ قُزَحْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْبَعيداتُ ** [ مِثْلَ أَغانـي الْفَرَحْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْفَقيراتُ ** [ كَالْوَرْدِ فـي ساحَةِ الْـمَعْرَكَهْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْوَحيداتُ ** [ مِثْلَ الْوَصيفاتِ فـي حَضْرَةِ الْـمَلَكَهْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الطَّويلاتُ ** [ خالاتُ نَـخْلِ السَّمـاءْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْقَصيراتُ ** [ يُشْرَبْنَ فـي كَأْسِ ماءْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْكَبيراتُ ** [ مانْـجو مُقَشَّرَةٌ وَنَبيذٌ مُعَتَّقْ]
اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الصَّغيراتُ ** [ وَعْدُ غَدٍ وَبَراعِمُ زَنْبَقْ]
اَلْـجَميلاتُ، كُلُّ الْـجَميلاتِ، أَنْتِ **إِذا ما اجْتَمَعْنَ لِيَخْتَرْنَ لـي أَنْبَلَ الْقاتِلاتْ
هنا يمكننا أن نعتبر صدور الابيات قائمة بذاتها ، واخر تفعيلة فيها مقطوعة (فاعِلْ) وهذا يوجب اشباع حركة التاء في كل منها ، ونسجل اوزان الاعجاز ، ففيها مجموعة من الاوزان ، وسبق ان قلنا في غير هذا المقام ، ان الوقف عند محمود هو علامة مقصودة ، وكما يقول هو (والوزن ليس واحدا، ولو كانت له العروض نفسها). نأخذ الان أعجاز ، لنرى الاوزان فيها .
[ نَقْشُ الْكَمَنْجاتِ فـي الْـخاصِرَهْ] – (مستفعلن فاعلن فاعلن) مقبول حازم=لاحق خلوف.
[ عَرْشٌ طَفيفٌ بِلا ذاكِرَهْ] – (مستفعلن فاعلن فاعلن) مقبول حازم=لاحق خلوف.
[ يَأْسٌ يُضيءُ وَلا يَـحْتَرِقْ] – (مستفعلن فَعِلُنْ فاعلن) مقبول حازم=لاحق خلوف.
[ رَبَّاتُ وَحْيٍ قَلِقْ] – ( مستفعلن فاعلن) سريع=مجتث.
[ جاراتُ قَوْسِ قُزَحْ] – ( مستفعلن فَعِلُنْ) سريع=مجتث/أو كامل أحذ.
[ مِثْلَ أَغانـي الْفَرَحْ] – ( مُسْتَعِلُنْ فاعلن) سريع=مجتث.
[ كَالْوَرْدِ فـي ساحَةِ الْـمَعْرَكَهْ] – (مستفعلن فاعلن فاعلن) مقبول حازم=لاحق خلوف.
[ مِثْلَ الْوَصيفاتِ فـي حَضْرَةِ الْـمَلَكَهْ] – (مستفعلن فاعلن فاعلن فَعِلُنْ).
[ خالاتُ نَـخْلِ السَّمـاءْ] – ( مستفعلن فاعلان) سريع=مجتث.
[ يُشْرَبْنَ فـي كَأْسِ ماءْ] – ( مستفعلن فاعلان) سريع=مجتث.
[ مانْـجو مُقَشَّرَةٌ وَنَبيذٌ مُعَتَّقْ] – (مستفعلن فَعِلُنْ فَعِلُنْ فاعلاتن).
[ وَعْدُ غَدٍ وَبَراعِمُ زَنْبَقْ] – (مُسْتَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلاتُنْ) مقبول حازم=لاحق خلوف.
[إِذا ما اجْتَمَعْنَ لِيَخْتَرْنَ لـي أَنْبَلَ الْقاتِلاتْ] – (فعولن فعولُ فعولن فعولن فعولن فعولْ) متقارب مجزوء.
لست أدري لمَ وقف الأستاذ مرعي على قوله: أنتِ، في السطر الأخير، وكان أولى به أن يقف على: (الجميلات)، ليتوافق السطر مع ما سبقه من سطور القصيدة
هل لأن كلمة (الجميلات) جاءت مكسورة التاء؟
أم أن الأستاذ أراد أن يشيد بتنويع درويش لأوزانه فيها كما يوحي بذلك قوله التالي
والسؤال : هل كان الشاعر يقصد هذا التنوع تحديدا
=لا أعتقد ذلك
سواء هنا ، أو في شعره السابق من هذا النمط ؟،
نحن نرجح هذا الامر ، ونرى انه قصده تحديدا ، اذ اراد ان ينوع كما نوع في الشعر الدائري وقصيدة الدائرة، وما يبرز كل ذلك هو علامة الوقف.
نشير إلى أن كلمة (الجميلات ) في الابيات وردت مع اثبات الهمزة (أَلْـجَميلاتُ)، والصواب كما أثبتناها.
تقوم قصيدة درويش على إيقاع (المتدارك): فاعلن فاعلن.. كما أشار الأستاذ مرعي
وهوالحمار (المَشاع) الذي بات يركبه كل شعراء التفعيلة، تخلياً منهم عن أجود خيول الشعر العربي، وأحصنته وحميره وبغاله.
ونظراً إلى أن درويش مهندس كلمات، فقد قرر في قصيدته هذه (والتي لم أفهم ما وراءها) أن يكرر ذلك الإيقاع في الجزء الأول من كل سطر (فاعلن فاعلن فاعلن فاعْ)، مما خلقَ شيئاً من إيقاع التشريع فيها..
والذي يستمع إليها بإلقاء شاعرها يجد أنه يقف على التاء بلا تحريك، لينتقل في بقية السطر إلى إيقاع مختلف عن إيقاع المتدارك هو إيقاع البحر اللاحق وما يتشقق عنه بزيادة (فاعلن) أو بنقصها..
ملاحظة:
لاحظتُ انتشار هذا الموضوع في عدد من المواقع الأخرى
فلا بأس من وضع هذه المداخلة هناك،
بارك الله بالجميع————-المشاركة الأصلية كتبها زاهية بنت البحر
قرأتْ عيوني الشعرَ عذبًا وارتوتْ—-نظراتُها مِن حسنِهِ الفتانِ
والدَّمعُ بينَ جفونِها فاضتْ بــــــــــــهِ—-بسماتُها تروي ظما العطشانِمع التحية للجميعزاهية بنت البحر
الأستاذة الكريمة بنت البحر
كعادتك دائما
أديبة متربعة على هرم الأدب و الشعر————بارك ربي فيكم جميعا إخوتي الكرام
اسمحوا لي بنقل هذا الموضوع إلى مدونتي لتعم الفائدة بإذن الله
أختكم
زاهية بنت البحر—————–
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?61163-ما-رأيكم؟&p=473814&posted=1#post473814
شكرا لجميع الأساتذة والقراء
رمضان أهلا بك شهر التقى والصلاح أسأل الله أن يجعلك هذا العام شهر خير وفلاح على أمة محمد عليه وآله وصحبه أجمعين . آمنين اللهم آمين
تحيتي لكل من شارك في هذا الموضوع