في كل ذات إنسانية نقاط مضيئة وأخرى معتمة، المضيئة مكشوفة له.. تمسك بيده وتمضي به بهدوء إلى مايشاء.. يصل بسلامة وسلام دون أن تعترض طريقه عثرات قد تودي به إلى مصير مجهول في الدنيا وما يدرينا أين سيكون مستقره في الآخرة؟ ليس أجمل من المسير في النور والقلب مطمئن، مرتاح، ينعم بسعادة لأنه يرى بعينيه كل ما في الطريق.. لاشي يخيفه، ينهش لبَّه بعقدة الذنب على ماأسلف في حياته من سوء.. حتى الكفيف؛ يرى ببصيرته مادام ينوي المسير في النور؛ أما المخلوق الآخر الذي يمشي في الظلام انعكاسا لما في نفسه المتمسكة بالخطيئة؛ التي سوَّدت على قلبه؛ فما أتعسه من مخلوق سمع بأذنيه، ولكنه لم يستمع لما فيه نجاته من خزي الحياة الدنيا، ولهيب النار يوم المثول أمام رب جبار؛ حذرنا من لقائه يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى ربه بقلب سليم.
واه لمن عرف ثم حرف، وويل لمن بخس الناس حقوقهم، سرق ونهب.. زهق الأرواح، والنساءَ اغتصب.. مشى في الأرض فسادا ومات ولم يعترف بذلك، ولم يعتذر كي يسامحه الآخر، فحقوق العباد يحاسب الله عليها الإنسان قبل حقوق الرَّبّ.