Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)49

0

وهي في الطريق قبيل انتهاء ساعة المشي  اليومية في الجزيرة، أحست سراب بإرهاق شديد، وألم في أسفل بطنها، طلبت من عادل أن يعودا إلى البيت لعدم استطاعتها متابعة السير فأقفل عائدا إلى الدار.

استلقت في فراشها بعد تناول كأس من مغلي الكمون أحضرته لها درة التي اطمأنت عليها، وتأكدت بأنها بخير، وأن الإرهاق ليس نذيرا بقرب موعد الولادة، فمازال أمامها أيام لحين ذلك الموعد.

استسلم عادل لنوم عميق وغفت سراب بينما كانت  حماتها على وشك الاستغراق بالنوم عندما سمعت الباب يقرع بشدة.

نهضت مفزوعة.. اتجهت إليه مسرعة يفترس قلبها ألف هاجس.. فتحته.. فوجئت بالقادمة الصغيرة في هذه الساعة المتأخرة من الليل..

–         مروة ما بك يا ابنتي.. ادخلي؟

تجيبها باكية

–         أبي يا خالة يحتاج طبيبا.

وعندما خرج الطبيب من غرفة أبي سراب قال لعادل:

–         اطمئن، عمك بخير، لم يفقد الذاكرة،.

– مالذي جعله ينسىى ويرتعش؟

ما حصل له اليوم من نسيان بعض الأمور وارتعاش يديه كان بسبب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.. سيتحسن عندما نخفِّض نسبة ارتفاعه.

–         تقول امرأة عمي إن نومه بات قليلا وأحيانا يبدو مكتئبا حزينا، وكما قالت بدأت تظهر عليه عادات جديدة، كالنوم المتقطع لفترات قصيرة في النهار.

–         هذا بسبب التقدم بالسن، ويصيب الكثيرين من الشيوخ.

–         ما علاجه ياحكيم؟

–         سأصف له الدواء المناسب، وعليكم مساعدته بممارسة بعض التمارين الرياضية المناسبة لسنه، وانتظامه بأوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ خاصة، وأن يجلس في الضوء، و ومهم جدا أن يتعرض للشمس خاصة بعد العصر، والتقليل من المنبهات بشكل عام وفي المساء بشكل خاص، وعدم استخدام الحبوب المنومة التي قد توقف تنفسه وهو نائم.

عندما فتحت له الباب رأته مهموما سألته:

–         ما به عمك يابني؟

أخبرها بكل شيء..

–         مسكين أرجو أن يجتاز محنته بإيمان وثبات، وسيشفى بإذن الله  إن هو التزم بتعليمات طبيبه.

–         أين سراب؟

–         لم تزل نائمة، لم أوقظها… غدا نخبرها بالأمر.

–         خيرا فعلتِ، بارك الله فيك يا أمي.

–         اسمع قبل أن أنسى.. زيت السمسم مفيد لارتفاع ضغط الدم إن هم استخدموه في طعامه لشهرين، ويقلل نسبة الكولسترول في الدم.

–         أم عادل.. هل أصبحت طبيبة شعبية؟

–         هذه خبرة أجيال يا بني.. هكذا كان آباؤنا وأجدادنا يفعلون وكانوا يعمرون كثيرا.

قبل مغادرة سراب المنزل إلى بيت أهلها ناولتها درة قنينة فيها زيت السمسم، وأوصتها بأن يطبخ طعام والدها به، وألا يدخل السمن والدهون في طعامه متمنية له الشفاء العاجل.

لم تستسغ والدة سراب وصفة درة الشعبية، فوضعت قنينة الزيت في إحدى خزائن المطبخ بينما رحب والدها باقتراح أم عادل، ولكن الكلمة النهائية في هذا الشأن تظل لزوجته خاصة فيما يتعلق بصحته مالم يصف الطبيب الدواء ويُشترى من الصيدلية.

جلست سراب مهمومة.. مغمومة، حزينة لما أصاب والدها، وراحت تستعرض شريط حياتها معه منذ الطفولة فالشباب حتى  وقتها الراهن.

كان أبا مثاليا أحب بناته حبا كبيرا وبادلوه حبا بحب أكبر، لم تستطع تصور أن يصيبه مكروه.. بكت.. اقترب منها عادل.. طمأنها وهو يمسح دموعها بأصابع يده، وحذرها من شدة الانفعال حزنا كي لا يؤثر ذلك عليها وعلى الجنين فهي مقبلة على الولادة التي قد تحدث في أي وقت..

حاولت سراب الترويح عن نفسها خوفا على جنينها الذي سيرى النور قريبا، لكنها فشلت فهي تحب والدها، وترفض تقبل أمر مرضه رغم أنه طمأنها وقال لها:

–         أنا بخير ياابنتي، اهتمي بنفسك، أريد رؤية حفيدي بصحة جيدة، فلا تزعجيه وإلا اشتكاك لجده.

بقلم

زاهية بنت البحر

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: