Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

قراءة نقدية في قصيدة كأس من الشعر / بقلم الشاعر يسين عرعار

8
قصيدة :-

كأسٌ من الشِّعر

صببتُ شهدا بكأسِ الشِّعرِ فانبَجَسَتْ
منهُ الينابيـعُ حُسْنـا نـورُهُ سَطعـا
يسقي العطاشَ روا من فيضِ منهلِـهِ
مـا عبَّـهُ خافـقٌ إلا بـهِ انتفعـا
آهٍ من الشِّعرِ عبـر البحـرِ يُبعدنـي
عن كلِّ شيءٍ، سواهُ القلبُ ما رضعا
منذُ الطفولةِ أسمـى الحـبِّ علَّمنـي
ما خاضَ في باطـلٍ، للهِ قـدْ ركعَـاِ
ما أجملَ الحـرفَ مزهـوًا بروعتِـهِ
رمحيَّ قـدٍّ بوَقـدِ الفكـرِ مندفِعـا
أرنـو إليـهِ بقـلـبٍ لا يُفـارقُـهُ
حبُّ التغلغلِ في أعمـاقِ مـا سمِعـا
يُعانقُ السِّحـرَ، بالأهـدابِ يحضنُـهُ
ويلثمُ الثغر وِسْعَ الشِّعرِ مـا وسِعـا

شعر
زاهية بنت البحر
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

—————————-

قراءة نقدية في قصيدة كأس من الشعر
بقلم الشاعر يسين عرعار

———————————

الحلقة الأولى

الشاعرة زاهية بنت البحر
تقع في قبضة الشعر و القصيدة

بين الحقيقة و الخيال ، بين اللذة و الألم ، بين الشعر و الحلم ، تغرق الشاعرة زاهية بنت البحر في قبضة الشاعرة و تقع الذات في قبضة الشعر و سجن القصيدة لتدخل بعفوية الشاعرة دون سابق إنذار إلى محرابها الإبداعي لتروي ظمأها النفسي و الوجداني بقطرات شعرية و إذ بها رهينة في مملكة الشعر تحاصرها الكلمات و تغتالها المعاني في أرقى الصور الجميلة انطلاقا من مفتاحها السحري( كأس من الشعر )،لكنه بحر من الإبداع و السفر في عوالم السباعية الرائعة التي شكلت بها تحفة أدبية أنيقة و بطاقة تعريف لهوية الشعر صادرة عن وجدانها المتزن مع العقل لحظة انفلات السباعية المبنية على كثافة الصور الشعرية العميقة بعمق دلالاتها على مستويات عديدة تتوج الشاعرة ملكة على عرش القصيدة في موكب شعري تتصافح فيه الكلمات والمعاني و تتسامي فيه المشاعر والأحاسيس و يغرف من التصوير القرآني و مفرداته ، فهي تمضي بشاعريتها المتدفقة صوب الاعتراف عند سلطة العاطفة و تعلن أنها إنسانة شاعرة ، تضع نفسها بين أطراف الزمان و تخضع لظروف محيطة بروحها و بنفسها و بعقلها ، فعاطفتها تتماوج بين التأمل و التداعي والتمني لتذهب الشاعرة زاهية بنت البحر إلى أبعد نقطة من التركيب الخيالي و التشكيل الصوري لترسم صورة حية ذات مبنى و معنى من خلال سياقاتها (صببتُ شهدا – فانبجست – الينابيـعُ – يسقي العطاشَ – فيضِ منهلِـهِ – آهٍ من الشِّعرِ – سواهُ القلبُ ما رضعا…) فالشاعرة تعبر في سياقاتها عن حلاوة الشعر و عنصر المفاجأة لحظة الانبجاس و مرارة المأساة و معاناة الذات المتورطة في بناء الحياة الدرامية المليئة بالشعر والشاعرية و الحس والشعور و آثار الهزيمة أمام الشعر في قولها ( آهٍ من الشِّعرِ ) ليزداد جنونها الإبداعي لحظة اللاوعي معلنة عن ذوبانها في القصيدة وانغماسها في الشعر لتذوب نهائيا في الكأس مع الشعر رامية جسور التلاقي مع الطفولة الملأى بالبراءة لتعلن ميلاد الشاعرة داخل الشاعرة و تكبر الإنسانة في روض الكلمات و الحروف و سحر المعاني ساقية قلبها عطر الشعر و ما يحويه من درر الجمال .

الحلقة الثانية
هوية الشاعرة زاهية بنت البحر في معسكر الشعر
———————————-
اللوحة الأولى من القصيدة

————————
صببتُ شهدا بكأسِ الشِّعرِ فا نبَجَسَتْ
——- منهُ الينابيـعُ حُسْنـا نـورُهُ سَطعـا
يسقي العطاشَ روا من فيضِ منهلِـهِ
——- مـا عبَّـهُ خافـقٌ إلا بـهِ انتفعـا
آهٍ من الشِّعرِ عبـر البحـرِ يُبعدنـي
——- عن كلِّ شيءٍ، سواهُ القلبُ ما رضعا
منذُ الطفولةِ أسمـى الحـبِّ علَّمنـي
——- ما خاضَ في باطـلٍ، للهِ قـدْ ركعَـاِ

——————————
الحلقة الثالثة

الشاعرة زاهية بنت البحر تستسلم لشاعريتها أمام جمال الحرف و شهد الشعر
——————————
ما أجملَ الحـرفَ مزهـوًا بروعتِـهِ
——- رمحيَّ قـدٍّ بوَقـدِ الفكـرِ مندفِعـا
أرنـو إليـهِ بقـلـبٍ لا يُفـارقُـهُ
——- حبُّ التغلغلِ في أعمـاقِ مـا سمِعـا
يُعانقُ السِّحـرَ، بالأهـدابِ يحضنُـهُ
——- ويلثمُ الثغر وِسْعَ الشِّعرِ مـا وسِعـا
———————–
لوحة مميزة من السباعية الرائعة تقف فيه الشاعرة موقف المحب المندهش المعترف بهزيمته أمام سحر الحرف و حسن الشعر بعد أن ودعت مراسيم الاكتشاف غير العادي و أبحرت في بهو القداسة الشعرية و تهويمة الكلمات معبرة عن جمال الشعر مستسلمة لفاتحة النزيف الروحي الطالع من الذات ، معانقة فيضا من الكلمات ذات الدلالات العميقة ، مختارة أروع المعاني في التصوير الأدبي الفني : –

ما أجملَ الحـرفَ مزهـوًا بروعتِـهِ
——- رمحيَّ قـدٍّ بوَقـدِ الفكـرِ مندفِعـا
فالشاعرة زاهية بنت البحر جالت في مملكة القصيدة و معسكر الشعر بشاعريتها المتميزة و كلماتها ذات الذوق الرفيع باحثة عن المزيد من الحب لسحر الحرف بعيدا عن الإيحاء لتتصاعد الشاعرية و تجعل القارئ يستمتع بفن الشعر و مع ذلك فالشاعرة لم تقف عند هذا الحد بل ذهبت إلى أبعد من ذلك مطاردة غربتها الوجدانية ، مزيلة وشاح الصمت عن بوحها لتخصص مساحة للأنا محددة رؤيتها بالبصيرة في البيت الشعري الأنيق : –
أرنـو إليـهِ بقـلـبٍ لا يُفـارقُـهُ
——- حبُّ التغلغلِ في أعمـاقِ مـا سمِعـا
هكذا شد الحرف الشاعرة زاهية بنت البحر و شدت هي بدورها ذائقة القراء لحرفها في نغم موسيقي شعري أنيق ختمته ببيت لا يقل عن سابقيه من الأبيات جمالا تذوب فيه الشاعرة ليحيلنا على المفتاح الذي اختارته لقصيدتها ( كأس من الشعر ) راسمة معالم القصيدة بمفردات قوية مبنية متماسكة تدور في حيزها لتمد جسور التلاقي بين المعاني من خلال البناء القصيدي و التشكيل الفني للقصيدة لتجسد التقاء العنوان ( كأس من الشعر ) بالسباعية الرائعة في بيتها الأخير راصدة فيه كل معاناتها النفسية في منتهى الجماليات الأدبية : –
يُعانقُ السِّحـرَ، بالأهـدابِ يحضنُـهُ
——- ويلثمُ الثغر وِسْعَ الشِّعرِ مـا وسِعـا
بيت شعري جميل رسمته الشاعرة زاهية بنت البحر بفعل الحالة الشعورية حيث جاء في تشكيل المعمار الشعري تحفة فنية ممزوجا بمعاني الجمال من التعبير الأدبي الراقي و سحر الكلمة وبلاغة فن القول .
الحلقة الرابعة
جمالية اللغة في قصيدة ( كأس من الشعر )
تميزت لغة الشاعرة زاهية بنت البحر بالجمال لاستيعابها أشكال التعبير اللغوية المختلفة فهي لغة ذات قيم جمالية و دلالية متفاوتة ، فالتركيبة اللغوية عميقة عمق التفكير و مؤثرة تأثير الشاعرية حيث جاءت بعيدة عن الأنساق المشهورة في الجملة العربية الخاضعة لقواعد نحوية و صرفية ،و قد اعتمدت فيها الشاعرة الدلالة الصوتية و جزالة اللفظ و المعنى لتؤثر بذلك على النسيج اللغوي تأثيرا مباشرا امتزجت فيه الشاعرية باللفظ ليصنع موهبة موسيقية جديدة تحملها الكلمة ذاتها بعيدة عن غنائية الشعر و موسيقى الخليل .
إن طبيعة الاختيار للغة الشعرية الأنيقة ظهرت في النسق الأسلوبي الرائع من حيث اختيار المفردات ( sélection ) الذي يدل على ثقافة الشاعرة و قوة لغتها و حسن انتقائها و توظيفها لرصيدها اللغوي المخزن في الذاكرة توظيفا سليما تتحرك على إثره المفردات في حركة أفقية راصدة لكل مفردة مكانها المناسب أثناء التوزيع ( distribution ) على خارطة نص القصيدة في بناء الجمل و هذا دليل على قوة إبداعها الفني في الخلق و الإبداع و تحقيق الدلالات من خلال التقديم و التأخير في بناء الجمل ليضاعف من طاقتها الإبداعية فترصد جمالية الشعر من خلال المعنى بعيدة عن التعقيد اللفظي .
اتصلت جمالية اللغة في قصيدة الشاعرة بالذوق الذي فطمت عليه الشاعرة لتحقق الانسجام بين المفردة و المعنى و المبنى و الشاعرية موظفة مجموعة الاستعدادات ( الإدراك الحسي – التصور – التخيل …) و مجموعة الدوافع ( المؤثرات و دواعي الكتابة …) فجاءت عملية تداعي المعاني – وهي من العمليات العقلية – مؤثرة في الإنتاج الأدبي لأنها هي الأساس النفسي للأساليب البيانية من تشبيه و استعارة و كناية و بالتالي نجد أن المفردة الموهوبة المنتقاة على اتصال بالجانب النفسي للشاعرة زاهية بنت البحر .
الحلقة الخامسة
محطات خالدة في قصيدة ( كأس من الشعر )
 ——————————–
من خلال القراءة النقدية لقصيدة ( كأس من الشعر ) نلمس ما يلي :-
– كثافة الصور الشعرية العميقة و جمالية الخيال الشعري .
– كيمياء اللغة الأدبية الراقية الدالة على المخزون اللغوي في ذاكرة الشاعرة .
– معاناة الذات المتورطة في الدراما الشعرية و الشاعرية و الشعور و الإحساس .
– النسق الأسلوبي الرائع من حيث اختيار المفردات و توزيعها على خارطة النص .
– الموهبة الموسيقية للمفردة المنتقاة .
– النزيف الروحي الطالع من عمق الشاعرة .
– تحقيق الدلالات من خلال التقديم و التأخير في بناء الجمل .
– حضور الصورة القرآنية في الكتابة الشعرية .
خاتمة
هكذا تصنع الشاعرة زاهية بنت البحر نكهة القصيدة في أرقى درجات الشاعرية و الحس المرهف ، لتمد جسور الإبداع إلى أبعد الحدود مع التصور الشعري لتعلن الشاعرة الرابضة بداخل زاهية بنت البحر عن إنسانية الشاعرة و حالتها النفسية و مدى توهج الصدق في أداء رسالتها الفنية و الإبداعية لتقدم للجمهور قصيدة ( كأس من الشعر ) وهي بذلك تضيف إلى الشعر العربي أبياتها الرائعة لتعتلي منصة التتويج بهذا الإنجاز الثمين .
و كلمتي الأخيرة / هنيئا للشاعرة زاهية بنت البحر
و أدام الله موهبتها و أدبها الراقي .
و أرجو أن أكون قد وفقت في هذه القراءة النقدية المتواضعة .

—————–

إمضاء الشاعر
يسين عرعار

هوية الشاعرة في معسكر الشعر

– تسافر الشاعرة بأروع نفسها الشعري إلى شواطئ الكلمة الراقية و الحس الجميل لتعبر عن العلاقة بين الشهد والشعر والينابيع مؤكدة قوة الشهد في صنع الجمال متكئة على الدلالة المعنوية و الصورة القرآنية بكلمة (فانبجست) وعلاقتها ب( الينابيع ) و الحسن و النور الساطع ، لتواصل في التداعي الجميل ( يسقي العطاش روا من فيض منهله ) فالعلاقة بين ( الشهد ) و (فيض منهله ) علاقة وطيدة أسست لها الشاعرة بجملة ( يسقي العطاش روا) لتكتمل الصورة عند قولها (ماعبه خافق إلا به انتفعا ) ، حيث ترصد الشاعرة كل محفزات و مؤسسات القول الشعري لتلتصق هوية الشاعرة بالبناء القصيدي في بدايته متغلغلة في ثنايا الوجدان بحرارة شاعرية في عمق الذات المتوهجة بطعم الجمال و احتواء الكلمه في معسكر الشعر بعيدا عن التصنع لتحجز لنفسها مساحة في حيز القصيدة و الاشتهاء الممزوج باللاوعي فتتصاعد درجة الشاعرية بالتوازي مع هوية الشعر في صور جميلة أقرب إلى الصوفية لتتوقف في عجز البيت الثاني عند نتيجة حتمية صنعها النفس الشعري منذ الانطلاق و النسق الأسلوبي الجميل باختيار كيمياء المادة الشعرية و توظيفها توظيفا عقليا محققا عاطفة الشاعرة المنغمسة في بحر القصيدة جاعلة من هويتها روح القصيدة في حد ذاتها من خلال قولها ( مـا عبَّـهُ خافـقٌ إلا بـهِ انتفعـا ) فالتزاحم و الترابط بين الكلمات و دلالاتها (الشهد – الشعر – انبجست – الينابيع – نوره سطعا – يسقي العطاش – فيض منهله ……إلى غاية الوصول إلى النتيجة في قرارة ذات الشاعرة – ما عبه خافق إلا به انتفعا ) جعل الكلام مميزا في التركيب والبناء والتطابق بين مشهد الشعر وعلاقته بالنبض و الروح و بين مشهد الشهد و حلاوته و نفعه ، فالشاعرة أبدعت في صورة الشعر و صورة الشهد فجاء البيتان في كثافة من الصور الشعرية الجميلة ولو اخترنا عنوانا للبيتين لكان ( الشهد و الشعر ) أفضل عنوان للبيتين الجميلين .
– بعدها فسحت الشاعرة زاهية بنت البحر المجال الواسع و أطلقت العنان لبوحها لتعترف بالهزيمة أمام شاعريتها بقوة الشعر في قولها ( آه من الشعر عبر البحر يبعدني ) حيث انتقلت إلى مشهد جديد و هو مشهد ( الشعر و البحر ) ، و البحر من دلائل عظمة الله و قدرته ، فالشاعرة في ذاتها المخضبة بالكلمة و الشعور و جمال البحر محددة هويتها في معسكر الشعر بقولها ( عن كلِّ شيءٍ، سواهُ القلبُ ما رضعا ) ، فانتصار ذات الشاعرة جاءت حين اعترافها بالشعر الذي انتصر عليها منذ الرضاعة لتؤكد مبعث هويتها فالشاعرة تفتح شبابيك قلبها معلنة عن ميلاد الشاعرة منذ الطفولة مصرحة بذلك في صدر البيت الرابع من القصيدة ( منذُ الطفولةِ أسمـى الحـبِّ علَّمنـي ) ، حيث يؤرقها فضل الشعر منذ الطفولة في يقظة الحب و القداسة مجسدة مشهد ( الشعر و الطفولة ) لتختم الشاعرة البيت الرابع بوضع تأشيرة الختم على هوية الشعر في وجدانها و عقلها متمسكة بالحق مبتعدة عن الباطل راكعة لله في قولها ( ما خاضَ في باطـلٍ، للهِ قـدْ ركعَـاِ ) ، فبطاقة هوية الشاعرة زاهية بنت البحر موجودة في قصيدتها من خلال أبياتها الشعرية الراقية .

 

8 thoughts on “قراءة نقدية في قصيدة كأس من الشعر / بقلم الشاعر يسين عرعار

  1. zahya12 Post author

    تعليقات
    zahya12, on مايو 16, 2010 at 12:46 ص said: تحرير التعليق
    ماشاء الله تبارك الرحمن
    عمل إبداعي جميل
    جعله الله في ميزان حسناتك
    أخي المكرم شاعرنا المبدع والناقد المجيد يسين عرعار
    ألف شكر لك، وكل التقدير
    أختك
    زاهية نت البحر

    الرابطة العالمية لشعراء نورالأدب :خلية النقد

    http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?p=72481#post72481

    Like

  2. zahya12 Post author

    يسين عرعار, on مايو 16, 2010 at 6:51 ص said: تحرير التعليق
    أختي الفاضلة
    زاهية بنت البحر

    هنيئا لك , و دمت شاعرة
    و أدام الله نعمة الإبداع الجميل .

    ———-
    تحيتي و تقديري
    أخوك الشاعر
    يسين عرعار
    الجزائر

    Like

  3. zahya12 Post author

    رد
    zahya12, on مايو 28, 2010 at 10:53 م said: تحرير التعليق
    بارك ربي فيك ورعاك أخي المكرم يسين عرعار
    شكرا لك على هذه القراءة الرائعة والذوق الراقي
    أختك
    زاهية بنت البحر

    Like

  4. zahya12 Post author

    قراءة حقيقة رائعة للأستاذ الشاعر والناقد المُجيد يسين عرعار
    أعود لأشكرك على هذا الإبداع آملة أن أقرأ لك إبداعا آخر لإحدى قصائدي.
    كل الشكر والتقدير لك.

    Like

Leave a comment

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.