عندما صحت من البنج تلفتت حولها، كانت عينا أمها الذابلتان أول من قابلت عينيها، مدَّت إليها يديها المرتجفتين والكلام يخرج متقطعًا من بين شفتيها المتشققتين، همست بصوت مرتجف: لاتتركي لهم شيئًا من دمٍ، ولا جلدٍ، ولادهن شفط ولاأرنبة أنف.. خذيها كلها وادفنيها في مقبرة العائلة حسب مايقتضيه الشرع، واكتبوا على القبر..
قاطعتها أمها في محاولة لإسكاتها خجلا من الممرضتين اللتين كانتا تشرفان عليها: اطمئني ياابنتي لقد قام والدك بذلك قبل أن تصحي من البنج ويخبرنا الدكتور بنجاح عملياتك التجميلية.
همست إحدى الممرضتين في أذن زميلتها تسألها: هل تقصد مقصوصات جسدها الملقاة في صندوق القمامة؟
بقلم
زاهية بنت البحر