Mryam M.Y

Just another WordPress.com weblog

ياصحبةَ الرُّوحِ

4

هذه هي بصمتي التي دخلت بها الحياة الأدبية وأملي بالله ألا أحيد عنها
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

ياصحبة الرُّوحِ إنَّ البعـدَ  سهَّدَنـا

بعدَ الفـراقِ فهـلْ عُدْتـم للقيانَـا

 

كانَ الزَّمانُ بنـا يزهـوْ  برفقتِكُـمْ

والنَّفسُ تسجـدُ للرَّحمـن عِرْفانَـا

 

حَنَّ الفُـؤَادُ لكـمْ والبعـدُ  عذَّبَـهُ

لاكانَ بعدًا رَمَى في القلـبِ  نيرانَـا

 

إنَّ الأحبَّـة رُغـمَ  الهجرِماوَهنُـوا

وما أضَاع النَّـوى أحْبـابَ موْلانَـا

 

تقزّمَ الحـبُّ فـي دنيـا  مخادعـةٍ

والدينُ طالت بـه الديمـاتِ دنيانـا

 

 هَذِي المـآذنُ بالإيمـانِ عامـرةٌ

مـؤذِّنُ الفجْـرِ للخيـراتِ  نادانَـا

 

يَامَنْ مَرَرْتُمْ علَى صَحْرَائِنـا مَطَـرًا

سَلام ربِّيْ بكُـمْ قـدْ جـاءَ  ريَّانـا

 

 فـإنْ سمعْتُـمْ وعدْتُـمْ  لا نعاتبُكُـمْ

بلْ نفرشِ الأرْضَ بالتَّرحِيْبِ  رَيْحاَنَا

 

 نبضُ الحنينِ إلَى شعبيْ إلَى وطنِـي

حُبٌّ أناجـي بـه أرْضَـاً  وسُكْانَـا

 

في القلبِ منبعُه بالهمـسِ  أسمعُـهُ

في الشِّعرِ أكتبُـهُ للمجْـدِ  عُنوانَـا

 

حُبٌّ أحسُّ بـهِ دفقَـاً بـلا  حُجُـبٍ

وقـدْ نعِمْـتُ بـهِ أرضـاً وخلانـا

 

إنَّ الأمُومَةَ في الإسـلامِ مُكْرَمَـة 

ترباً وثدياً بهـا الرَّحمـن أوصانـا

 

تحْنُـوْ علينَـا بعطْـف  لا يُفارِقُنَـا

دفْءُ القلوبِ بهِ قـدْ شـعَّ نورَانَـا

 

حُـبٌّ تألَّـقَ لـمْ تُطْفَـأْ  كواكبُـهُ

وقدْ شَبَبنا بـذاكَ الحُـبِّ  فرسَانَـا

 

لمْ نخْشَ ساحَ الوَغَى يومَ اللقاءِ وإنْ

بعدَ الهنـاءِ رَمَـى همَّـاً وأحزانَـا

 

وقدْ حَملنا حنـوطَ المـوتِ تذكِـرَةً

كمَا طلَبْنَـا بطـونَ الطَّيـرِ أكفانَـا

 

إنِّـي أمَـجِّـدُ أنسـابـاً لأمَّتـنـا

أكرِمْ بشعبٍ لنا مَـا ضَـلَّ أو هَانَـا

 

صَبرٌ وما الصَّبرُ ذ لٌ في شريعَتِهِـمْ

وما اسْتكَا نُوا لظلـمٍ دكَّ أوْطانَـا

 

هُمْ أولياء لحقِّ الدَّهْـرِ مِـنْ زَمَـنٍ

مِنْ عَهْدِ آدَم حتَّـى بعـثِ  موتانَـا

 

فإنْ أرادُوا لصوتِ الحَقِّ مِئْـذنَـة 

صَارَ الغَمَامُ لهُمْ صَرْحَـاً  وأرْكَانَـا

 

الرَّافِعُـونَ بـحُـبِّ اللهِ  رايتَـهُـمْ

الزَّارِعُوْنَ لخيْـرِ النَّـاسِ  بُستانَـا

 

المُوْجـدُوْنَ إذا حَلَّـتْ بهِـمْ مَحَـلٌ

منْ غابة الوحشِ أنعامَـاً  وألبانَـا

 

الذَّابحُـوْنَ علـى عُسْـرٍ ومَيْسَـرَة

فازَ السَّخَـاءُ بهِـمْ كفـاً وخِـلانَـا

 

المُوْقِدُوْنَ لأجـلِ الضَّيـفِ  نارَهُـمُ

ما أطفئَـتْ نارُهـم بُخْـلاً ونُكْرَانَـا

 

هَزُّوْا العُرُوْشَ وطالُوا النَّجْم  مُتَّقدَاَ

بالشِّعْرِ حِيْنـاً وبالرَّايَـاتِ  أحْيَانَـا

 

مَاخانَ منهُـمْ كريـمٌ عهـدَه أبَـدَاً

بل زادَهُ العهدُ بالإخلاصِ إيمانا

 

صَانُوا الجوَارَ وزَادُوْا مِنْ  مآثرِهِـمْ

يا فخرَ مجْدِي بهِـم شِيْبـاً وشُبَّانَـا

 

تلكَ الحَقائِقُ لا تخفَـى علَـى  أحَـدٍ

خيرُ الأنامِ بهمْ قـدْ جـاءَ  بُرْهَانَـا

 

سَـلامُ ربِّـيْ علَـى طَـه وأمَّتِـه

ماصَانَ ربِّيْ علَى الأزْمَـانِ  قرآنَـا

 

يا قارِئَ الذِّكـرِ أمْعِـنْ فِـي تدبُّـرِهِ

لا تعـشَ عينـاً ولا تعتـلَّ آذانَــا

 

تَـرَ الحَيـاةَ بهـدْيِ الله خاشِعَـةً

وتسمع الطَّيـرَ بالتَّسبيـحِ نشوانا

 

فإنْ وعيْتَ بـأنَّ الذِّكـرَ مدرسـةٌ  

فاسْجُدْ لمَنْ بالهُدَى والحَـقِّ ربَّانَـا

شعر

زاهية بنت البحر

 

 

 

 

 

 

 

4 thoughts on “ياصحبةَ الرُّوحِ

  1. zahya12 Post author

    قصيدة مضمّخة بنفحات نورانية إيمانية ، فيها من الحس الصادق ، والتشبث بالأصالة ، والاعتزاز بالانتماء إلى العرب نسبا وإلى الإسلام دينا ، قدر كبير وحظ وفير ، فاختيارها للبحر (البسيط) الذي يعطي الشاعر مساحة تكفي للبوح والاسترسال في التصوير ، فمرونة (مستفعلن وفاعلن ) ثم جعل القافية (فعْلن) مع تمديد في النون ، هذا الروي الهادئ الخفيف ، الذي أضفى على أبيات القصيدة حيوية الحركة ، فجعل الأبيات تنساب في تناغم مموسق بحرفية عالية … فالشاعرة ـ زاهية بنت البحر ـ تملك قاموسا لغوية ثقيلا ! أضف إلى ذلك تمكنها الجيد من السياقات الفصيحة ، وقدرة هائلة على استدعاء موروثاتنا الثقافية العربية والإسلامية ، فكانت تغرف منها بالقدر الذي يفضي إلى تقوية المعاني وتوضيح الصور ، مع حسن اختيار للألفاظ التي لا تتنافر حروفها حتى تحافظ القصيدة على موسيقاها الخارجية لما لتلك الديباجة من وقع حسن على الأسماع ، دون أن تهمل الإيقاع الداخلي للقصيدة ، فسلامة القصيدة عروضيا أمر يُحسبُ للشاعرة ، ويؤكّد للقارئ حرص الشاعرة على إخراج القصيدة في أبهى حلة وأعذب لحن !

    وقبل أن أختم لي بعض الملاحظات البسيطة أوجزها كالآتي:

    1 ـ في البيت 18 تقولين:

    صَبـرٌ ومـا الصَّبـرُ ذ لٌ فـي شريعَتِـهِـم ْومـا اسْتكَـا نُـوا لظلـمٍ حَــلَّ أوْطـانَـا

    فـ (حلّ أوطانا) وجدتُ تركيبه غريبا بعض الشيء ، لأننا نقول (حللت بالمكان) لا حللتُ المكان؟ ولو أدخلت الباء لاختلّ الوزن طبعا ولتغيرت حركة الروي من نصب إلى جرّ ! لذلك تجرّأتُ أن أقرأ البيتَ هكذا:

    صَبـرٌ ومـا الصَّبـرُ ذ لٌ فـي شريعَتِـهِـم ْومـا اسْتكَـا نُـوا لظلـمٍ دكّ أوْطـانَـا

    وهكذا يكون صبرهم أشد من الأول ، لأن حلول الظلم بأوطان ليس كدكّها ! ولا يكون الصبر شديدا إلا إذا كانت المصائب أشد !

    2 ـ وجا في البيت 22 قولك:

    المُـوْجـدُوْنَ إذا حَـلَّـتْ بـهِـمْ مَـحَــل ٌمـنْ غـابـة ِالسَّـبـعِ أنعـامَـاً وألبـانَـا

    وجدتُ تسكين (باء) السّبُع يوحي بمعان أخرى ، فاللفظ أقرب إلى العدد منه إلى المعنى المقصود أصلا ، لذلك أحبّذ استبداله بـ (الوحْشِ ) أو (الأ ُسْدِ ) فيكون المعنى أسلم!

    3 ـ وتقولين في البيت26 :

    مَـاخـانَ منـهُـمْ كـريـمٌ عـهـدَه أبَــدَاً فالحُـرُّ يأبَـى جُـحُـودَ العَـهْـدِ كُفـرَانَـا

    فلفظة جحود غير مألوفة على هذا النحو ، وإن كان يجوز لك ذلك باعتبار الوفاء بالعهد (نعمة) فالذي يخون العهد جحد نعمة الوفاء به ! والشيء الذي أضعف البيت أكثر وجود (كفرانا) فلم أتمكّن من القبض على المعنى واللحاق بالصورة الكلية للبيت !

    4 ـ وفي البيت 31 تقولين:

    تَــرَ الحَـيـاة َبـهــدْيِ الله ِخـاشِـعَـة ًوتسـمـع الطَّـيـرَ بالتَّسبـيـحِ يَغشـانَـا

    وجدتُ أن( نا) في يغشانا لم تؤدي الغرض وجاءت مُقحمة فشوشت قليلا صفاء الصورة في الذهن ، لأن القارئ يتوقع الضمير المتصل (ها) الذي يعود على الطير أو الحياة ! فلو استبدلت (يغشانا) بـ (نشوانا) أو شيء من هذا القبيل مع وضع (الكون) موضع الطير، فيكون البيت هكذا:

    تَــرَ الحَـيـاة َبـهــدْيِ الله ِخـاشِـعَـة ًوتسـمـع الكونَ بالتَّسبـيـحِ نشوانا !

    شكرا جزيلا لك أيتها الشاعرة الفذة ، والتي أحترمها كثيرا لأنها علامة مميزة في منتدانا ، وبدون مجاملة أهنئها على لغتها الفصيحة الجميلة ، وشاعريتها الشفيفة الرقيقة…

    أخوك المقصّر في حقك..الجزائري..

    أ. محمد الصالح الجزائري

    Like

    1. zahya12 Post author

      مسَّاك ربي بأنوار النبي أخي المكرم أ. محمد الصالح الجزائري . عدت اليوم لقراءة بعض كتاباتي هنا ولكم سعدت وأنا أقرأ ماتفضلت به بشأن هذه القصيدة التي لها مكانة خاصة جدا في نفسي وقلبي.
      بارك ربي فيك وجزاك عني خير الجزاء وكل عام وأنت بخير
      أختك
      زاهية بنت البحر

      Like

  2. zahya12 Post author

    الأستاذ محمد الصالح الجزائري
    تحية تقدير
    رائعة مبادرتك في كتابة سلسلة مقتطفات نقدية ، وهي سلسلة تضيف للنغم نكهة مميزة ، فألف شكر لك
    وشكر للشاعرة القديرة زاهية بنت البحر لإسلوبها المميز
    وبإنتظار حضورها الى هذه الصفحة لسماع رأيها ، وبما يخلق نقاشاً وتفاعلاً هنا يصب في مصلحة النص والنقد والملتقى ..

    أ. أسماء مصطفى

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: